بعد خمسين عامًا من جمعها خلال مهمة أبولو 17، خضعت إحدى العينات القمرية لفحص جديد كشف عن مفاجأة علمية غير متوقعة. فقد استخدم فريق من جامعة براون تقنيات تحليل حديثة لإعادة دراسة الصخرة، ليجد نمطًا غير مألوف لنظائر الكبريت، يختلف تمامًا عمّا هو معروف في الصخور الأرضية أو القمرية الأخرى.
العينة كانت تُعد قطعة عادية من مركب “الترويليت”. لكن قياسات مطياف الكتلة أظهرت وجود تركيب نظائري جديد أثار دهشة الباحثين. قائد الفريق، جيمس دوتين، قال إنه ظن في البداية أن النتائج خاطئة، قبل أن يتأكد من صحتها بعد مراجعات متعددة.
وتشير المعطيات الجديدة إلى أن الكبريت الموجود في القمر لم يأتِ بالكامل من الأرض، كما كان يُعتقد. بل ربما حملت الصخور آثارًا من جسم سماوي آخر، قد يكون “ثيا” الذي يُرجَّح أنه اصطدم بالأرض وأسهم في ولادة القمر.
أبرز ما كشفه التحليل هو شذوذ في نظائر الكبريت-33، ما يفتح الباب أمام مراجعة النظريات المتعلقة بمرحلة تبريد محيط الصهارة في القمر المبكر، وإمكانية فقدان بعض النظائر إلى الفضاء.
ولا تتوقف أهمية الاكتشاف عند القمر فقط؛ فغياب الصفائح التكتونية لديه يجعل تركيب صخوره ثابتًا نسبيًا، ما يوفر نافذة أوضح لدراسة تاريخ النظام الشمسي المبكر. وقد تمثل هذه الصخرة أول دليل مباشر على بقايا “ثيا” في القمر حتى اليوم.
ما وجد في هذه العينة الصغيرة قد يقود إلى إعادة صياغة فهمنا لنشأة القمر، وربما يكشف المزيد مع توالي الأبحاث على مواد جمعتها أبولو قبل نصف قرن.






