صحف عالمية: روسيا تخطط لـ"حصار خانق" على كييف.. وتداعيات الحرب تخيم على الشرق الأوسط

عربي ودولي
قبل سنتين I الأخبار I عربي ودولي

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة، اليوم الأربعاء، تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، التي أكملت أسبوعها الأول، وسط تقارير تجادل بأن تباطؤ الجيش الروسي في تحقيق أهدافه، ناتج عن ”فشل مخابراتي كبير في الأجهزة الروسية“، وحذرت من ”حصار خانق“ من جميع المحاور تستعد له العاصمة الأوكرانية، كييف.

 

كما تناولت الصحف، ما قالت إنها تداعيات كارثية للحرب على منطقة الشرق الأوسط.

”حصار كييف“

 

رأت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية، أن القافلة العسكرية الروسية الضخمة التي التقطتها الأقمار الصناعية وتقدر بطول 40 ميلا برفقة 15 ألف جندي، قد تكون نذيرا بحصار العاصمة الأوكرانية كييف وتثير مخاوف من تكتيكات جديدة للحصار وتصاعد الخسائر في صفوف المدنيين.

وقالت الصحيفة، إن وكالات المخابرات الغربية والمحللين يعتقدون أن هذه القافلة الضخمة هي المحاولة الأخيرة للجيش الروسي لتطويق كييف وفرض حصار عسكري عليها لإسقاط الحكومة وتنصيب ”نظام صديق“ للكرملين.

 

وتحت عنوان ”تكتيكات خطيرة للحصار“، ذكرت ”الغارديان“ في تحليل لها ”هناك قلق متزايد وعاجل بين المسؤولين الغربيين من أن القوات الروسية تخطط لاستخدام تكتيكات الحصار ضد كييف، وقطع الإمدادات والطرق“. مضيفة أنه و ”في مواجهة خطر الحشد، قام بعض سكان كييف الذين لم يحاولوا المغادرة، بحفر الخنادق وإقامة الحواجز لصد الهجوم المتوقع.. وأثار كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية احتمال فرض حصار يؤدي لارتفاع سريع في الخسائر المدنية“.

وتابعت ”مع ظهور صورة لكيفية بدء هجوم بري روسي واسع النطاق على كييف، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء ووكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إنها تخطط لضرب مقر جهاز الأمن الأوكراني ووحدة العمليات الخاصة، بزعم منع الهجمات المعلوماتية على روسيا.. وحثت الوزارة الأشخاص القريبين من المواقع على مغادرة المناطق“.

 

واختتمت ”الغارديان“ تحليلها بالقول ”إذا استمرت تلك الضربات، فمن المحتمل أن يتبعها تصعيد للقصف بالمدفعية والصواريخ عبر المدينة قبل توغل مدرع محتمل“.

من جهتها، أيدت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية رواية ”الغارديان“، ونقلت عن محللين عسكريين قولهم، إن القافلة الروسية تشير على الأرجح ”إلى تحول في إستراتيجية الغزو“، إذ يخشى الخبراء من أن القافلة، التي تضم عربات إمداد ومدرعات هجومية، يمكن أن تستخدم لتطويق العاصمة وعزلها أو لشن هجوم شامل.

ونقلت الصحيفة عن الخبير في الشؤون الروسية، ماتيو بوليغ، قوله ”ما نشهده أساسًا هو المرحلة الثانية، وهي التحول إلى حرب أكثر وحشية وغير مقيدة، والتي ستؤدي إلى العديد من الضحايا المدنيين ومعارك دموية“.

 

ويري محللون أنه من الممكن أيضًا، أن ينتظر القادة الأوكرانيون الاشتباك مع المركبات المدرعة إلى أن تدخل كييف، إذ يمكن تدميرها بسهولة أكبر في أثناء تواجدها في شوارع المدينة، قائلين ”يمكن أن توفر الأحياء الكثير من أماكن الاختباء والحماية للجنود الذين يطلقون الصواريخ المضادة للدبابات“.

