الأسوأ لم يأت بعد.. فيضانات تركيا تضع أردوغان تحت الضغط

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

تسببت فيضانات هي الأسوأ في تركيا منذ عقود بمصرع 38 شخصًا على الأقل شمال البلاد، حيث زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إحدى المدن الأكثر تضررًا لأداء الصلاة على الضحايا متعهدًا بتقديم مساعدة حكومية.

وبحسب حصيلة مؤقتة للوكالة الحكومية المسؤولة عن إدارة الكوارث الطبيعية، لقي 32 شخصًا حتفهم في محافظة كاستامونو المطلة على البحر الأسود، وقضى 6 أشخاص في محافظة سينوب المجاورة. وهناك عدد غير محدد من الأشخاص في عداد المفقودين، بحسب ما ذكرته ”فرانس برس“.

وفي الوقت الذي دمرت فيه الفيضانات العارمة منازل وطرقًا وجسورًا، وجرفت سيارات في المناطق المطلة على سواحل البحر الأسود شمال البلاد، تتوقع مصلحة الأرصاد الجوية تواصل هطول الأمطار خلال الأيام المقبلة، لا بل تشير النماذج العددية لمراصد الطقس العالمية، لازدياد احتمال تعرض مناطق شمال شرق تركيا لموجة أمطار جديدة شديدة الغزارة ما ينذر بكارثة جديدة وبوتيرة تصاعدية.

 

 

وفي المناطق المنكوبة عبَّر بعض الناجين المصدومين عن غضبهم إزاء السلطات المحلية، بالتزامن مع زيارة أردوغان، متهمين إياها بعدم التحرك بالسرعة اللازمة لجعل السكان في أمان.

وقالت أرزو يوجل التي فقدت أثر ابنتيها وأهل زوجها إثر انهيار مبنى سكني: ”قالوا لنا فقط أن نضع سياراتنا في مكان آمن لأن النهر قد يفيض، ولم يقولوا لنا أنقذوا حياتكم وحياة أبنائكم“.

وأضافت وهي تجهش بالبكاء وفق ما نقلته عنها وكالة الأنباء التركية الخاصة ”ديميرورين“، ”لو تمّ تحذيرنا لغادرنا في أقل من 5 دقائق (…) لم يُطلب منا إخلاء“ المبنى.

2021-08-80-6

وبعد تساقط أمطار غزيرة، ارتفع مستوى المياه إلى 4 أمتار في بعض المدن، بحسب السلطات، وغرقت شوارع مدن كاملة في سيول جرفت سيارات. وشاهد آدم سينول (75 عامًا) المياه تحاصر خلال بضع دقائق منزله في محافظة بارتين.

وقال لوكالة أنباء الأناضول الرسمية: ”لم أرَ شيئًا كهذا من قبل“. وأضاف: ”ارتفعت المياه إلى فوق نوافذنا، وكسرت بابنا وحتى حائط حديقتنا“. وصرّح وزير الزراعة والغابات بكر باك دميرلي: ”إنها كارثة لم نعشْ مثلها منذ 50 أو 100 عام ربما“.

 

وفي مواجهة ارتفاع منسوب المياه، اضطرت فرق الإغاثة الى إجلاء 45 مريضًا من مستشفى في منطقة سينوب الساحلية.

وأظهرت مشاهد بثتها قنوات التلفزة، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عملية إجلاء قرويين في مروحية بعدما لجأوا إلى أسطح منازلهم. وانهارت جسور عدة إثر انزلاقات أرضية.

وبعد هذه السلسلة من الكوارث الطبيعية المتكررة التي ضربت تركيا، كثف العديد من السياسيين والجمعيات ضغوطهم على أردوغان كي يتخذ تدابير جذرية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة.

وتركيا من بين الدول النادرة التي لم تتبنَ اتفاق باريس للمناخ المبرم العام 2015.

 

 

وقبل عامين من انتخابات تبدو صعبة للرئيس التركي على خلفية صعوبات اقتصادية، تمثل هذه الكوارث الطبيعية تحديًا سياسيًا بالنسبة إليه.

وأثناء زيارة للمناطق المنكوبة بسبب الحرائق، في أواخر تموز/يوليو، أثار أردوغان الغضب عندما رمى للناجين أكياس شاي من حافلة، إذ إن منتقديه رأوا في ذلك مؤشرًا إلى انعدام التعاطف مع المنكوبين.