دراسة ترجّح وفاة الملايين في الهند خلال جائحة كورونا

عربي ودولي
قبل سنتين I الأخبار I عربي ودولي

خلصت دراسة جديدة إلى أن جائحة "كورونا" في الهند أدت إلى زيادة عدد الوفيات داخل البلاد بما يزيد عن 4 ملايين شخص.

وترصد حالات الوفاة الزائدة عدد الأشخاص الذين توفوا على نحو خالف التوقعات مقارنة بالسنوات الماضية، وفق ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC". وعلى الرغم من صعوبة تحديد عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بـ"كورونا"، إلا أنه بمثابة مقياس لمدى التأثير الشامل الذي سببته الجائحة. وسجلت الهند رسمياً حتى الآن ما يزيد على 414 ألف حالة وفاة بسبب "كورونا". ووفقاً لـ"BBC"، فقد استعان باحثون، من مركز التنمية العالمية ومقره الولايات المتحدة، بـ3 مصادر مختلفة للبيانات بغية تقدير الوفيات الزائدة الناجمة عن جميع الأسباب في الهند خلال الجائحة حتى 21 حزيران الماضي.

وفعلياً، فقد درس الباحثون تسجيلات الوفيات في 7 ولايات، تمثل نصف سكان الهند. وبحسب "BBC"، فقد دأبت الهند على إجراء مسح سنوي لرصد حالات الوفاة، بيد أنها نشرت البيانات حتى عام 2019 فقط. وطبق الباحثون تقديرات دولية لمعدلات وفيات فئة عمرية معينة بسبب الإصابة، أي عدد الأشخاص الذين يتوفون بسبب الفيروس، مع بيانات اختبارين للأجسام المضادة في البلاد، يُطلق عليهما أيضاً المسوح المصلية. ودرس الباحثون مسحاً لمستهلكين في الهِند شمل 868 ألف شخص في 177 ألف أسرة، يرصد أيضاً ما إذا كان أحد أفراد الأسرة توفي خلال الأشهر الـ4 الماضية. وخلص الباحثون، بناء على نتيجة مجمعة، إلى أن عدد الوفيات الزائد بلغ ما بين 3.4 مليون إلى 4.7 مليون، على نحو يفوق 10 مرات عدد الوفيات الرسمي بـ"كورونا" المعلن في الهند. ويمثل ذلك رقماً أعلى بكثير من تقديرات سابقة لعلماء الأوبئة، الذين اعتقدوا أن عدد الوفيات الزائد في الهند أعلى بـ5 إلى 7 مرات مقارنة بالرقم الرسمي المعلن. وقال أرفيند سوبرامانيان، كبير المستشارين الاقتصاديين السابق في الهِند وأحد المشرفين على الدراسة، إن جميع هذه الوفيات لم تكن ناجمة عن الإصابة بـ"كورونا"، وسيكون من الصعب تحديد تقدير فعلي لعدد الوفيات بسبب المرض. وعلى الرغم من عدم اكتمال البيانات المتعلقة بعدد الأشخاص الذين توفوا خلال الجائحة، فقد درس الباحثون البيانات الخاصة بمعدلات الإصابة، بناء على العديد من المسوح المصلية للحصول على تقدير لعدد الوفيات. كذلك استعان الباحثون بأرقام الإصابة في الهِند وتقديرات من دراسات دولية لاحتمال الوفاة بسبب الإصابة بـ"كورونا"، وطبقوا ذلك مع كل فئة عمرية مختلفة، مستعينين بالتقديرات الدولية لمعدلات الوفاة الناجمة عن الإصابة بـ"كورونا" في عمر معين مقارنة بعدد الإصابات بين الهنود في تلك الفئة العمرية. وقال سوبرامانيان إن البيانات تشير إلى أن 4 ملايين شخص توفوا في الجائحة بالهِند. وأضاف: "يرصد تقديران من تقديراتنا الثلاثة عدد الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب دون الوفيات بسبب الإصابة بكورونا، ومقياسنا الثاني أقرب إلى حد ما إلى رصد عدد الوفيات الفعلي نتيجة الإصابة بكورونا، بيد أنه تقدير واحد فقط من 3". وقال الباحثون، من بينهم جاستين سانديفور، من مركز التنمية العالمية، وأبيشيك أناند، من جامعة هارفارد، إن الموجة الأولى التي شهدها العام الماضي بدت أكثر فتكاً مما كان يُعتقد عموماً، وبدا معدل الوفيات معتدلاً بسبب "توزيعه من حيث الزمان والمكان". ولفت العلماء إلى أنّ "الاستنتاج الأكثر أهمية، بغض النظر عن المصادر والتقديرات"، هو أن الوفيات الفعلية خلال جائحة كورونا "من المرجح أن تكون أكبر بكثير من العدد الرسمي". وقالوا: "قد يكون عدد الوفيات الفعلي بالملايين، وليس مئات الآلاف، مما يجعل هذه أسوأ مأساة إنسانية تشهدها الهند منذ التقسيم والاستقلال".