 

في المقابل، حذر الخبراء، وفقا للصحيفة الأمريكية، من أنه لا يزال من السابق لأوانه تحديد الغرض الدقيق للقافلة، قائلين إنه من الممكن أيضًا استخدام القافلة كجزء من ”حركة كماشة“ لقطع شمال شرق البلاد، لكنهم قالوا إن روسيا بدت وكأنها ”تطبق إستراتيجيتها الأولية“.

وأوضحت ”نيويورك تايمز“، أنه ”بموجب هذه الإستراتيجية، افترض قادة الكرملين – خطأ – أن القوات الأوكرانية ستعاني من هزيمة سريعة ضد جيش روسي متفوق، وأن القوات الروسية يمكن أن تستولى بسرعة على المدن الكبرى دون الكثير من القتال. وبدلا من ذلك، تعثرت القوات الروسية بسبب المقاومة الشديدة من كل من الجيش الأوكراني والمواطنين الذين حملوا السلاح“.

”أسلحة مرعبة“

ونقلت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية عن مسؤول دفاعي أمريكي كبير، قوله إن روسيا نشرت أنظمة إطلاق قادرة على إرسال صواريخ حرارية قاتلة إلى أهداف أوكرانية، ”في إشارة محتملة إلى أن الكرملين يجهز المزيد من الأسلحة المرعبة من أجل بث الخوف في نفوس السكان والجيش، بعد أن أعاقت العقبات اللوجستية المراحل الأولى من الحملة العسكرية“.

ووفقا للمجلة، لم يذكر المسؤول _الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته _ أين وضعت روسيا القاذفات الحرارية، بالإضافة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية ”البنتاغون“ لم تؤكد أن روسيا وضعت أو استخدمت أي ذخائر حرارية حتى، أمس الثلاثاء، لكن المسؤولين الأوكرانيين والمراقبين على الأرض ذهبوا لأبعد من ذلك، إذ صرح سفير أوكرانيا في الولايات المتحدة وجماعات حقوقية، الاثنين الماضي، بأن روسيا استخدمت السلاح بالفعل.

 

وعن إمكانيات السلاح، أوضحت الصحيفة ”تعرف الذخائر الحرارية -القنابل الفراغية – بتفاعل عالي الحرارة عن طريق امتصاص الأكسجين من المنطقة المحيطة، ما ينتج عنه موجة انفجار أطول من القنابل التقليدية“.

ونقلت ”فورين بوليسي“ عن خبراء عسكريين أن ”من المرجح أن تستخدم روسيا الأسلحة لإرهاب الجيش الأوكراني والمقاومة المدنية، في محاولة للتغلب على العقبات اللوجستية التي أعاقت التقدم العسكري نحو المدن الكبرى، مثل: خاركيف، وكييف“.

فشل مخابراتي كبير

بدورها، رأت صحيفة ”فاينانشيال تايمز“ البريطانية، أن تباطؤ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ناتج عن فشل المخابرات الروسية في إمداد أفراد الجيش على الأرض بالمعلومات الدقيقة.

وأضافت ”يقول مسؤولو دفاع غربيون إن هناك إخفاقات استخباراتية واضحة في الكرملين، مستشهدين بجيش روسي يتمتع بمعلومات سيئة وواثق من نفسه بقيادة رئيس ربما يكون موقفه تجاه الغزو قد شوهته دائرة مغلقة من المستشارين“.

ونقلت الصحيفة عن بعض المسؤولين في المخابرات الغربية، قولهم ”إن أداء القوات المسلحة الروسية حتى الآن يشير إلى أن موسكو إما فشلت في جمع المعلومات الصحيحة عن دفاعات أوكرانيا، وإما الرئيس، فلاديمير بوتين، وكبار جنرالاته تجاهلوها“.

