كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن إيران تعمل على تطوير "تهديد نووي" جديد قد يغيّر قواعد اللعبة، وسيستمرّ في التقدم بغضّ النظر عن التوصّل إلى اتفاق مع الغرب بشأن طموحات طهران النووية من عدمه. ارتفاع الجبل الذي يؤوي المنشأة الجديدة يصل إلى 1608 أمتار فوق سطح البحر، فيما لا يتعدّى ارتفاع الجبل الذي يؤوي منشأة فوردو 960 مترًا
وذكرت الصحيفة أن التهديد الإيراني يتمثّل في منشأة جديدة تبنيها إيران تحت الأرض في منطقة نطنز، وسيكون صعباً على الجيش الإسرائيلي استهدافها. وكتب رئيس معهد العلوم والأمن الدولي ديفيد أولبرايت، في تقرير نشرته الصحيفة: "رغم أن وجود منشأة فوردو الإيرانية تحت الأرض يجعل استهدافها أمراً صعباً، إلا أن المنشأة الجديدة تفوقها عمقًا وتستعصي على الضربات الجوية لتدميرها.
حماية أكبر وقارن أولبرايت بين المنشأتين قائلًا إن ارتفاع الجبل الذي يؤوي المنشأة الجديدة يصل إلى 1608 أمتار فوق سطح البحر، فيما لا يتعدّى ارتفاع الجبل الذي يؤوي منشأة فوردو 960 مترًا.
وذكر التقرير أن هذا الارتفاع يوفر حماية أكبر للمنشأة الجديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ حوالي 13 عاماً، ناقش الاستراتيجيون الاسرائيليون ما إذا كان سلاح الجو الإسرائيلي قادر على الضرب بعمق تحت الأرض بما يكفي لتدمير منشأة فوردو. "وبالتالي، إذا لم تستطع إسرائيل تدمير فوردو، فإنها تقلّل بشكل كبير من احتمال نجاح أي تحرّك ضد البرنامج النووي الإيراني".
وشدّد أولبرايت على أن تدمير المنشأة الجديدة التي يتمّ بناؤها في نطنز سيكون أصعب بنسبة 50% من تدمير منشأة فوردو، التي قد لا تتمكن تل أبيب من تدميرها ايضاً.
منشآت في منشأة وذكرت الصحيفة أن المنشأة الواقعة تحت الأرض ضخمة أيضاً، ما يعني أن القسم الأكبر من منشآت برامج طهران النووي قد ينتقل في النهاية إلى هذا الموقع.
وكتب أولبرايت: "صرح مسؤول استخباراتي غربي مؤخراً أن هناك سبباً قوياً للاعتقاد بأنه يتم بناء مصنع تخصيب في موقع نطنز تحت الأرض، وكرر هذه المزاعم مرة أخرى".
وأضاف أن "إنشاء محطة تخصيب بالطرد المركزي، متطورة وصغيرة في آن واحد، هو بالتأكيد أكثر الاحتمالات إثارة للقلق".
وكتب أولبرايت أن "عدداً صغيراً نسبياً من أجهزة الطرد المركزي المتطوّرة IR-6 (على سبيل المثال 1000 جهاز) سيكون كافياً لإنشاء محطة تخصيب أكثر قوة، مما يوفر مضاعفة انتاج التخصيب مقارنةً بمنشأة فوردو، ويتطلّب حوالي ثلث مساحة القاعة الرئيسية لفوردو".
وهذا يعني أن الغالبية العظمى من برنامج إيران النووي ستكون بعيدة عن أي استهداف جوي.
أولوية وأشارت الصحيفة إلى أن بناء المنشأة الجديدة تحت الأرض أصبحت أولوية إيرانية بعد عمليتي التخريب السابقتين.
وفي إبريل (نيسان) الماضي، قال علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: "نعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، لنقل جميع قاعاتنا الحساسة إلى قلب الجبل بالقرب من نطنز".
وأمل صالحي في أن تكون المنشأة "جاهزة بحلول العام المقبل، لنقل المرافق إليها".
وقالت "جيروزاليم بوست" إنه من غير المعروف حتى الآن ما إذا كان الموقع الجديد سيكون جاهزاً للتشغيل قبل عام 2023. وبمجرد تشغيل المنشأة ستتمكن إيران من زيادة عمليات تجميع أجهزة الطرد المركزي المتقدمة الجديدة من مئات سنوياً إلى آلاف.
تفاصيل المنشأة؟ وطوال العام الماضي، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أنشطة حفر واسعة النطاق، مع نمو أكوام الردم بشكل مطرد. واعتبارًا من نوفمبر ( تشرين الثاني) الماضي، ذكر التقرير أن "المنطقة لا تزال منطقة إنشاءات رئيسية، وأن أعمال التنقيب مستمرة، ولا يبدو أن المنشأة قد اكتملت نهائيًا. لكن مواد البناء المخزنة بشكل واضح على طول الطرق المتدرجة تشير إلى جهود جارية داخل النفق أو أن إيران بدأت في تجهيز الأجزاء الداخلية من النفق.
وحدّدت صور الأقمار الاصطناعية وجود ساحتي مدخل للنفق، أحدهما غربي والآخر شرقي جبل كبير، مع ثلاث بوابات محتملة، بالإضافة إلى منطقة انطلاق للبناء وموقع دعم مستقبلي محتمل فوق الأرض.
وكتب أولبرايت أنه "بالقرب من بوابة النفق الغربية، يوجد تصنيف للطرق، ربما لبوابة غربية ثانية، أو طريق وصول إلى قمة الجبل للسماح ببناء عمود / نظام تهوية في الأعلى".
وأوصى بضرورة "بذل الجهود لثني إيران عن إنهاء هذه المنشأة، أو على الأقل، تعطيل مشترياتها من المعدات والمواد الخام اللازمة، لأنه بخلاف ذلك، يمكن للمنشأة إعادة تشكيل قدرة إيران على نشر الآلاف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة سنويًا بما يُعقّد، مرة أخرى، أي جهد لإطالة الجداول الزمنية للاختراق في الاتفاق النووي".