الإعلام التربوي يرصد الانتهاكات الحقوقية في مجال التعليم أثناء النزاع المسلح

محليات
قبل سنتين I الأخبار I محليات
�سبب النزاعات المسلحة المستمرة بانهيار شــبه كامــل لمنظومـة التعليــم العــام فــي اليمــن، فبلغ عــدد المدارس التي أصبحــت خــارج الخدمـة بشــكل كامــل (2500) مدرسة مع إغلاق حوالي (27 %) من المدارس في جميع أنحاء البلاد, إضافة إلى (66 %) من المدارس تضررت بسبب العنف الشديد, واستخدمت (7 %) من المدارس كمراكز إيواء نازحين أو من قبل جماعات مسلحة, وخلال العام 2017م تركزت أغلب الأضرار التي أصابت المنشآت التعليمية في محافظات تعز (325) وعدن (260) وصعدة (239) وأمانة العاصمة صنعاء (227). استهداف المدارس . نجمت معظــم الأضرار الماليــة التــي لحقت بالمدارس أثناء النزاع المسلح، وخلال الفتـرة من مارس/ آذار 2015م حتى ديسمبر/ كانون الأول 2019م وثقت مواطنة لحقوق الإنسان أكثر من (380) واقعة اعتداء على مدارس ومرافق تعليمية في اليمن اشتملت على ما لا يقل عن (153) هجمة مسلحة على - أو بالقرب من – المدارس ومرافق تعليمية في 16 محافظة يمنية, وفي الفترة نفسها وثقت "مواطنة" هجوما بالقذائف والمواجهات العسكرية بالرصاص الحي استهدفت مدارس ومرافق تعليمية من مناطق يمنية مختلفة. طلاب أصبحوا خارج المدرسة ونتيجة للنزاع وانهيار الاقتصاد وتراجع الدخــل، بــات نحــو (2) مليون طفل خارج المدرسة حتى نهاية العام 2018م, مقارنة (1,6) مليــون طفــل قبــل النــزاع، وارتفع عــدد الأطفــال الذيــن هــم بحاجــة لمســاعدة فــي مجــال التعليــم إلــى (4,7) مليون, وخــلال الســنوات الأولــى مــن النــزاع لــم يتمكــن آلاف الطــلاب مــن الوصــول إلــى المدرســة بســبب المواجهات المســلحة، وقطع الطرقــات، واستخدام المــدارس. وواجه التلاميــذ أشكالا متفاوتة في العنف الطريق إلى المدرسة, فخلال العام 2 - 16م أبلغت جهات محلية عن وقوع (16) واقعة قتــل لأطفــال كانــوا فــي طريقهــم إلــى المدرســة إضافــة إلى حالتي اختطاف طلاب ومدرسين. ويواجه المعلمــون ظروفــا اقتصادية شديدة القســوة، حيــث حــرم النـزاع (15 %) منهــم رواتبهم منــذ أكتوبـر/ تشــرين الأول 2016م, لاسـيما القاطنين فـي المحافظـات الشـمالية. ويعد انقطاع مرتبات المعلمين التــي تواجــه التعليــم فــي اليمــن "أحــد التحديــات الأكثــر إلحاحا للانخراط التي تواجه التعليم في اليمن" إذا يدفع بعض المعلمين للانخراط في النزاع المسلح أو الإضراب عن العمل أو الغياب المتكــرر، أو عــدم ممارسـة التعليــم الجديــد فــي الفصــل. وفضــلا عــن ذلــك يتعــرض بعــض المعلميــن والعامليــن فــي قطــاع التعليــم لأشــكال مختلفــة مــن العنــف والاعتداءات والتهديــد بالقتــل ومداهمــة المبانـي التعليميــة. وفــي الوقــت الراهن لا تتوفر برامــج مستدامة لتدريــب وتأهيل المعلميــن، باستثناء البرامــج المحــدودة التــي تنفذها بعــض الوكالات الدوليــة العاملــة فــي اليمــن، البنــك الدولــي الــذي نفــذ، عبــر الصنــدوق الاجتماعــي التنميــة فــي صنعــاء، مشــاريع مصغرة لتدريــب معلمــي المرحلتيــن الأساسيـة والثانويــة فــي ســبع محافظــات خــلال العــام 2017م. ومن جانبها قالــت الممثلــة الخاصــة للأميــن العــام، المعنية بالأطفــال والنزاعات المســلحة فرجينيــا غامبــا "إن الهجمــات علــى المــدارس انخفضــت بعــد إنشــاء وحــدة لحمايــة الأطفــال فــي أكتوبـر/ تشــرين الأول 2017م, وبالرغم من ذلك فقد استمرت الهجمات المسلحة علــى المــدارس والمنشآت التعليميــة". انهيار التعليم وعلى سياق مفصل كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" قد حذّرت في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي بأن الحرب الدائرة في اليمن سترغم أكثر من مليوني طفل يمني على ترك مقاعد الدراسة ومن أن استمرار انقطاع رواتب المعلمين بصورة رئيسية– من شأنه أن يؤدي إلى انهيار قطاع التعليم في تلك المناطق ويهدّد مستقبل جيل بكامله. وحذرت المنظمة أيضًا من الخطر المتنامي الذي يطال أطفال اليمن على شكل عمالة الأطفال أو تجنيدهم ضمن جماعات مسلحة, ومع بدء العام الدراسي الجديد، أثبتت تحذيرات ("اليونيسف") صحتها. لكن هذه المعضلة لم تحظ بعد بالاستجابة المناسبة من المجتمع الدولي والمحلي. فانهيار قطاع التعليم في بعض المناطق اليمنية, فهو نتيجة متوقّعة للنزاعات المسلحة ويمثل إحدى تداعيات الحرب على كامل البنية التحتية للبلاد.