اعتبرت الحكومة السودانية على لسان الناطق الرسمي خالد الإعيسر وزير الثقافة والإعلام ما أعلنها قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي بشأن هدنة إنسانية لا يتجاوز كونه مناورة سياسية مكشوفة تتناقض بشكل صارخ مع الواقع المرير الذي ارتكبته قواته على الأرض.
ووصف حديث حميدتي عن الهدنة محاولة جديدة لخداع المجتمع الدولي وتلميع صورة شوهتها الحقائق الدامعة بجرائم قواته وانتهاكاتها المستمرة.
وفيما يلي نص بيان وزير الثقافة والإعلام السوداني :
ما أعلنه قائد ميليشيا الدعم السريع المتمردة، بشأن هدنة إنسانية لا يتجاوز كونه مناورة سياسية مكشوفة تتناقض بشكل صارخ مع الواقع المرير الذي ارتكبته قواته على الأرض. فهذه الميليشيا التي تجردت من كل قيمة إنسانية حاصرت المدنيين العزل، وجوعتهم، وقصفتهم بالطائرات.
المسيرة في مدن عدة، وعلقت بعضهم على الأشجار، ودفنت آخرين أحياء، وآخر تلك الجرائم المروعة ارتكب في مدينتي الفاشر وبارا لذا لا يمكن أخذ حديث قائدها عن "هدنة لاعتبارات إنسانية" على محمل الجد أو الصدق.
إن التصريح الذي أدلى به بالأمس ليس سوى محاولة جديدة لخداع المجتمع الدولي وتلميع صورة شوهتها الحقائق الدامغة بجرائم قواته وانتهاكاتها المستمرة.
وعلى العالم ألا يسمح لنفسه بأن يستدرج إلى هذا الخطاب المضلل فقد أثبتت التجارب السابقة - وفي مقدمتها هدن اتفاق جدة -أن الجيش السوداني التزم بما وقع عليه، بينما استغلت الميليشيا تلك الهدن التمرير إمدادات مرتزقتها من السلاح والعتاد وتحقيق مكاسب عسكرية على حساب المدنيين.
لقد رأى العالم أجمع حجم المعدات العسكرية والذخائر التي أدخلتها الميليشيا خلال فترات الهدن إلى المدن المكتظة بالسكان، وفي مقدمتها العاصمة الخرطوم، قبل أن تفر منها. والحقيقة الواضحة أن من يمارس القتل والحصار والاغتصاب لا يصنع سلاماً، ولا يؤمن بأي قيمة إنسانية، ومن ينقض العهود لا يمكن الوثوق بوعوده.
وعلى المجتمع الدولي أن يدرك طبيعة هذه المناورة المفضوحة، وأن يقدم معاناة الشعب السوداني على أي اعتبارات سياسية أو دعائية، وأن يضغط على الميليشيا لتنفيذ خارطة الطريق المودعة لدى الأمم المتحدة التي قدمها رئيس مجلس السيادة الانتقالي، بوصفها السبيل الأجدى لطي صفحة المعاناة واجتثاث مسببات الحرب من جذورها بهدنة دائمة، ووفق أسس موضوعية تستجيب لتطلعات الشعب السوداني وكل الشعوب التواقة للسلام.
خالد الإعيسر وزير الثقافة والإعلام والسياحة الثلاثا 25 نوفمي 2025م






