أعلنت البحرية الأميركية، في بيان أصدرته في 10 نيسان، أنها ستُرسي غواصة إضافية خامسة من فئة لوس أنجلوس في جزيرة غوام، وذلك من أجل تعزيز دفاعات الجزيرة أمام الصين. فما هي جزيرة غوام؟ ولماذا قد تكون هذه الجزيرة الأميركية الصغيرة أول هدف للصين إذا ما قامت حرب بين واشنطن وبكين؟
ما هي جزيرة غوام؟ تقع جزيرة غوام أو "Guam" في غرب المحيط الهادئ، وهي أرض أميركية وعاصمتها "هاغاتنيا"، تقع في مجموعة جزر ماريانا، حيث توجد فيها قاعدة بحرية وجوية أمريكية حيوية في المحيط الهادئ. وتبلغ مساحة الجزيرة 549 كم مربع، ويبلغ عدد سكانها 169 ألفاً (بحسب تقديرات في عام 2021).
تاريخياً، قاد المستكشف البرتغالي فرديناند ماجلان أول بعثة أوروبية لغوام، ووصل فريقه هناك في عام 1521. وجعلت إسبانيا من غوام ملكية إسبانية عام 1561، وتنازلت عنها للولايات المتحدة عقب انتهاء الحرب الإسبانية الأميركية في عام 1898، ومن ثم وُضِعَتْ تحت إدارة البحرية الأميركية.
وخلال الحرب العالمية الثانية هاجمت اليابان جزيرة غوام واحتلتها في عام 1941، ولم تسترجع القوات الأميركية الجزيرة تماماً حتى عام 1944. وفي عام 1954، أنشأت القيادة الجوية الاستراتيجية لسلاح الجو الأمريكي قاعدة أندرسن الجوية في الجزيرة، واتخذت منها مقراً لقيادتها في منطقة المحيط الهادئ. وأعلنت الولايات المتحدة أن غوام جزء من أراضيها، في الأول من آب 1950، ونقلت الإشراف عليها من البحرية إلى وزارة الداخلية، وأصبح سكانها مواطنين أمريكيين. وينتخب الناخبون في غوام هيئة تشريعية من مجلس واحد، وينتخبون حاكماً ونائباً له، مرة كل أربع سنوات. وقبل عام 1970 كان الرئيس الأميركي هو الذي يتولى تعيين حكام غوام، ولكن منذ عام 1972م، بدأ سكان غوام في انتخاب وفد لمجلس النواب الأميركي. ويحق للنواب التصويت في اللجان التابعة لمجلس النواب، ولكن ليس في المجلس ذاته.
وسكان جزيرة غوام الأصليون هم "الشامورو"، وهم منحدرون من أصول ميكرونيزية (من جزر المحيط الهادئ)، والإسبانية والفلبينية، ولكن سكان هذه الجزيرة المتنوعين يضمون في صفوفهم أيضاً يابانيين وصينيين وآخرين قادمين من جزر أخرى في المحيط الهادئ. وتشكل السياحة، إضافة إلى الوجود المتصاعد للقوات العسكرية الأمريكية هناك، عمادَ الاقتصاد في هذه الجزيرة النائية، حيث توفر المنشآت العسكرية العديد من الوظائف للغواميين، ويزورها آلاف السياح، ومعظمهم من اليابانيين، كل عام. ما أهمية جزيرة غوام الاستراتيجية؟ تعد جزيرة غوام من أعمدة الاستراتيجية العسكرية الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إذ تعتبر الجزيرة مركزاً مهماً لجحافل الجيوش الأميركية، ما يُتيح للأميركيين الوصول بسرعة إلى مناطق التأزم في شبه الجزيرة الكورية ومضيق تايوان على سبيل المثال.
ويحتفظ الجيش الأميركي بقواعد عسكرية والعديد من المنشآت البحرية الأخرى على الجزيرة، وتقع قواعد القوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية الأميركية على بعد حوالي 2800 كيلومتر فقط من الصين، ما يجعلها أقرب القواعد على الأراضي الأميركية إليها. وبحسب تقديرات سابقة، تنشر الولايات المتحدة نحو 6000 جندي في قاعدتين جوية وبحرية (قاعدتا أندرسن وأبرا) في جزيرة غوام، وهي تؤوي منشآت أميركية استراتيجية من قاذفات ثقيلة بعيدة المدى ومقاتلات وغواصات، تشارك بانتظام في تدريبات ومناورات في شبه الجزيرة الكورية والمناطق المجاورة لها، وهو ما يثير غضب كوريا الشمالية والصين.
وتسعى الولايات المتحدة على الدوام لحمايتها وتحصينها من الصواريخ الكورية الشمالية والصينية قصيرة المدى، حيث تحظى الجزيرة الصغيرة بحماية درع مضادة للصواريخ من طراز "ثاد"، كما تقوم مدمرات البحرية بدوريات في المياه حول غوام، لتوفير دفاع صاروخي فعال أمام التهديدات الخارجية.