صحف عالمية: تراجع صيني عن تأييد روسيا ضد أوكرانيا.. و"أزمة أمنية" تؤرق إسرائيل

عربي ودولي
قبل سنتين I الأخبار I عربي ودولي

تصدرت الأزمة الأوكرانية وتداعياتها عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة، اليوم الإثنين، حيث ناقشت ”تراجع الصين“ عن موقفها المؤيد للغزو الروسي، وتبنت موقفا دبلوماسيا تجنبا لتفاقم التوترات مع الولايات المتحدة.

 

وكشفت صحف عن ”أزمة أمنية“ تؤرق القيادات الدفاعية في إسرائيل، بسبب تهديدات جماعة ”حزب الله“ اللبنانية المتزايدة، وذلك في أعقاب تسلل طائرة بدون طيار تابعة للجماعة إلى داخل إسرائيل.

خدعة أم حرب؟

 

ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن ”لا أحد يعرف ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يقوم بخدعة معقدة ومكلفة أو على وشك شن أكبر هجوم عسكري في أوروبا منذ 1945“.

واعتبرت الصحيفة أن ”الأزمة في أوكرانيا تتسبب في حدوث حرب باردة جديدة“، مشيرة إلى أنه ”حال نفذ بوتين، الغزو، سيتبع ذلك صراع عالمي جديد مع الغرب“، حيث يقول المحللون إن الرئيس الروسي يجب أن يفكر في نتائج الحرب الأولى.

وقالت ”نيويورك تايمز“، إن ”بعض المحللين الروس، يعتقدون أن بوتين، ما زال بإمكانه تخفيف حدة الأزمة والخروج بانتصار تكتيكي، إلا أنهم أشاروا إلي أن الرئيس، يريد أكثر من ذلك، حيث يعتزم إبرام اتفاقية واسعة النطاق وملزمة قانونا للتخلص من وجود حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية، وليس فقط منع أوكرانيا من الانضمام للحلف“.

وبالرغم من أن واشنطن قد عرضت بالفعل إجراء محادثات بشأن عدد من المبادرات التي تهتم بها موسكو، بما في ذلك وضع صواريخ في أوروبا والحد من رحلات القاذفات بعيدة المدى، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن ”بوتين يريد تحقيق معتقداته الشخصية بكافة السبل الممكنة، سواء بالوسائل الدبلوماسية أو من خلال استخدام القوة“.

”حرب حتمية“

واعتبرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية أن إعلان بيلاروسيا، أمس الأحد، بقاء القوات الروسية في البلاد بعد انتهاء التدريبات العسكرية المكثفة، ”هي خطوة قد تسلم استقلال مينسك لموسكو دون إطلاق رصاصة واحدة“.

ونقلت الصحيفة عن زعيمة المعارضة البيلاروسية المنفية، سفيتلانا تيكانوفسكايا، قولها، إن ”هذا الإعلان يقوض أمن البلاد وسيادتها ويجرها لحرب خارجية ويفقدها سيادتها“.

 

وأضافت تيكانوفسكايا – التي اعترف بها القادة الغربيون على أنها الفائزة الشرعية في الانتخابات الرئاسية المعيبة لعام 2020- أن ”وجود القوات الروسية على أراضينا ينتهك دستورنا والقانون الدولي ويهدد أمن بيلاروسيا والمنطقة بأسرها“.

وقالت الصحيفة: ”لم يتضح بعد ما إذا كان بوتين، سيطالب القوات البيلاروسية بالمشاركة بشكل مباشر، في حالة غزو أوكرانيا، لكن روسيا ستستخدم المطارات والنقل والخدمات اللوجستية البيلاروسية“.

وأوضحت: ”حتى قبل بدء التدريبات الروسية في بيلاروسيا، حذر محللون عسكريون غربيون من أنها قد تكون غطاء لقوة هجومية لغزو أوكرانيا من الشمال وربما تطويق العاصمة كييف، كجزء من غزو واسع النطاق ومتعدد الجوانب من الجنوب والشرق والشمال“.

من جانبها، اعتبرت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية أن الإعلان البيلاروسي يعني أن ”قرار الحرب أصبح أمرا حتميا لا مفر منه“، محذرة من ”هجوم روسي وشيك على أوكرانيا، يمكن أن يتصاعد بطرق لا تتوقعها موسكو ولا واشنطن“.

 

وأشارت المجلة إلى أن ”هذا الإعلان كان له تداعياته في واشنطن نظرا لأهميته، حيث دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن، لقطع إجازته الأسبوعية وعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي، أمس الأحد، لمناقشة تداعيات بقاء القوات الروسية في بيلاروسيا، وذلك في وقت تواصل فيه الإدارة الأمريكية إطلاق التحذيرات من أن روسيا تسعى لصنع ذريعة لغزو أوكرانيا“.

