قرارا بشأن القدس..نذر انفجار بين حماس وإسرائيل وسط مطالبات دولية

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

 تتجه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية نحو تصعيد خطير على وقع التوترات الجارية في القدس بين الفلسطينيين من جهة والمستوطنين والشرطة الإسرائيلية من جهة ثانية، وسط تحذيرات دولية من خروج الوضع عن السيطرة.

وأعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مساء الاثنين إطلاقها صواريخ باتجاه إسرائيل، فيما دوت صفارات الإنذار، وسمعت أصوات انفجارات في القدس.

وأكد الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أن سبعة صواريخ تم إطلاقها باتجاه القدس، وأن القبة الحديدية نجحت فقط في اعتراض صاروخ واحد، لافتا إلى إصابة إسرائيلي بجروح عقب استهداف سيارته بصاروخ مضاد للدروع.

وكانت كتائب القسام أمهلت الجانب الإسرائيلي حتى مساء الإثنين لسحب قواته والمستوطنين من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة “وإلا فقد أعذر من أنذر”.

وتنذر الأحداث المتصاعدة بانفجار في الأراضي الفلسطينية لاسيما في قطاع غزة، في ظل ما أظهرته الفصائل من تحد وهو ما يضع حكومة بنيامين نتنياهو في موقف حرج.

وكان نتنياهو رفض قبل أيام ضغوطا من القيادات الأمنية لشن عملية عسكرية في القطاع، على خلفية إطلاق صواريخ على غلاف غزة، ولا يعرف بعد هل سيبقي نتنياهو على موقفه أم أنه سينجر خلف القيادة الأمنية.

فرنسا وألمانيا تحذران من تصعيد واسع النطاق في القدس، وتدعوان جميع الأطراف إلى أكبر قدر من ضبط النفس

وعلق الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أكبر مناورة عسكرية له منذ ثلاثين عاما كان أعلن الأحد عن انطلاقها، استعدادا لاحتمال تصاعد التوتر. وقال الجيش في بيان إن رئيس الأركان اللفتنانت جنرال أفيف كوخافي قرر بعد تقييم الموقف تعليق التدريب، وأصدر تعليمات للقوات “بتركيز كل الجهود على الاستعداد والجاهزية لسيناريوهات التصعيد”.

ويعمل الجيش الإسرائيلي على تعزيز قواته في الضفة الغربية المحتلة وحول القطاع، فيما قررت مدن وبلدات إسرائيلية عدة في غلاف غزة فتح الملاجئ العامة تحسبا لرشقات صاروخية من القطاع.

وفيما بدا محاولة لاحتواء التصعيد، ألغيت مسيرة الأعلام الخاصة بإعلان توحيد القدس بعد ضمها في العام 1967، والتي شكلت أحد الأسباب في تأجيج التوتر بالمدينة المقدسة.

وشهد المسجد الأقصى صباح الاثنين تصعيدا خطيرا، باقتحام قوات إسرائيلية لباحاته، مطلقة الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز على المرابطين هناك، قبل أن تنسحب مخلفة أكثر من 305 إصابات بصفوف الفلسطينيين بينهم مسعفون.

وتعرف مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان توترات في منطقة “باب العامود” وحي “الشيخ جراح” ومحيط المسجد الأقصى.

وترجع معظم الاضطرابات الأخيرة إلى الجهود طويلة الأجل التي يقوم بها المستوطنون اليهود من خلال المحاكم لطرد الأسر الفلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح.

وأثار قرار محكمة إسرائيلية في وقت سابق من العام الجاري بدعم مطالب المستوطنين غضب الفلسطينيين. وكان من المقرر عقد جلسة للمحكمة العليا الاثنين للنظر في استئناف عائلات فلسطينية ما خاطر بمزيد إشعال التوتر القائم بالفعل. لكن وزارة العدل قررت الأحد تأجيل الجلسة في ضوء “الظروف”.

وتصاعدت المطالبات الدولية بضرورة العمل على التهدئة في القدس، وحذرت كل من فرنسا وألمانيا من “تصعيد واسع النطاق”، ودعت جميع الأطراف إلى “أكبر قدر من ضبط النفس”.

واجتمع مجلس الأمن الدولي الاثنين بشكل عاجل لبحث المواجهات في القدس لكن أعضاءه لم يتفقوا على إصدار إعلان مشترك، إذ اعتبرت الولايات المتحدة أنه من “غير المناسب” توجيه رسالة عامة في هذه المرحلة، في موقف أثار خيبة أمل لدى الفلسطينيين الذين كانوا يراهنون على إدارة جو بايدن لإعادة نوع من التوازن لسياسة واشنطن تجاه القضية الفلسطينية.

ويرى محللون أن المواجهات الجارية في القدس لا يمكن النظر إليها على أنها أحداث طارئة، بل يجزمون أنها تأتي في إطار “معركة السيادة على القدس”، في ظل دعم رسمي إسرائيلي للمستوطنين المتطرفين، ومحاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الهروب من أزماته الداخلية.

وقال الكاتب الفلسطيني محمد أبوعلان إن ما يجري “معركة للسيطرة على القدس”، مشيرا إلى وجود قناعة داخل إسرائيل تفيد بأن “توتير الأوضاع يأتي في إطار السيطرة على فضاء المدينة”.

ولفت الصحافي والمحلل السياسي نواف العامر إلى سبب آخر للتصعيد الإسرائيلي، وهو محاولة رئيس الحكومة الانتقالية نتنياهو كسب رضا المستوطنين، بهدف “الحفاظ على وجوده داخل الحكومة وعدم تقديم رأسه لمقصلة المحاكمة والقضاء”.

ويحاكم نتنياهو حاليا على ذمة 3 قضايا فساد، ويُعتقد أن فقدانه منصب رئيس الحكومة قد يسرع في دخوله السجن.