بعد تفجير البصرة.. "فرق الموت" متهمة والكاظمي يصف عناصرها بـ"الإرهابيين"

عربي ودولي
قبل 3 سنوات I الأخبار I عربي ودولي

أكدت السلطات العراقية، الأربعاء، الشائعات والتسريبات التي تحدثت عن كون المستهدف بانفجار تقاطع الصمود في محافظة البصرة جنوبي البلاد، الاثنين، ضابط أمن كان مكلفا بالتحقيق في حادثة اغتيال الصحفيين أحمد عبد الصمد، وصفاء غالي، مطلع عام 2020.

 

 

 

 

 

وقتل الصحفيان بسبب تغطيتهما المتعاطفة مع التظاهرات التي شهدها العراق لأكثر من عام، بحسب زملاء لهما وناشطين من محافظة البصرة. وحكمت محكمة في المحافظة على قاتل الصحفيين، واسمه، حمزة العيداني، بالإعدام في الأول من نوفمبر الماضي. وخلال نطق الحكم، قال الحاضرون في الجلسة إن العيداني قام بأداء "سجدة الشكر"، فيما احتفل الناشطون في المحافظة بإصدار الحكم.

 

وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، في تصريحات لقناة العراقية الحكومية، الأربعاء، إن الانفجار  - الذي قتل جراءه أربعة أشخاص- استهدف ضابطا عمل في التحقيق بقضية اغتيال الصحفيين.

 

وقال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إن "جريمة قتل ضباطنا في الأجهزة الأمنية غدر وخيانة، وجريمة قتل خيرة شبابنا بدم بارد هي سلسلة جرائم واحدة ومعروفة للجميع".

 

وأضاف الكاظمي، الذي كان يتحدث من مجلس عزاء ضحايا التفجير في البصرة، الأربعاء، إن "الحكومة لن تنجر للمواجهة، ولكن سوف تجرهم للعدالة بالقانون، وينتظرهم القصاص العادل".

وتوعد الكاظمي في التصريحات التي نشرها مكتبه باعتقال المجرمين "واحدا تلو الآخر"، مثلما "اعتقلنا قتلة هشام (الهاشمي) وأحمد وصفاء".

 

 

 

وختم "واهم من يظنّ في نفسه أنه فوق الدولة والقانون، ومنطق القوة سيرتد على أصحابه بالتأكيد".

 

 

ولأول مرة، وصف الكاظمي عناصر "فرق الموت" وهي التسمية الشعبية للفرق التي تقوم بالاغتيالات في المحافظات الجنوبية، بأنهم "إرهابيون" وقرنهم بـ"إرهابيي داعش". تشكيك لكن المحللين السياسيين العراقيين يشككون في مدى قدرة الحكومة على الوفاء بهذه التعهدات، على نطاق واسع على الأقل. ويقول الكاتب والخبير السياسي، علاء النشوع، إن "الحكومة لا تستطيع ذلك – في هذه الفترة -  لعدة أسباب منها "وجود فصائل ولائية لإيران تتحكم بالمقدرات الأمنية والعسكرية في البلاد لامتلاكها أسلحة ومعدات أكثر قوة من الدولة". وأضاف النشوع لموقع "الحرة" أن "الدولة الآن هشة كونها تمر بفراغ دستوري بالإضافة إلى أزمة نتائج الانتخابات التي خسر فيها الموالون لإيران"، كما أن "البصرة فيها فصائل كثيرة ومتعددة بحيث يتعذر على الحكومة كشفها بالإضافة إلى ما تتمتع به من نفوذ سياسي وأمني وعسكري وسيطرة على المحافظة". ويعتقد النشوع أن الكاظمي "يتحرك وفق أهداف مرسومة" تتمثل بالمواجهة "بسياسة ناعمة" قبل الانقضاض على تلك المجموعات المسلحة، في المستقبل. وتبرأت عدد من الفصائل العراقية المسلحة من ارتباطها بـ"فرق الموت". وقال نعيم العبودي، المتحدث باسم ميليشيا عصائب أهل الحق، في تصريحات لبرنامج "الثامنة مع أحمد الطيب" على قناة الرشيد المحلية العراقية :"هؤلاء القتلة ليس لهم هوية ولا ينتمون إلى البلد ويجب الوقوف بحزم ضد هؤلاء"، خلال حديث عن "فرق الموت". ويقول الصحفي العراقي، أحمد حسين، إن "الربط بين مجموعات الاغتيالات والفصائل المسلحة، منطقي".

 

 

ويضيف حسين لموقع "الحرة" أن "تلك المجاميع تحصل على الأموال والأسلحة والمتفجرات، وتقوم بنقلها وخزنها وتنفيذ هجمات، وهذا يشير إلى وجود تنسيق عال ودعم لوجستي لها، ولا يمكن أن تمر كل هذه الأمور بدون غطاء من الجماعات المسلحة". لكن حسين يعترف أن "من الصعب تحديد انتماءات تلك المجموعات، وعلى الحكومة أن تكشف هذه الانتماءات، بدلا من التعمية عليها كما حصل في حادثة استهداف الكاظمي".