رئيسة وزراء ستواجه سياسات الصين.. من هي وكيف ستكون خطتها؟

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

شهدت أول رئيسة وزراء لجزيرة ساموا خلال الأسبوع الماضي موقفاً دخل التاريخ، إذ اضطرت لأداء القسم الدستوري في خيمة بعد أن منع منافسها توليبا سيليلي ماليلغاوي دخولها إلى البرلمان. وإثر ذلك، أقيمت الخيمة التي أدت فيها فيامي ناومي ماتافا القسم في حديقة البرلمان، مما يلقي بظلال من الشك على هوية من يحكم في الجزيرة الواقعة في المحيط الهادي، خصوصاً أنّ ماليلغاوي الذي كان رئيساً لوزراء الجزيرة على مدى 22 عاماً، تجاهل أمراً من المحكمة بالتنحي عن منصبه.

 

 

رئيسة وزراء جزيرة ساموا ستواجه سياسات الصين.. ما هي خطتها؟

 

ووصلت ماتافا البالغة من العمر 64 عاماً، إلى مبنى البرلمان رفقة وزير العدل، يوم الإثنين الماضي، من أجل أداء القسم لكنها لم تتمكن من دخول المبنى الذي سيطر عليه أعوان ماليليغاوي ومنعوا الدخول إليه.

وعلى إثر ذلك تجمع أنصار ماتافا من حزب "فاست" إلى جانبها في خيمة أقيمت في حديقة البرلمان في العاصمة أبيا وجرى تنصيب أعضاء الحكومة.

 

وقال حزب "فاست" في بيان صدر عنه: "يجب أن تسود الديمقراطية دائما، ولن تكون هناك استثناءات لهذا المبدأ الأساسي. من يدعون تأييد هذا المبدأ ويتصرفون خلاف ذلك يلعبون في النار". ورفض خصوم الحزب الفائز قبول الطريقة التي جرى فيها قسم التنصيب، ووصفها ماليلغاوي بأنها "غير قانونية". ومن جهتها، قالت ماتافا: "رغم أن الأمر كان مخيباً للآمال، إلى أننا لم نتفاجأ. لقد عقدنا العزم على ضرورة عقد مراسم أداء اليمين"، بحسب "CNN". جدل ويأتي هذا الجدل بعد مضي شهر واحد على الانتخابات التي أثارت جدلاً وواجهت تحديات قانونية. وقد أطاحت نتائج الانتخابات بحزب "حماية حقوق الإنسان" الذي يرأسه ماليليغاوي والذي كان في السلطة على مدى 4 عقود. وفاز كلا الحزبين بـ25 مقعداً في البرلمان ، لكن نائباً مستقلاً دعم حزب فاست. وأدى هذا إلى جدل قانوني ومناورات قام بها حزب حماية حقوق الإنسان الذي ادعى أن خصومه لم يراعوا "حصة الإناث في عضوية البرلمان". ومع هذا، فقد ألغت لجنة الانتخابات النتيجة ودعت إلى انتخابات جديدة في 21 أيار، لكن المحكمة العليا أصدرت قراراً مناقضاً لذلك وأقرت نتائج الانتخابات وأصدرت تعليمات بالمضي قدما في تنصيب ماتافا. ويعتبر ماليلغاوي الذي قضى 22 حكماً في منصبه كرئيس للوزراء الشخص الذي قضى ثاني أطول مدة في هذا المنصب على مستوى العالم. أما ماتافا فهي ثاني امرأة تفوز بمنصب رئيسة الوزراء في المنطقة بعد نائبة رئيس الوزراء في بولينيزيا. خطوات أساسية لماتافا.. ما هي؟

 

وكانت ماتافا حليفة سياسية لماليلغاوي، إلا أنهما حالياً يواجهون الصراع من أجل السيطرة، ويتهم كلاهما الآخر بمحاولة الإنقلاب. وكان ماليليغاوي تعرّض لانتقادات بسبب علاقة حزبه الوثيقة بالصين وتقويضه لسيادة القانون. وعلى النقيض من ذلك، يبدو أن ماتافا ستعيد ضبط علاقة ساموا ببكين وإلهام المزيد من القيادات النسائية في منطقة المحيط الهادئ التي لديها أدنى مستوى من التمثيل النسائي في العالم. ومع هذا، فإن الرئيسة الجديدة تؤكد أنها وحزبها الجديد ستقاتل للحفاظ على ديمقراطية البلاد، مشددة على وجوب ضبط الأوضاع في البلاد وإعادتها إلى الطريق الصحيح. ولعقود من الزمان، كانت ساموا مستقرة في المحيط الهادئ، في وقتٍ واجهت البلدان الأخرى هناك توترات وانقلابات. وبحسب ماتافا، فإنها لاحظت خلال السنوات الأخيرة تراجع الاحترام لسيادة القانون في البلاد، وهي تسعى إلى وضع حد لذلك. ومع هذا، فإن ماتافا تشدّد على ضرورة تحصين سلطة القضاء والسعي لضرب كل محاولات إضعافها. وفي الوقت الحالي، تواجه ماتافا الصراع المستمر على السلطة بدرجة أن ذلك قد لا يسمح لها بإدارة البلاد، ولكن إذا كانت قادرة على الانطلاق، فسوف تبشر بعصر جديد للنساء وللبلاد ككل. وبحسب "CNN"، فإنّ ماتافا تهدف بدرجة أساسية إلى جعل العلاقة مع الصين أكثر انضباطاً، وتقول إن "تطوير ميناء مقترح بقيمة 100 مليون دولار تدعمه الصين ليس من أولويات ساموا". وأضافت: "هذه دولة صغيرة، والموانئ والمطارات الحالية تلبي احتياجاتنا وخدماتنا. لماذا نحتاج إلى ميناء يتسع لـ 15 سفينة؟ إنه أمر غير منطقي". كذلك، لفتت ماتافا إلى أنها "ستأخذ مستوى مديونية ساموا للصين في الحسبان". وفي الواقع، فإن الجزيرة تواجه خطراً كبيراً من ضائقة الديون، وحوالى 40% من ديونها الخارجية مستحقة للصين. وفي ما يتعلق بالقلق العام بشأن مستوى الهجرة الصينية والاستثمار التجاري في ساموا، تقول الرئيسة الجديدة: "علينا معالجة ذلك على حقيقته… نحتاج إلى إجراء مناقشات حول أولئك الموجودين بطريقة معقولة". ومن غير الواضح عدد الصينيين الذين يعيشون في ساموا، على الرغم من أن 98% من السكان البالغ عددهم 200000 نسمة من أصل ساموا.