يدرك المتابعون لتاريخ جائزة نوبل للأدب جيدا أن ترشيحاتها، غير الرسمية، عادة ما تكون "مراوغة" أو حتى "خادعة". ولطالما فاجأت الجائزة المرموقة، التي تمنح منذ عام 1901 لـ"صاحب الإنتاج الأدبي الأكثر تميزا"، الجميع بأسماء لم تكن في الحسبان، وأدارت ظهرها لأسماء أخرى كانت متداولة بشدة، وهو أمر يبدو مرتبطا بعدم وجود لائحة مرشحين رسمية، على عكس جوائز الأوسكار على سبيل المثال، فيما يقتصر الأمر على تكهنات وتوقعات الأوساط الأدبية.
وتقيد قوانين مؤسسة نوبل، منذ 50 عاما، الإفصاح عن المعلومات المتعلقة بالترشيحات، سواء علنا أو بأي شكل آخر، ويتعلق هذا القيد بأسماء المرشحين، ومن يتولون عملية الترشيح، وأي تحقيقات أو آراء رسمية متعلقة بوجهة الجائزة. وفي هذا السياق لا تمثل "نوبل للأدب 2021" استثناء، والأسماء المتداولة للفوز هذه المرة، ربما لن يتم إعلان أحدها صباح غدا الخميس، السابع من أكتوبر، لكنها تمثل مع ذلك "علامات على الطريق" لا ينبغي إغفالها.
الأديبة الفرنسية آني إرنو تظهر باعتبارها المرشحة الأولى "نظريا"، بحسب صحيفة "غارديان"، وتقدم إرنو منذ السبعينيات أعمالا رائجة رفيعة المستوى، تدور بالأساس حول أحداث حياتها، بما في ذلك عملية "إجهاض في الأزقة الخلفية"، وتعطي نظرة ثاقبة عن كيفية تغير أحوال بلدها، وهي اعتبرت في حوار مع "غارديان" عام 2019: "إن العمل الروائي هو قول الحقيقة".
وتتقدم إرنو، في لائحة التوقعات، على أسماء أخرى بارزة تضم الروائي الياباني هاروكي موراكامي، وهو مرشح دائم خلال السنوات الأخيرة، وتحظى رواياته وبينها "كافكا على الشاطئ"، و"1Q84" بنجاح أدبي وتجاري مرموقين، وقد نال العديد من الجوائز الأدبية البارزة، بيد أن ذلك لا يعد أمرا مرجحا للفوز بجائزة نوبل. وبين قوائم ترشيحات عدة، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأربعاء، قبل ساعات من موعد إعلان الجائزة قائمة تضم ترشيحات محدودة منها. ماريز كوندي، وهي كاتبة من غوادلوب (منطقة فرنسية بالكاريبي) تخصصت في مجال الأدب التاريخي، ومن أشهر روايتها سيغو (1985). كما يظهر اسم جامايكا كينكيد من أنتيغوا (72 عاما).. وقد غادرت جزيرتها الصغيرة في سن الثامنة عشرة، وتعيش حاليا بولاية فيرمونت الأميركية، وتركز رواياتها على "تصوير مثير للعلاقات الأسرية، ولموطنها الأصلي أنتيغوا"، بحسب ما أورد موقع موسوعة "بريتانيكا". ويعد النرويجي جون فوس، (مواليد 1959)، كذلك بين الأسماء المتداولة، وهو بين أكثر الكتاب المسرحيين انتشارا في الفترة الأخيرة، وغالبا ما يُقارن بفائزين سابقين بالجائزة مثل هارولد بينتر، لكن أعماله لا تلقى التقدير الأمثل في برودواي، ربما لأن النقاد والمشاهدين "الأنجلو-ساكسون" غالبًا ما يسيئون فهمها، بحسب "