طريقة واعدة لشفاء عضلات القلب بعد التعرض للنوبات

صحة
قبل 3 سنوات I الأخبار I صحة

توصل بحث جديد أجراه باحثون من جامعة كامبريدج البريطانية، وبتمويل من مؤسسة القلب البريطانية ”BHF“، إلى طريقة واعدة تعيد إصلاح عضلات القلب وتمنع الإصابة بالقصور المزمن في القلب، لمن تعرضوا لنوبات قلبية.

واكتشف الفريق البحثي أن إلغاء نشاط بروتين يسمى ”MARK4“ في عضلة القلب، يمكن أن يوفر طريقة جديدة للأدوية لمكافحة قصور القلب لدى الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية.

 

وبحسب الموقع الإلكتروني لجامعة كامبريدج، فإن الحاجة لإيجاد أدوية تحسن من قدرة القلب بنجاح لضخ الدم بكفاءة بعد تعرضه للتلف إثر نوبة قلبية، غير مستوفاة، حيث إن العديد من الأدوية تترك فجوة كبيرة بين علاج النوبة القلبية وقصور القلب.

 

ويعتقد باحثو كامبريدج أنهم حددوا هدفا دوائيا جديدا يمكنه علاج ذلك من خلال إلغاء نشاط بروتين ”MARK4“ في القلب، وأظهرت التجارب في المختبر على فئران ارتفاع مستويات ”MARK4“ بعد نوبة قلبية.

ووجد الباحثون بعد أن قارنوا الفئران مع وبدون ”MARK4“ في القلب، أن القلوب الخالية من هذا البروتين كانت أفضل في ضخ الدم بالقلب بنسبة 57 %.

ووجد الفريق البحثي لأول مرة أن بروتين ”MARK4“ يصقل الشبكة الهيكلية داخل خلية عضلة القلب، التي تسمى ”شبكة الأنابيب الدقيقة“ والمسؤولة عن جعل خلايا عضلة القلب تنقبض وتسترخي.

وعندما زادت مستويات ”MARK4“ بعد نوبة قلبية، كانت ”شبكة الأنابيب الدقيقة“ مثبتة بإحكام على آلية تقلص واسترخاء عضلة القلب، مما منعها من العمل بشكل طبيعي، وعند تخفيض مستويات ”MARK4″، كانت ”شبكة الأنابيب الدقيقة“ مثبتة بشكل مريح، ما يسهل على عضلة القلب التقلص والاسترخاء.

كما أظهرت التجارب بعد النوبة القلبية في خلايا عضلة القلب في الفئران بدون ”MARK4″، زاد التقلص بسرعة أعلى بنسبة 42%، وزاد الاسترخاء بسرعة أعلى بنسبة 47%، وذلك مقارنةً مع عضلة القلب في الفئران التي تحتوي على بروتين ”MARK4“.

وأكدت التجربة قوة خفض مستويات ”MARK4″، حيثُ كانت قريبة من العمل بنفس مستوى خلايا عضلة القلب السليمة.

واقترح الباحثون بعد هذه النتائج أن صنع دواء لإيقاف نشاط ”MARK4“ يمكن أن يوفر طريقة جديدة وواعدة لتحسين الشفاء، ومساعدة القلب لضخ الدم بشكل أكثر كفاءة لدى الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية.

وقالت الدكتورة شوان لي الباحثة المشاركة في الدراسة: ”اكتشفنا هذه الطريقة الجديدة تمامًا والواعدة بعد سنوات من البحث، لاستعادة الشفاء من القصور في القلب“.

 

وأشارت إلى أنه إذا ثبت نجاح الأدوية في إيقاف تشغيل ”MARK4″، يمكن رؤية فوائد ستغير من حياة الأشخاص، الذين أصيبوا بنوبة قلبية وقصور في القلب وأنواع أخرى من أمراض القلب.

من ناحيته، قال البروفيسور متين أفكيران، المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية، إن ”النوبات القلبية سبب رئيس للإعاقة في جميع أنحاء العالم، حيث إن الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية شديدة معرضون لخطر أكبر لتطوير الإصابة بقصور القلب المزمن“.

 

وأوضح: ”نحن بأمس الحاجة إلى أدوية لتحسين وظائف القلب بشكل جذري لدى هؤلاء المرضى“، لافتاً إلى أن ”نتائج هذا البحث هي خطوة إيجابية إلى الأمام، حيث إنها بحاجة لمزيد من الدراسات لتحسين واختبار الأدوية التي يمكن أن تستهدف بروتين MARK4، قبل استخدامها لعلاج المرضى الذين أصيبوا بنوبة قلبية وتطورت إلى قصور في القلب“.