احتلت الهند مؤشرًا عاليًا في تقييم مخاطر الإرهاب عام 2020، ليس فقط بسبب كثرة العمليات الإرهابية على أرضها من بين دول جنوب آسيا، لكن لتنوع الجماعات.
مخاوف من تصعيد إرهابي وتواجه الهند التي فقدت رئيسين للوزراء بسبب الإرهاب أكبر عدد من الجماعات الإرهابية، مع المتطرفين من الجماعات الإسلامية والمتطرفين اليساريين والجماعات الانفصالية النشطة في جميع أنحاء البلاد.
في 2008 كانت الهند على موعد مع عمل إرهابي هز أرجاءها، حيث شن مسلحون هجمات منسقة في أنحاء العاصمة التجارية للهند، أسفرت عن مقتل 195 شخصًا على الأقل، حيث هاجم الإرهابيون أهدافًا متعددة بما في ذلك محطة السكك الحديدية الرئيسية في المدينة ومركزًا يهوديًّا، ومطعمًا وفنادق فاخرة واحتجزوا بعض الرهائن أيضًا.
وتمكنت الحكومة الهندية، حينها من إحكام سيطرتها على فندق تاج محل، وقتل ثلاثة إرهابيين كانوا يتحصنون في داخله واعتقال إرهابي شارك في هذه الهجمات.
ومع حلول الذكرى الرابعة لهجمات مومباي، في 2012، أعلنت وزارة الداخلية الهندية، إعدام الإرهابي المعتقل، أجمل كساب شنقًا، والذي كان الناجي الوحيد من بين منفذي الهجمات، بعدما تم تأكيد هذا الحكم من طرف المحكمة العليا الهندية.
مخاوف من تصعيد إرهابي وبعدها بنحو ثماني سنوات، اجتمع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، في عام 2020، بكبار المسؤولين الأمنيين في بلاده على خلفية أخبار تحذر من تخطيط «جيش محمد» المسلح لتنفيذ عملية «إرهابية» ضخمة، وقال إنه تم تحييد 4 إرهابيين ينتمون إلى المنظمة الإرهابية الموجودة في باكستان "جيش –إي – محمد" وامتلاكهم العديد من مخابئ الأسلحة والمتفجرات يدل على أن جهودهم لإحداث فوضى ودمار كبير قد تم إفشالها مرة أخرى.
وعلى صدى الإعلان، قتلت القوات الهندية الخميس 4 مسلحين ينتمون إلى «جيش محمد» في اشتباك دام 3 ساعات وقع في ناغروتا، بمحيط إقليم جامو وكشمير المتنازع عليه، قد كشفت عن تخطيط هذا التنظيم لتنفيذ هجوم كبير يوم 26 نوفمبر الجاري بمناسبة ذكرى اعتداء مومباي.
وتشير الدراسات إلى أن معاناة الهند، تأتي بشكل أساسي بسبب تنوع أنماط الإرهاب وكونها «معقدة» أيضًا، حيث إن 14 جماعة إرهابية من أصل 35 جماعة إرهابية نشطة في الهند مسؤولة عن الوفيات في عام 2019.
ووفقا لتقرير مؤشر الإرهاب العالمي للعام الماضي، كانت أبرز الجماعات الحاضرة في العمليات الإرهابية هي؛ الماويون والحزب الشيوعي الهندي (الماوي) وجيش محمد (جيش محمد) ليكونوا مسؤولين عن أكثر من ثلثي إجمالي الوفيات وما يقرب من نصف عدد القتلى.
وعلى الرغم من انخفاض عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب، لكن مراقبة الإرهاب في الهند أمر معقد، ولا يمكن النظر إليه من وجهة نظر إحصائية فقط، خاصة بسبب موقعها الذي يجعلها في نطاق بؤرة التطرف الإسلامي.
وبالنظر لطبيعة منطقة جنوب آسيا، فإن تاريخ الجماعات الإرهابية بما فيها نشأة تنظيم القاعدة، فإنها خلفت بيئة مناسبة حتى سنوات قريبة للتطرف، حيث ظلت المناطق القبلية على طول الحدود الباكستانية الأفغانية، والتي كانت لفترة طويلة خارج نطاق السيطرة الفعالة، أرضًا خصبة للمتطرفين الإسلاميين.
تزداد مخاوف الهند من المتطرفين، مع اقتراب انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان واحتمالية عودة قوة طالبان التي ستدعم كلًا من القاعدة وداعش، خاصة أن هذا القلق يأتي فيما تعاني الهند من انتشار سلالة متحورة من فيروس كورونا، والتي أصبحت تعرف بالفطر الأسود.