”تراجع“ صيني

رأت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن ”تغير موقف الصين من خلال الدعوة لحل الأزمة الأوكرانية من خلال القنوات الدبلوماسية، وجعل موقفها أقرب إلى الموقف الذي اتخذته واشنطن والغرب، هو رغبة بكين في تفادي العقوبات الغربية وأيضا لحماية العلاقات المتوترة بالفعل مع واشنطن“.

وتحت عنوان ”بكين تسير على حبل مشدود“، قالت الصحيفة في تحليل لها: ”يؤكد دبلوماسيون صينيون ومستشارو الحكومة الصينية، أن التحول في اللهجة، يأتي بعد أيام من المداولات المغلقة من قبل كبار القادة ويعكس رغبة بكين في تجنب علاقة أكثر عدائية مع واشنطن يمكن أن تتسبب في عزل الصين عن الغرب ويضر بتنمية البلاد على المدى الطويل“.

وأشارت إلى ”الموقف الصيني الجديد ظهر جليا في كلمة وزير الخارجية وانغ يي، الذي تبني أوضح التصريحات حتى الآن، من قبل مسؤول صيني رفيع المستوى في سعيه لتهدئة الهجوم الروسي على أوكرانيا، مطالبا باحترام سيادة أي دولة واستقلالها ووحدة أراضيها، وشدد على أن أوكرانيا ليست استثناء“.

وأوضحت الصحيفة أن ”تصريحات المسؤول الصيني جاءت عقب تصريحات الرئيس الصيني قبل 3 أيام، عندما دعا في محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إلى الحوار لحل الأزمة“.

ورأت الصحيفة أن الموقف المشترك بين بكين وموسكو ضد توسع ”الناتو“، هو الذي دفع الرئيس الصيني لإظهار التضامن مع نظيره الروسي في أوائل الشهر الجاري وأيده ”علنا“.

ونقلت ”الجورنال“ عن مصادر مطلعة، قولها: ”مثلما تشعر روسيا بالقلق من التهديدات لأمنها من أي توسع للناتو، فإن الصين قلقة بشأن وحدة أراضيها نتيجة للتدخل الأمريكي في تايوان“.

واختتمت بالقول: ”بينما تميل القيادة الصينية بشكل أقرب إلى موسكو، فإنها لا تزال ترى أن مصلحتها ألا يكون لها أدنى تداعيات لعلاقاتها مع واشنطن، حيث تحتاج لاستمرار الوصول إلى الموارد المالية والتكنولوجية الأمريكية لضمان الأمن الاقتصادي والتنمية، وهو وصول يمكن أن يتعرض للخطر إذا قررت بكين مساعدة موسكو في التهرب من العقوبات في حالة حدوث غزو“.

أزمة في إسرائيل

ذكرت صحيفة ”هآرتس“ العبرية أن تسلل طائرة بدون طيار من لبنان في عمق الأراضي الإسرائيلية، يوم الجمعة الماضي،  سلط الضوء على ”معضلة تعترف بها القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية وتدركها جيدا، ولكنها لم تناقشها علانية“.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية رفيعة، قولها، إن ”مئات الآلاف من الصواريخ التي تمتلكها جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، تخلق توازنا في الردع يجعل من الصعب على إسرائيل التحرك ضدها“، مشيرة إلى أنه ”نتيجة لقوة حزب الله، فإن مثل هذه المواجهة قد تؤدي إلى شل الاقتصاد الإسرائيلي لفترة طويلة، وستتعرض الجبهة الداخلية المدنية لضربة كبيرة“.

 

وأضافت الصحيفة أن ”مسؤولا كبيرا اعترف بالقول: في لبنان، نواجه صعوبة في إيجاد الصيغة الصحيحة لكيفية التصرف دون الدخول في حرب“.

ونقلت الصحيفة عن أحد كبار الباحثين في مجال الدفاع، قوله، إن ”إسرائيل لا تستطيع أن تستمر في توهم نفسها بأن كل مشروع صاروخي دقيق وكل الأسلحة المتطورة يمكنها ردع حزب الله، لأن الوضع في لبنان يختلف كثيرا عن هجماتها ضد الأهداف الإيرانية في سوريا“.

ورأى المحلل، وفقا للصحيفة، أن ”أهم فشل لإسرائيل هو أنها لم تتحرك في لبنان“، مشيرا إلى ”تل أبيب لم تقدر على إيجاد الصيغة التي تجعل من الممكن إضعاف نفوذ الجماعة اللبنانية، في الرأي العام اللبناني دون الدخول في حرب، خاصة بعد الانتقادات الشديدة في الداخل اللبناني التي تطال الحزب، والانهيار الاقتصادي المتفاقم“.