تصدرت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة الأحد، حيث استعرضت تداعيات التوغل الروسي وناقشت السيناريوهات المتوقعة للأزمة.
وناقشت الصحف الآثار المترتبة على العملية العسكرية تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسط تحذيرات من أن استمرار القتال في أوكرانيا قد يدفع روسيا إلى استخدام أسلحة فتاكة لم تستخدمها حتى الآن.
عزلة بوتين
رأت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أصبح يواجه عزلة دولية، بالإضافة إلى أن آماله في تحقيق نصر سريع في أوكرانيا تبخرت تمامًا في وقت تواجه فيه قواته مقاومة شرسة من قبل الأوكرانيين.
وذكرت الصحيفة أن ”بوتين أصبح منبوذًا أكثر، حيث انقلب الحلفاء الأوروبيون ضده بشكل كبير بعد غزو أوكرانيا، وخططت الدول لمزيد من العمل العسكري والمالي الحاسم ضد موسكو“، مضيفة أنه ”مع تبخر آماله في تحقيق نصر سريع في مواجهة المقاومة الشرسة من قبل الجنود الأوكرانيين وجيوش من المواطنين المتطوعين، هجر الرئيس الروسي حليفه الرئيسي، الصين، وتجاهل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنذاره الأخير الذي يطالب فيه باستسلام كييف“.
واعتبرت أن التطور الأكثر لفتاً للنظر هو إعلان ألمانيا أنها ستزود القوات الأوكرانية بألف سلاح مضاد للدبابات بالإضافة إلى 500 صاروخ من طراز ستينغر من احتياطياتها العسكرية، مشيرة إلى أن الحكومة الألمانية كانت تخضع لضغوط مكثفة من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا للحصول على تأييد منها لحظر روسيا من نظام المدفوعات المصرفية السريعة (سويفت) بعد مناشدات متكررة من كييف للغرب للقيام بذلك.
وتابعت أنه ”في ضربات أخرى لبوتين، تخلى زعيم المجر، فيكتور أوربان، الذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه صديق لموسكو، عن دعمه قائلاً إنه سيدعم جميع عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، بينما أفادت الأنباء بأن تركيا تدرس عرقلة مرور السفن الحربية الروسية إلى البحر الأسود“.
وفي خطوة مفاجئة لبوتين وللعالم أجمع، أفادت بأن الروح المعنوية في كييف ظلت مرتفعة بين الأوكرانيين، حيث اصطف الكثيرون لحمل السلاح، وصمدوا في وجه الزحف الروسي نحو العاصمة كييف، كما شارك الكثيرون بمقاطع فيديو لمدنيين عزل يندفعون إلى الطريق لوقف تقدم القوافل وتوبيخ الجنود الروس بلا خوف.
وبحسب الصحيفة، فإن قرار الصين الامتناع عن التصويت بدلاً من دعم حليفتها روسيا في قرار للأمم المتحدة بشأن الغزو يُنظر إليه على أنه انتصار كبير للغرب، ودعت بكين كلاً من موسكو وكييف لإيجاد تسوية تفاوضية.
سلاح جديد
ذكرت صحيفة ”الإندبندنت“ البريطانية أن خبراء عسكريين قلقون بشدة من أن الهجوم العسكري الروسي ضد أوكرانيا قد يتصاعد على الأرجح إذا استخدم بوتين أسلحة حرارية لتدمير الأراضي السوفييتية السابقة، محذرين من أن الأسلحة الحرارية من أكثر أسلحة الحرب وحشية.
وأوضحت أن الصواريخ تمتلئ بوقود شديد الانفجار ومزيج كيميائي، الذي عند انفجاره يمكن أن يتسبب في موجات تفوق سرعة الصوت يمكن أن تمحو كل شيء في طريقها، بما في ذلك المباني والأرواح، مشيرة إلى أنها تُعرف أيضًا باسم ”قنابل الهباء الجوي“ أو ”القنابل الفراغية“.
وأشارت إلى أنه من بين الأسلحة الروسية التي شوهدت وهي تتحرك باتجاه العاصمة الأوكرانية كييف ومدن أخرى ك ”TOS-1″، وهي قاذفات صواريخ حرارية، موضحة أنها لا يتم استخدامها في الضربات الدقيقة لكن يمكن نشرها لتطهير مساحات من الأرض.
ونقلت عن الخبراء قولهم إنه ”في حين أن الضربات الروسية كانت محدودة نسبيًا حتى الآن، فإن TOS-1 لديها احتمالية لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، لا سيما بالنظر إلى استخدام روسيا لها تاريخياً مثل الشيشان“.
ونقلت عن محللين للمخابرات الغربية قولهم إنه ”تم تعزيز القوات الروسية التي تحاول السيطرة على كييف والمدن الرئيسية الأخرى بعد مواجهة مقاومة شرسة، بأعداد كبيرة من القوات والأسلحة الثقيلة القادرة على إلحاق خسائر فادحة“، في حين أعرب مسؤولون غربيون عن قلقهم العميق من أن الإحباط من التأخير الطويل في الاستيلاء على كييف قد يؤدي إلى قيام بوتين بإصدار أوامر باستخدام أسلحة قادرة على التسبب في خسائر فادحة بالأرواح“.
تناقض أوروبي
سلطت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية الضوء على تناقض في موقف الدول الأوروبية، حيث قررت بعض الدول فتح أبوابها لآلاف اللاجئين الأوكرانيين، بينما كانت تعارض أو تتردد في الترحيب بهم في الماضي.
وقالت إن ”الغزو الروسي لأوكرانيا دفع عشرات الآلاف من الأشخاص إلى ترك منازلهم والفرار عبر الحدود هربًا من العنف، لكن على عكس اللاجئين الذين غمروا أوروبا في أزمات خلال العقد الماضي، فإنهم موضع ترحيب. تفتح الدول التي قاومت لسنوات استقبال لاجئين من الحروب في سوريا والعراق وأفغانستان أبوابها الآن أمام الأوكرانيين في الوقت الذي تشن فيه القوات الروسية هجومًا عسكريًا على مستوى البلاد.
من جانبها، ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقدر أن قرابة 150 ألف أوكراني فروا إلى دول الجوار الأوروبية، ولا سيما بولندا والمجر ومولدوفا وسلوفاكيا ورومانيا، منذ أن غزت روسيا بلادهم يوم الخميس الماضي.
وأشارت إلى أنه لا يزال الآلاف يحاولون عبور الحدود المغلقة، منتظرين في البرد لساعات متتالية في السيارات أو سيرًا على الأقدام مع الحد الأدنى من المتعلقات واللوازم. في غضون ذلك، يزداد الوضع خطورة، حيث حذرت الأمم المتحدة، من أن ما يصل إلى 5 ملايين من سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة قد يصبحون لاجئين إذا استمرت الهجمات الروسية على أوكرانيا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في السنوات الأخيرة، سعت الدول الأوروبية إلى وقف تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء من غير البيض وغير المسيحيين الفارين من الصراعات والحروب الأخرى في الشرق الأوسط وأفغانستان وأفريقيا، وشجعت ردود الفعل العنيفة على تدفق اللاجئين في 2015 و2016 اليمين المتطرف في بعض البلدان الأوروبية وأدت إلى موجة من المشاعر والسياسات المعادية للمهاجرين“.