تمكنت قوات ما تسمى بحكومة الوفاق الوطنية ومقرها طرابلس وبدعم كبير وواسع من الحكومة التركية يوم أمس من التقدم واستعادة العديد من المناطق القريبة من العاصمة الليبية طرابلس، كما تمكنت تلك القوات من شن عدد من العمليات العسكرية الناجحة ضد قوات الجنرال "خليفة حفتر" المدعوم من روسيا.
وأشارت مصادر ميدانية تتابع عن كثب التطورات في ليبيا إلى ان قوات ما تسمى حكومة الوفاق الوطنية الليبية شنت عدد من الهجمات العسكرية وصفت بالناجحة في المناطق الشرقية من محافظة "مصراتة" واستطاعت التقدم والوصول إلى المناطق الشمالية والساحلية من محافظة "سرت" وذلك في إطار معاركها للسيطرة على هذه المحافظة الليبية الإستراتيجية والهامة.
ولفتت المصادر ذاتها إلى ان قوات حكومة الوفاق نفذت تلك العمليات بمساعدة الإرهابيين المرسلين من سوريا والمستشارين والقوات الجوية التابعة للجيش الليبي، مضيفة بان العمليات بدأت في المرحلة الأولى من منطقة "أبو قرين" وتقدمت نحو مدينة "سرت" التي لا تزال قابعة تحت سيطرت قوات الجنرال "حفتر".
وتزامناً مع تقدم القوات المدعومة من "أنقرة" ونقل آلاف الإرهابيين إلى ليبيا من شمال غرب سوريا، تم إرسال معدات عسكرية ثقيلة وجديدة إلى محاور "كفر نبل، وسراقب، ومعرة النعمان" الواقعة في جنوب وجنوب شرق محافظة "إدلب" السورية.
وعلى صعيد متصل كشفت العديد من التقارير الميدانية أنه بالتزامن مع نشر قوات جديدة ونقل معدات عسكرية ثقيلة بالقرب من خطوط التماس مع المناطق الجنوبية الغربية المحتلة من محافظة إدلب، شنت الجماعات الإرهابية التابعة لتركيا هجمات واسعة النطاق خلال الإيام الماضية ضد قوات نظام بشار الأسد، مشيرة الى ان الإرهابيون المتمركزون في المحور الجنوبي الغربي لمدينة إدلب وشمال غرب حماة بدأوا هجماتهم الإرهابية حوالي الساعة 3 مساءً من يوم الإثنين الماضي ولا تزال هجماته مستمرة بشكل متقطع ومباغت.
وأكدت تلك التقارير بان مجموعات إرهابية من بينها جماعة "حراس الدين" نفذت هجمات إرهابية من ضواحي بلدتي "العنكاوي والقاهرة" على محور سهل "الغاب" وقامت أيضاً بإرسال بعضاً من عناصرها وعدد من العربات الإنتحارية إلى مواقع قوات الجيش التابع لنظام بشار الأسد في بلدتي "طنجرة والفطاطرة" شمال غرب حماة وجنوب غرب إدلب.
وتشير احدث المعلومات إلى ان وحدات الطائرات بدون طيار حلقت خلال اليومين الماضيين بإستمرار في سماء المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية من محافظة إدلب وذلك لمراقبة تحركات الجماعات الإرهابية في الأراضي التي لا تزال تخضع لسيطرتها.
ونوهت تلك المعلومات إلى أنه في الوقت الذي تستعد فيه القوات البرية لشن عملية عسكرية محتملة في الجزء الجنوبي من محافظة إدلب استهدف مقاتلو سلاح الجو التابع لنظام بشار الأسد قافلة عسكرية تقل عناصر إرهابية في الجزء الغربي لمحافظة "حلب" ما أدى إلى وقوع إصابات فادحة في صفوفهم، كما حلقت المقاتلات الروسية واستهدفت مواقع الجماعات الإرهابية في جنوب غرب محافظة إدلب وشمال غرب حماة وألحقت بها أضرار كبيرة.
وذكر مصدر ميداني أن مقاتلات الجو الروسية إلى جانب المدفعية والوحدات الصاروخية استهدفت مواقع للعناصر الإرهابية المدعومة من تركيا في بلدات وقرى "قوقفين، والعنكاوي، وكفر عويد، والموزرة، وقلدين، والقاهرة، والزقوم، والحلوبة، والطنجرة، والفطاطرة، والفطيرة، وسفوهن" وكبدتها خسائر مادية وبشرية فادحة.
