متلازمة القلب المكسور... اليكم بعض المعلومات حولها

اختيار المحرر
قبل سنتين I الأخبار I اختيار المحرر

بالنسبة للبعض "قلبي مكسور" ليست مجرد تعبير مجازي عن شدة الحزن على فراق حبيب، بل قد يكون توصيفا حقيقيا لما يشعرون به جراء الإجهاد العاطفي أو المرور بمواقف عصيبة، وهي متلازمة علمية تسمى "متلازمة القلب المكسور" أو كما تعرف بالأوساط العلمية بـ "اعتلال تاكوتسوبو القلبي" (Takotsubo).

 

اسم الاعتلال قد يبدو غريبا، لكنه ياباني يستخدم لوصف الوعاء الدائري ذي القاع الذي يكون ضيقا من العنق، ويستخدمه اليابانيون لصيد الأخطبوطات وصنع فخ للإيقاع بها، ولأن شكل هذا الوعاء يشبه بدرجة كبيرة مظهر البطين الأيسر لقلوب المصابين بالمتلازمة حصل على الاسم. متلازمة القلب المكسور.. لماذا تحدث؟ متلازمة القلب المكسور حالة قلبية مؤقتة تحدث بعد المواقف المسببة للتوتر، والعواطف الكبيرة، مسببة ألما مفاجئا في الصدر، وأعراضا تشبه أعراض الأزمة القلبية.

 

ويُعتقد أن تدفق هرمون الأدرينالين، وغيره من هرمونات الإجهاد، قد يؤثر على جزء فقط من عضلة القلب، مما يعطِّل وظيفة الضخ الطبيعية للقلب مؤقتا، بينما تستمر بقية أجزاء عضلة القلب بعملها الطبيعي أو قد تحدث انقباضات أكثر قوة.  

 

 

متلازمتا "اعتلال عضلة القلب الإجهادي، التضخم القِمِّي" لوحظتا بكثافة بعد زلزال كبير ضرب اليابان عام 2011) ونقل الكثير من الناس للمستشفى مصابين بنوبات قلبية رغم أن سجلهم الصحي لا يشير إلى احتمالية الإصابة بأمراض قلبية، ولم يظهر أي انسداد بالشرايين عندما تم تصوير قلوبهم، وكان الشيء المشترك بينهم هو إطلاق أجسادهم للكثير من هرمونات التوتر لدرجة غيرت شكل القلب فأصبح غير قادر على الضخ بكفاءة عالية. رغم أنه من غير الواضح بشكل كامل كيفية التأثير المحتمل لتلك الهرمونات على القلب، أو ما إذا كان ثمة شيء آخر مسؤولا عن ذلك أم لا، لكن قد يحدث هذا الاعتلال نتيجة ضيق مؤقت في شرايين القلب سواء الكبيرة أو الصغيرة أيضا، أو بسبب اختلاف بنية عضلة القلب نتيجة مشكلات وراثية.

 

 

وحسب شرح موقع "عيادة مايو" (Mayo Clinc) الطبي، فإنه عادة ما يسبق ظهور المتلازمة مواقف بدنية أو عاطفية شديدة، البدنية قد تشمل الخضوع لعمليات جراحية كبيرة أو حدوث كسر أو الإصابة بأمراض الربو وحتى كوفيد-19. وقد تسببها بعض المواقف العاطفية، مثل الحزن الشديد على خبر وفاة أو أي شكل من أشكال الفقد، وشجون الحب، وكذلك الدخول في جدال حاد، لكنها تحدث أيضا بسبب أدوية معينة مثل التي تستخدم في علاج الأفعال التحسسية الشديدة أو نوبات الربو الشديدة أو القلق أو احتقان الأنف، والأدوية المخدرة مثل الميثامفيتامين.

 

 

النساء ضحايا النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القلب المكسور، لكن يشيع الأمر ويكون خطيرا عندما تصاب به من هن فوق سن الـ 50، وذلك نتيجة لانخفاض مستويات هرمون الإستروجين. كما يزيد من عوامل خطورة هذه المتلازمة أن يكون الشخص يعاني من القلق المزمن أو الاكتئاب، أو إصابات بالرأس، أو اضطرابات ونوبات عصبية مثل الصرع، وفق موقع "ويب ميد" (Web MD) الطبي. بعد رحيل الحبيب عندما تركها زوجها بعد أكثر من 25 عاما، شعرت الكاتبة العلمية فلورنس وليامز أن جسدها وصل بمقبس كهربائي، إذ إن الأعراض الرئيسية لهذه المتلازمة هي الشعور بألم في الصدر، وضيق النفَس، وهي ذات أعراض النوبات القلبية التي تختلف عنها في أنها تحدث بسبب حدوث انسداد كامل أو شبه كامل بأحد شرايين القلب، بينما لا تكون الشرايين مسدودة مع المتلازمة، ويشترك النوعان في ضعف تدفق الدم للشرايين. لخصت "فلورنس" تجربتها بكتاب "الحسرة: رحلة شخصية وعلمية" (Heartbreak: A Personal and Scientific Journey) متحدثة عن العلاقة بين الألم العاطفي والجسدي بعد زيارات عديدة للأطباء بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وتحدثت عن الطرق التي يمكن أن يؤثر بها الألم العاطفي الشديد على القلب والجهاز الهضمي والمناعي وغير ذلك، وليس القلب وحده. وفسرت "القلب المكسور" بعد رحيل الحبيب من نقطة بداية الحب، إذ يحفز الحب أجزاء الدماغ المسؤولة عن إنتاج هرمونات التوتر، وأيضاً عند فقدانه، ويتحفز الجسم ويشعر بتوتر كبير مفرزا هرمونات شبيهة بأعراض النوبة القلبية.

 

 

هل تؤدي للوفاة؟ تؤكد المصادر العلمية أن متلازمة القلب المنكسر نادرا ما تؤدي إلى الوفاة، ومعظم من يصابون بها يتعافون بسرعة ولا يبقى لديهم آثار طويلة المدى، لكن في بعض الحالات قد يحدث مضاعفات نادرة مثل: انخفاض ضغط الدم، تراكم السائل في الرئتين، عدم انتظام ضربات القلب، جلطات دموية في القلب. ورغم أنه قد تتكرر الإصابة بمتلازمة القلب المكسور بعد التعرض لحادثة أخرى مسببة للتوتر، فإنه في المرة الثانية تكون الاحتمالات منخفضة أكثر، ورغم ذلك ينصح الأطباء بالسيطرة على مسببات التوتر العاطفي والحزن الشديد للوقاية منها.