وأضاف المسؤولون أن ”متاعب روسيا في الأيام الأولى للغزو تكمن في فشل الإبلاغ الصادق عن المعلومات الاستخباراتية، والادعاءات الكاذبة عن القدرات“.

وقالت الصحيفة في تحليل لها ”يشير المحللون إلى محاولة روسيا الفاشلة للاستيلاء على مطار هوستوميل، في كييف في اليوم الأول من الغزو، كمثال على الإخفاقات الاستخباراتية في الممارسة العملية، ويرون أن القوات المحمولة جوّا التي تم إرسالها للاستيلاء على المدرج الحاسم والإبقاء عليه لم تكن كبيرة أو مجهزة جيدًا بما يكفي لصد هجوم مضاد ناجح من قبل القوات الخاصة الأوكرانية“.

ويعتقد أن إخفاقات الاستخبارات الروسية تتركز حول قضيتين ”الأولى، تقييم قوة القوات المسلحة الأوكرانية، وحجم التحسينات من حيث التدريب والمعنويات والمعدات منذ الاستيلاء السريع لروسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014.. والثانية، مستوى المقاومة عبر المجتمع الأوكراني للغزو، الذي أكده استعداد المدنيين لحمل السلاح ضدهم“.

تداعيات الحرب على الشرق الأوسط

اعتبرت صحيفة ”هآرتس“ العبرية، أن الحرب في أوكرانيا تتسب في فوضى عارمة في الشرق الأوسط، حيث توفر روسيا وأوكرانيا ما يقرب من نصف واردات القمح في المنطقة، مشيرة إلى أن ”ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقصها سيؤدي إلى إلحاق الضرر بالعائلات الفقيرة والمتوسطة، وقد يؤدي لحدوث اضطرابات سياسية“.

وقالت الصحيفة في تحليل لها ”في مواجهة الارتفاع المطرد في أسعار المواد الغذائية وتراجع المحاصيل المحلية، أصبحت الإمدادات الرئيسة للمنطقة من القمح المستورد من أوكرانيا وروسيا محجوزة الآن في موانئ البحر الأسود“.

 

وأضافت ”على الرغم من أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على ما يقرب من ربع صادرات القمح العالمية، إلا أنهما تمثلان أيضًا 40% من القمح الذي تستورده دول الشرق الأوسط وأفريقيا، نظرًا لقربهما الجغرافي“. وتابعت ”أمرت أوكرانيا بإغلاق الموانئ الأسبوع الماضي، وبينما تقول روسيا إن الموانئ مستمرة في العمل، تهدد العقوبات المفروضة على البنوك الروسية بتعطيل مبيعات الصادرات في المستقبل“.

 

وعن أكثر الدول تأثرا بالحرب، أشارت الصحيفة إلى أن مصر هي أكثر دولة تشعر بالخطورة والقلق، حيث تزرع أقل من نصف القمح الذي تستهلكه، وتعتبر أكبر مشتر للقمح المستورد في العالم.. وقالت إنه بالإضافة إلى مصر، تعتمد تركيا ولبنان وليبيا، بشكل كبير على القمح المستورد.

وعن أزمة أخرى، ذكرت الصحيفة أن ”برنامج الغذاء العالمي“، الذي يساعد أفقر دول المنطقة وأكثرها هشاشة من حيث الغذاء، مثل: سوريا، واليمن، يعتمد بشكل أساس على القمح الأوكراني، مشيرة إلى أنه في الوقت نفسه، ومع تعرض الإمدادات المستوردة للخطر، فإن محاصيل القمح المحلية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتراجع بسبب الجفاف وتغير المناخ.

وأضافت ”نتيجة لذلك، تتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أن تضطر إيران وسوريا والعراق وتركيا ومصر معًا إلى زيادة واردات الحبوب في العام الزراعي 2021/2022 إلى 35.5 مليون طن متري، أو 17% من الإجمالي العالمي، ارتفاعًا من 25.9 مليون طن في العام السابق، أو 13% من الإجمالي“.