لاحظ الكاتبان توم أوكونور ونافيد جمالي وجود مسيرات جوية في معرض للأسلحة أقامه في وقت سابق المتمردون اليمينيون، تشبه إلى حد بعيد مسيرات انتحارية من النوع الذي استخدم ضد ناقلة نفط قبالة سلطنة عمان.
وقالا في في تقرير بمجلة "نيوزويك" إن النظام الذي استخدم في تلك العملية وعمليات أخرى ربطه مسؤولون أمريكيون ومحللون آخرون بإيران، لكن الخبراء لاحظوا أيضاً أنه من المستحيل إقامة دليل على ربط مباشر بمصدر محدد. وتعرضت الناقلة "ميرسر ستريت" التي ترفع العلم الليبيري وتعمل لحساب شركة يملكها رجل أعمال إسرائيلي، لإنفجارين متتاليين بينما كانت تبحر في خليج عمان. وقتل الإنفجار الثاني قبطان السفينة الروماني فضلاً عن رئيس جهاز الأمن وهو بريطاني. وأثار الحادث غضباً دولياً ونسبته الولايات المتحدة وإسرائيل إلى مسيرات مفخخة صنعتها إيران، التي نفت أي تورط. وحامت الشبهات حول نموذج من المسيرات من طراز شاهد-136 التي يطلق عليها لقب "المسيرة الإنتحارية" التي تحمل ذخائر تنفجر عند الإصطدام. وقالت المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة بربارة وودورد أمام مجلس الأمن الشهر الماضي "إننا واثقون، بناء على تقويمنا للبقايا التي انتشلت عن متن ميرسر ستريت، أن الجهاز الذي استخدم في الهجوم هو مسيرة إيرانية من طراز شاهد- 136". "وئيد" لكن النموذج الفريد للمسيرة تم إقتفاء أثره في أماكن أخرى، لا سيما في اليمن، حيث يملك الحوثيون طرازاً شبيهاً جداً يطلق عليه اسم "وئيد". وقوبلت إتهامات لإيران بتزويد الحوثيين بهذا النوع من الطائرات، بنفي من الجانبين. ولبعض الوقت، ظهرت الصور العلنية المتوافرة عن شاهد-136 عقب محاولة هجوم من الحوثيين على القوات الحكومية اليمنية قرب منطقة العلم في محافظة مأرب في سبتمبر (أيلول) الماضي. وقد إستخدمت القيادة الأمريكية المركزية صورة من هذا الهجوم في سياق تقويمها الذي خلصت فيه إلى ربط إيران بالهجوم على "ميرسر ستريت". وظهرت هذه الصورة أيضاً في تقرير لـ"النيوزويك" في يناير (كانون الثاني) الذي تبين من خلاله أن مثل هذه الأسلحة قد نشر في محافظة الجوف اليمنية. وفي اليوم نفسه الذي نشر فيه التقرير، أطلق الحرس الثوري الإيراني فيديو ظهرت فيه مسيرة شبيهة تم إستخدامها لضرب نظام للصواريخ أرض-جو خلال مناورة. كما تم عرض نماذج أخرى من هذه المسيرات خلال تدريبات على طائرات بلا طيار في مايو (أيار). والآن، هناك تحليل للصور أرسله إلى "نيوزويك" خبير يتابع النشاطات الإيرانية في المنطقة، أظهر تشابهاً بين المسيرة التي سقطت في مأرب ومسيرة "وئيد" التي ظهرت في المعرض الذي أقامه الحوثيون في 11 مارس (آذار). وقدر الخبير بأن شاهد-136 تتمتع بمدى فعلي يصل إلى ما بين 2000 و2200 كيلومتر، أو ما يعادل ما بين نحو 1240 إلى 1370 ميلاً. وكان هجوم "ميرسر ستريت" النشاط الأخير في حرب الظل الدائرة في البحر، حيث هددت هجمات متكررة على الناقلات النفط بإثارة توترات في مياه المنطقة الإستراتيجية وبتعطيل التجارة الدولية.