يسرد المدير الإداري في شركة "غلوبال كابيتال بارتنرز" ومقرها نورث كارولاينا سمير لاخاني الصخب الذي يعود إلى مدينة دبي بالتوازي مع فتحها أبواب إكسبو 2020 للترحيب بالعالم. في هذه الأثناء أيضاً، تقف دبي على أعتاب إعادة ابتكار نفسها مرة أخرى لدخول المستقبل، وتؤكد بشكل متزايد أهميتها في عالم التجارة والحياة.
وكتب لاخاني في صحيفة "غَلف نيوز" السعودية أنه مع انتعاش أسعار الأصول مجدداً وعودة المدينة إلى زخم الحياة في كل مجالاتها، بات المسرح مهيأ لتحول في الصناعات على نطاق واسع من التكنولوجيا المالية وصولاً إلى صناعة الغذاء. كذلك، تخدم البنية التحتية الفائقة التي تم تأسيسها كركيزة للإبداع من أجل أطلاق العنان لقواها في الاقتصادات المحلية والإقليمية والدولية. كابوس كورونا بات من الماضي خلال أسوأ فترة من جائحة كوفيد، عانت دبي تماماً كما سائر العالم من الوحدة، حيث جلس الناس بلا حراك ضائعين في عالمهم الخاص. تبدو هذه الذاكرة كابوساً قديماً بالنسبة إلى الذين يجولون في المدينة اليوم حيث يشعر هؤلاء بطاقتها وبتفاؤل المهاجرين الجدد إليها وكذلك بتفاؤل سكانها. لقد تحدث المؤلف البريطاني-الأمريكي هنري جيمس سنة 1904 عن "حركة بالغة التنوع في المدينة المكتظة الصاخبة"، لكن هذه الجملة تنطبق على دبي أكثر من أي مكان آخر بحسب لاخاني. تحديات لا يشك الكاتب في أن التحديات باقية، من هيكلة الديون وصولاً إلى خلق الوظائف بالوتيرة التي اعتادت عليها المدينة تاريخياً، كما أن جيوباً معينة في الاقتصاد لا تزال بحاجة إلى الدعم من المنظمين والبنوك. وهذا صحيح خصوصاً بالنسبة إلى قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، حيث كانت مستويات الابتكار تاريخياً أعلى بكثير من أي مكان آخر. سيحتاج تخطي تحديات عدة إلى الوقت ومن دون أي شك سيكون هنالك المزيد من الضحايا – كما هي الحال مع أي انكماش اقتصادي. مؤشرات إيجابية على مستوى مراجحة الأصول، تظهر تدفقات الأموال إلى أسواق مثل أبوظبي والرياض كيف بدأ أصحاب الاستثمارات الذكية يحولون فعلاً مواردهم. وحصل الأمر نفسه مع قطاع العقارات المزدهر، خصوصاً مع الشركات الكبيرة حيث تم إنشاء المكاتب العائلية بوتيرة مرتفعة بالاستفادة من تسهيل عالم الأعمال. في قطاع الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة، على الرغم من جميع معاناتها، كان هنالك ارتفاع في تشكيلاتها الجديدة مع بروز أفكار حديثة. الشاهد الأكبر.. العودة الحماسية توفر المنصة الحالية فرصة لهذا النوع من الاختبارات بالضبط كي يعبر عن نفسه. في نهاية المطاف، إن التغيرات في السياسة التنظيمية – من خفض الكلفة إلى تسهيل عملية المراجحة إضافة إلى تصاريح الإقامة الطويلة الأجل – مهدت الطريق أمام منحنى الطلب كي يتحرك إلى الأعلى، كما حدث بالفعل في أسواق الأصول. ويرى لاخاني أن لا شيء يشهد على ذلك أكثر من واقع أن العديد من الذين غادروا المدينة قد عادوا إليها مع اتقاد طموحاتهم مجدداً، منجذبين إلى ثقافة الجرأة التي تمثلها دبي. "دواء لروحي" يخدم المعرض الحالي، تماماً مثل المعارض السابقة، كمنارة مهمة لروح عصر متغير أكثر من مجرد عرض لفرص الأعمال. إنه بمثابة بوابة للفنون والعلوم كي تتآزر في إيقاع تكافلي يغير الثقافة مع مرور الوقت. وهذا لا ينطبق على أي مكان آخر كما ينطبق على دبي. بعد زيارة قام بها إلى نيوروك قادماً من كامدن البريطانية، كتب الشاعر وولت ويتمان: "أجد هذه الزيارة والتواصل اليومي والعلاقة مع عدد لا يحصى من ناسها أكثر دواء فاعلية شاركَت فيه روحي حتى الآن". خلال الانتظار على مداخل المعرض الدولي، من الصعب على أي شخص عدم الشعور بالطريقة نفسها حيال دبي.