سلطت الصحف العالمية الصادرة، صباح اليوم السبت، الضوء على الترسانة الأمريكية التي غنمتها حركة طالبان المتشددة التي سيطرت على أفغانستان، الأسبوع الماضي.
وأبرزت تلك الصحف أيضًا، تفاقم الأوضاع الاقتصادية في لبنان، وتعزيز اليابان لميزانيتها العسكرية، في ظل التهديدات التي تواجهها.
ترسانة أسلحة أمريكية في يد طالبان
وقالت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية، إن حركة طالبان استولت على الأسلحة الأمريكية في أفغانستان، وقامت بتخزين المروحيات، والبنادق، والعربات المصفحة.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أن ”الجيش الأفغاني ترك أسلحته، ولم تهدر طالبان الوقت في جمع تلك الأسلحة، ما يثير مخاوف من سهولة سقوط أسلحة أمريكية في أيدي الأعداء، من طائرات عسكرية، وعربات مدرعة، والقدرات الجديدة التي أصبحوا يمتلكونها“.
وتابعت: ”ظهرت العشرات من الفيديوهات لمتمردي طالبان وهم يحتفلون إلى جوار المروحيات الأمريكية المهجورة، ويحملون بنادق القنص الأمريكية من طراز M24، وأسلحة M18 الهجومية، ويقومون بتخزين أسلحة أخرى، وعربات همفي، وغيرها من الأسلحة الأمريكية الصنع“.
وأشارت إلى أن ”طالبان استولت على طائرات ودبابات ومدفعية من المواقع الأفغانية، ومن القوات الأمريكية التي انسحبت من أفغانستان، مما يكشف عن أحد التكاليف الباهظة لانسحاب القوات الأمريكية وسط انهيار الحكومة والجيش الأفغاني“.
وقالت الصحيفة إن ”الولايات المتحدة أرسلت ما يقرب من 600 ألف قطعة سلاح صغيرة، و76 ألف مركبة، و208 طائرة إلى الجيش والشرطة الأفغانية، وذلك خلال الفترة من العام 2003 إلى العام 2016.. ووثق أحدث تقرير ربع سنوي للتحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة تسليم 174 عربة همفي، وما يقرب من 3 ملايين طلقة ذخيرة، وما يقرب من 100 ألف صاروخ 2.75 بوصة خلال هذه الفترة“.
وأوضحت ”وول ستريت جورنال“، أن الولايات المتحدة ”نقلت أيضًا إلى القوات الأفغانية صواريخ مضادة للدبابات، قاذفات قنابل آلية، مدافع هاون، وقذائف صاروخية“.
وقال مراقبو الحكومة الأمريكية، إن واشنطن أنفقت أكثر من 80 مليار دولار على مدى 20 عامًا على القوات الأفغانية.
ونقلت عن إلياس يوسف، نائب مدير ”مراقب المساعدة الأمنية“، وهو جزء من مركز فكري في واشنطن، قوله: ”تمثل الأسلحة المفقودة قصورًا في إستراتيجية التعاون الأمني الأوسع نطاقًا لواشنطن، وكذلك السياسات الأمريكية حيال أفغانستان“.
لبنان على حافة الهاوية
من جهتها، قالت صحيفة ”تايمز أوف إسرائيل“، إن لبنان يواجه ما يشبه ”الجحيم على الأرض“، في ظل الظروف التي لا يمكن التعايش معها، مع تفاقم الأزمات الاقتصادية وأزمة نقص الوقود.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته، اليوم السبت، على موقعها الإلكتروني، أن ”أزمة الطاقة في لبنان تدفع المواطنين إلى أماكن غير متوقعة، في سعيهم اليائس إلى الحصول على أساسيات الحياة، سواء أكان الهواء النقي أو الكهرباء أو الثلاجة أو إمداد سياراتهم بالبنزين“.
ونقلت عن مواطنة لبنانية في الثلاثينيات من عمرها، قولها: ”على مدار يومين لم يكن لدينا ولو دقيقة واحدة من الكهرباء في المنزل، لم يعد الأطفال قادرين على النوم“.