وأكد ذات المصدر بان الطائرات المقاتلة التابعة لبشار الأسد هاجمت قافلة تابعة للعناصر المدعومة من تركيا في بلدة "تقاد" بعد تلقي معلومات دقيقة عنها تواجدها وقتل وجرح العديد من افرادها خلال هذه العملية.
ويرى عدد من الخبراء العسكريين بان العملية العسكرية المحتملة لقوات نظام بشار الأسد المدعومة من روسيا سوف تنطلق من جنوب محافظة إدلب وستتم على عدة مراحل مع إعطاء الأولوية لتأمين طريق "حلب – اللاذقية" وتطهير المناطق الواقعة تحت سيطرت الجماعات الموالية لتركيا حتى مدينة "جسر الشغور" المهمة والإستراتيجية، وفي حال نجحت هذه العملية سيتم تأمين جميع المناطق جنوب طريق "حلب – اللاذقية" السريع بما في ذلك المناطق الواقعة جنوب محافظة إدلب وشمال غرب حماة وشمال شرق اللاذقية ومدينة إدلب التي تعتبر قلب وعاصمة حلفاء تركيا.
الى ذلك كشفت العديد من المصادر الإخبارية أنه رداً على استعدادات قوات بشار الأسد المسنودة بالدعم الروسي المكثفة لهذه العملية العسكرية، كثفت بدورها الحكومة التركية عملياتها وأرسلت معدات عسكرية ثقيلة وجديدة إلى جماعاتها في المناطق الوسطى والجنوبية من "إدلب".
وبحسب تلك المصادر فإن الجيش التركي موجود في الأراضي المحتلة بمحافظة إدلب السورية بكل قوته، بالإضافة إلى قيامه خلال الفترة الماضية بزيادة عدد قواته وإرسال معدات عسكرية ثقيلة وتسليم العناصر الإرهابية الموالية له العديد من الصواريخ المضادة للطائرات.
ووفقاً لتأكيدات العديد من المراقبين تقوم العناصر التي توالي تركيا بما في ذلك "الجبهة الوطنية للتحرير" بتدعيم وتعزيز مواقعها على محور جبل "الزاوية" جنوب محافظة إدلب وعلى طريق "حلب – اللاذقية" الدولي في محاولة منها للتحصن في المواقع الدفاعية في الاماكن التي لاتزال خاضعة لها، كما قامت الجماعات التي توصف بالإرهابية بنقل المعدات العسكرية الثقيلة والمتوسطة بما في ذلك المدفعية وراجمات الصواريخ إلى منطقتي "البارة ودير سنبل" التابعة لجبل "الزاوية".
ولفتت تأكيدات المراقبين الى انه تم إرسال مئات العناصر الإرهابية من "تركمانستان وقيرغيستان وأوزبكستان وغيرها" إلى هذه المناطق، وقد دعا قادة الجماعات الإرهابية العناصر الواقعة تحت قيادتهم إلى أن تكون في حالة تأهب قصوى تحسباً لأي هجوم مباغت تشنه قوات نظام بشار الأسد في أي لحظة.
هذا وتظهر التطورات الميدانية أن عملية تطهير الأراضي الواقعة تحت سيطرة الجماعات الموالية لتركيا في شمال غرب سوريا تهدف إلى الضغط على تركيا في ليبيا، وهو ما يجعل الكثير من المحللين ينتظرون رد فعل "أردوغان" ومقاومته في محافظة إدلب في الأيام المقبلة وهل سوف يمضي قدماً كما يشاء، أو أنه على عكس ما يحدث في ليبيا سيفشل وسيضطر في نهاية المطاف إلى خسارة العديد من النقاط.
ويؤكد الخبراء والمحللين بان التطورات الميدانية في ليبيا وسوريا متشابكة ومتداخلة حيث تحاول روسيا أن تأخذ الهزائم الأخيرة لقواتها الداعمة للجنرال "حفتر" في ليبيا في ساحات معارك سوريا من تركيا وتعمد على الإنتقام وتصفية الحسابات حتى تعيد توازن القوى في هذه المنطقة الملتهبة بالحروب على مستوى الكرة الأرضية.