كشف تقرير أن العديد من الأدوات والمواد تضعها العائلات في الجزائر على شرفات المنازل، تسببت في حالات موت وإصابات عديدة جراء سقوطها على المارة.
وأوضحت صحيفة "الشروق" في تقرير لها أن "الكثير من المارة وأصحاب المركبات، اشتكوا من ظاهرة سقوط أشياء خطيرة من شرفات العمارات والفيلات، وبالخصوص أصص النباتات، سواء كانت بلاستيكية أم فخارية، فمن أكياس المهملات إلى قشور الفواكه، وغبار الزرابي، وصولا لمياه التنظيف، والأخطر سقوط أصص النباتات الثقيلة، ما جعل المواطنين يمشون بحذر شديد تحت العمارات، بل ويسيرون أحيانا برؤوس مرفوعة إلى أعلى تستكشف المفاجآت القاتلة".
ونقلت "الشروق" عن "أطباء تحذيراتهم من هذه الظاهرة، بعدما استقبلت الطوارئ بمستشفى غرب البلاد، رجلا توفي بعدما سقطت عليه مزهرية ثقيلة من عمارة، مؤكدين أن مثل هذه الحوادث متكررة، وغالبية ضحاياها يفارقون الحياة، لتلقيهم ضربة في منطقة حساسة وهي الرأس". وبحسب الصحيفة، فقد "أكد الكثير من المواطنين، ممن تحدثوا في الموضوع، تعرضهم لمثل هذه الحوادث، منهم شاب ذكر أن أباريق قهوة وشاي سقطت أمامه من الطابق الخامس، أثناء مروره تحت عمارة، وقال آخر إن مزهرية نباتات ثقيلة سقطت أمامه، كما أن مواطنا أوضح أنه سقط عليه "مطرح صوف"، وآخر تلقى كيس إسمنت، سقط من الطابق الرابع، فيما أشارت فتاة إلى أن علبة طماطم سقطت أمام رجليها، ومنهم من تلقى قارورة زجاجية على رأسه، فيما ذكر شاب آخر أن بقايا أو شعلة سيجارة سقطت من شرفة عمارة على معطفه"، في حين "أوضح المارة أنهم صاروا يتجنبون المرور تحت العمارات، خوفا من التعرض لمثل هذه الحوادث".
ونقلت "الشروق" عن إحدى السيدات قولها: "درك الواحد لازم ليه 6 عينين… 2 يشوف بيهم قدام رجليه باش ما يطيحش في حفرة، و2 يشوف بيهم للطريق باش ما تدخلش فيه طوموبيل، و2 يشوف بيهم الفوق للسماء باش ما يطيحش عليه مزهرية ولا مقلة". كما وجه المواطنون دعوة إلى "ضرورة تجريم مثل هذه الأفعال، ومعاقبة أصحابها المستهترين، ليكونوا عبرة لغيرهم، لأن سلوكهم يدخل في خانة تعريض حياة المواطنين للخطر، وهي أصلا جريمة قتل غير عمدي، متسائلين عن غياب شرطة العمران"، وفق "الشروق". وفي هذا السياق، شدد رئيس مجمع المهندسين المعماريين، عبد الحميد بوداود على "أن ظاهرة التزيين العشوائي للشرفات العالية، خطيرة وتهدد سلامة المارة تحت العمارات، وقد أحصينا إصابات عديدة لمواطنين، سقطت عليهم أشياء من الشرفات، وغالبيتهم قضوا نحبهم"، معتبرا أنه "يتحمل مسؤولية مثل هذه الأفعال المشينة كل من رئيس البلدية والوالي، باعتبارهما أقرب المسؤولين المحلّيين إلى المواطنين، ويقومان بخرجات دورية إلى الأحياء".
وأكد ضرورة تفعيل دور شرطة العمران، لمراقبة المخالفات في السكنات، مضيفا: "لابد لرؤساء البلديات من مراقبة المخالفات التي يقوم بها سكان العمارات، خاصة في الشرفات، ومؤخرا لاحظنا تثبيت صهاريج المياه الثقيلة في الشرفات، ولم يتدخل أحد، ما أدى إلى سقوط بعضها على رؤوس المارة". من جانبه، أفاد المحامي عمار خبابة بأن "وضع أشياء خطيرة في الشرفات، وتسببها في إصابة أو قتل شخص مار، يعرّض صاحب الشقة لتهمة القتل الخطأ، ويعاقب بالحبس وغرامة مالية". وأضاف المحامي: "غالبا ما تكون العقوبة الحبس مع وقف النفاذ، وحصول أهل الضحية على تعويضات مالية من المتهم"، حيث ينص القانون الجزائري على أن كل من أحدث ضررا خطأ على الغير، يُلزم بالتعويض عن الأضرار الجسمانية التي أحدثها".