وأشارت إلى أن المواطنة اللبنانية، مثل غيرها من اللبنانيين، يلجأون أحيانًا إلى المقاهي، على سبيل المثال، في بيروت، كي يحصل أطفالهم على فترات من النوم والراحة في القاعات مكيفة الهواء.
وذكرت الصحيفة العبرية، أن ”انقطاع التيار الكهربائي، الذي يستمر لأكثر من 22 ساعة في اليوم، أصبح هو المعيار الجديد في بلد يعاني من الإفلاس، ينفد فيه حرفيًا كل شيء، من الوقود والغاز إلى الأدوية والخبز“.
وأضافت أنه ”لم يعد لدى المواطنين في لبنان الصبر أو الشجاعة، في ظل شهور من المعاناة نتيجة الانهيار الاقتصادي المروّع“.
وقالت المواطنة اللبنانية إن ما يمر به اللبنانيون ”أمر مذهل، لم يبق لديهم أي شيء، وحتى النوم أصبحوا محرومين منه، إنه الجحيم على الأرض“.
وأضافت أن العاملين في محال الحلاقة يضطرون إلى استخدام جهاز الإضاءة على هواتفهم المحمولة في عملهم مع الزبائن، في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة صيفًا.
ونقلت عن أحد العاملين في تلك الصالونات قوله: ”نحن نعمل في ظروف مهينة“، في حين يضطر بعض أصحاب الصالونات إلى نقل مقاعد المحال إلى أرصفة الشوارع، كي يتمكنوا من أداء عملهم في الضوء خلال النهار.
وأردفت الصحيفة بقولها: ”أدى الانهيار الاقتصادي في لبنان إلى هبوط هائل في قيمة الليرة اللبنانية، وأصبح 80% تقريبًا من اللبنانيين تحت خط الفقر، وتسارع الانهيار البطيء للأوضاع في لبنان بشدة هذا الشهر، بعد ما أعلن محافظ البنك المركزي رياض سلامة إنهاء دعم الوقود“.
ميزانية عسكرية قياسية في اليابان
بدورها، قالت صحيفة ”ذي تايمز“ البريطانية، إن اليابان قامت بتعزيز ميزانية الدفاع في ظل التهديدات التي تتعرض لها.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، اليوم السبت، أن ”اليابان تخطط لإنفاق 36 مليار جنيه إسترليني على جيشها العام المقبل، ما يمثل رقمًا قياسيًا للميزانية العسكرية اليابانية، حيث تسعى طوكيو إلى الدفاع عن أراضيها ضد تهديدات الصين، وكوريا الشمالية، وروسيا“.
وأشارت إلى أن ”تلك الميزانية الكبيرة ستساعد اليابان على شراء الطائرات الأمريكية المقاتلة من طراز F 35A، وF 35B، خاصة أن الطراز الأخير من الطائرات قادر على الإقلاع القصير، والهبوط العمودي، وكلاهما لا يمكن الاستغناء عنه لا سيما في سلسلة جزر ”ريوكيو“، التي تمتد من أوكيناوا باتجاه تايوان، حيث يوجد عدد قليل من المدارج بطول كامل“.
وتابعت: ”ستقوم اليابان أيضًا بتخصيص أموال لصالح تجهيز مدمرات جديدة بنظام ”إيجيس“ للصواريخ الاعتراضية، وذلك لمواجهة التهديدات المحتملة من كوريا الشمالية“.
وذكر التقرير أنه ”من المتوقع أيضًا أن تكون هناك عمليات تحديث للصواريخ والأنظمة الإلكترونية على طائرات F-15، وهي الطائرة القتالية الرئيسة لقوات الدفاع الذاتي الجوية اليابانية“.
وبينت ”ذي تايمز“ أن ”وزارة الدفاع اليابانية تخطط أيضًا لاستثمار ملياري جنيه إسترليني في تطوير أنظمة إسقاط المروحيات العسكرية، بواسطة الليزر والموجات الصغرى. ومن المتوقع أيضًا زيادة الإنفاق في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي العسكري، والأسلحة التي تفوق سرعة الصوت“.