الصدمات في مكان العمل.. وطرق مواجهتها

اختيار المحرر
قبل سنتين I الأخبار I اختيار المحرر

الصدمات في مكان العمل أمر وارد الحدوث نتيجة أسباب شتى ومحمّل بتأثيرات سلبيّة على أداء الموظّفين والإنتاجيّة. في السطور الآتية، لمحة عن بعض أسباب الصدمات في مكان العمل، وردود الفعل التي تُحدثها، وكيفيّة التعامل معها؟

صدمات سلبيّة وإيجابيّة

الصدمة في مكان العمل

في هذا الإطار، يتحدّث الاختصاصي في تطوير الموارد البشريّة حمد آل شامي لـ"سيدتي. نت"، فيقول إن "هناك العديد من البحوث المثيرة للاهتمام حول مفهوم الصدمة المهنيّة"، لافتًا إلى النوع السلبي من الصدمة المهنيّة والمتمثّل في تقليص عدد الموظّفين أو حدوث التغييرات في طبيعة العمل بسبب بعض الزملاء أو بسبب قوى خارجيّة، والنوع الإيجابي من "الصدمة"، وذلك حال حصول الموظف على التشجيع أو الزيادة في الراتب قبل الوقت المتوقّع... ويستشهد بنظريّة "RIASEC" التي تنصّ على أهمّية سعي الفرد إلى إجراء التعديلات على مسار حياته المهنيّة ليحقّق التطابق بين شخصيته وبين بيئة عمله، مشيرًا إلى أن "النظرية المذكورة كانت أثبتت فشلها، لأن الوظائف التي تتناسب مع شخصيّة الفرد قد لا تكون متوافرة، ولأن النظريّة تتجاهل تأثير القوى الخارجيّة في الوظائف، مثل: تسريح العمّال أو الانتقال الاضطراري إلى عمل آخر أو جغرافيا أخرى بحيث تختلف فيها طبيعة الوظائف، وذلك لمواكبة تغيير وظيفة شريك الحياة.  

أنواع الصدمات في مكان العمل

النوع السلبي من الصدمة المهنيّة يتمثّل في تقليص عدد الموظفين أو حدوث تغييرات في طبيعة العمل

 

تشتمل الصدمات في مكان العمل على الآتي، حسب شركة Temasek Foundation الدوليّة المتمركزة في سنغافورة:

  • الأحداث المجهدة والمهدّدة للحياة، كالحوادث وإصابات العمل ووفاة زميل أو انتحاره والتعرض للأمراض المعدية والتهديدات بالعنف والأذى...
  • الضغوط التنظيمية، كالتنمر أو المضايقة أو النزاعات المستمرة وغير المحسومة أو التمييز أو الضغط المزمن أو عبء العمل المفرط أو تقليص الصلاحيّات أو الخوف من تقليص النفقات...
  • بيئة العمل غير الآمنة التي تعرف الضوضاء بصورة مستمرة والفوضى، فيشعر العاملون فيها بالخوف على سلامتهم الجسدية والنفسيّة.
  • التهديدات الخارجيّة، كالحريق والسطو والهجمات الإرهابيّة.

آثار الصدمات في مكان العمل

الصدمات في مكان العمل، تشتمل على الضغوط التنظيمية، التي تتمظهر في التنمّر أو النزاعات المستمرّة

في إثر الصدمة، قد يشعر الموظّف بردود فعل عاطفية (عوارضها: التهيّج ونوبات الغضب والشعور بالقلق والعجز وتقلّب المزاج والإحباط) وجسديّة (عوارضها: الإجهاد والصداع المتكرّر أو الدوار والآلام والتغيّرات في الشهيّة) وسلوكيّة (عوارضها: قلّة النوم، والانعزال)، وبتأثيرات سلبيّة على الفكر تتمظهر في انخفاض التركيز والارتباك والانغلاق الذهني والتفكير السلبي والنسيان.

 

تذكر مجلّة "فوربس" الأميركيّة، من ناحيتها، أن "الصدمات في مكان العمل قد تتجلى في هيئة الغياب المتكرر أو تجنّب التعاون في المهام أو حدوث الصراعات بين الموظّفين أو فقدان الدافع، بالإضافة إلى القلق المتزايد والخوف والغضب والنسيان". وتضيف أن "بعض الموظفين الذين يعانون من الصدمات في مكان العمل قد يواجهون صعوبة في التعبير عن إمكاناتهم الكاملة، الأمر الذي يحمل آثارًا عميقة على الأداء التنظيمي".

طرق التعامل في مواجهة الصدمات

من الهامّ أن تدرك المنظّمات والشركات أن للصحّة العقليّة الأولويّة في مكان العمل

تقول "فوربس" أن "الوقت قد حان حتّى تدرك المنظّمات والشركات أن للصحّة العقليّة الأولوية في مكان العمل، بما في ذلك تقديم الدعم والتوعية بالصدمات، واتخاذ خطوات استباقيّة تهدف إلى خلق مكان عمل مرن يخلو قدر الإمكان من الصدمات، وذلك من خلال: 1. تدريب الموظّفين على الحدّ من التوتّر، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتأقلم، مع العمل على رفع مستوى الذكاء العاطفي، في صفوف المديرين، حتّى يلحظوا الموظّفين الذين يعانون، مع توجيههم إلى أنظمة الدعم. 2. خلق بيئة آمنة، بحيث يشعر الموظّف فيها بالراحة، وذلك عند الإبلاغ عن الأحداث الصادمة، ومناقشتها، مع تقديم الموارد والدعم لتلبية الاحتياجات.