الدراسة في رمضان... اليكم بعض النصائح لتنظيم الوقت

اختيار المحرر
قبل سنتين I الأخبار I اختيار المحرر

رغم دخول شهر رمضان الثلث الأخير، يشتكي العديد من الآباء من عدم قدرتهم على التعامل مع أبنائهم فيما يخص مذاكرتهم واستعداداتهم لخوض الامتحانات المدرسية، فهناك من يحاول البحث عن آلية مناسبة لتنظيم الوقت، والبعض يلجأ للصراخ، رغم أنه لا يجدي بل يترك آثارا نفسية تخزن في الذاكرة.

 

هذا ما يؤكده خبراء حاورتهم الجزيرة نت، ليقدموا نصائح تربوية عن كيفية تنظيم أوقات الطلبة بعيدا عن فوضى السهر. أم نزار تقول عن الدراسة والامتحانات في رمضان "مهما حاولت كأم تنظيم وقت الدراسة وتلبية احتياجات الامتحانات أجدها تتقاطع مع خصوصية الشهر الفضيل. أحاول استغلال الأوقات المناسبة لهذه الاحتياجات". وتضيف "السهر أحاول جاهدة الابتعاد عنه إن استطعت، ولابد أن يكون هناك تعاون من جميع أفراد الأسرة لتلبية احتياجات الدراسة والامتحانات، لأهميتها القصوى في حياة الأبناء".

 

 تغيرات طرأت مع التعلم عن بعد تقول أم رأفت (لديها 3 أولاد بالمدرسة): الطلبة اعتادوا الكسل عبر التعلم عن بعد. لا يمكن إنكار التغيرات التي حدثت في حياة الأمهات والأبناء وما يتصف به هذا الجيل من اندماج مع الهاتف، فنحن أمام طالب لا يمكن أن ينفصل عن الهاتف. لم يعد يجزي التهديد والوعيد، لذا على الأم أن تصادق أبناءها وتتلافى كليا موضوع خوفهم منها. وهذا ما أهتم بتطبيقه في بيتي".  

 

 

وتضيف: أحرص على الحوار مع أبنائي في التخطيط لأوقات الدراسة، وتهدئة أجواء البيت، وبالصبر وسعة الصدر يمكن تجاوز بعض التحديات، ننتقي الوقت الذي يكون جسدهم مرتاحا وذهنهم متيقظا للتعلم، وبعد التجربة تبين أن الوقت الذي يلي وجبة السحور هو الأنسب لهم". خطة ذكية جاذبة تعلق المستشارة التربوية بشرى عربيات بقولها: إن عملية تنظيم الوقت لا تقتصر على شهر رمضان المبارك، لكنها عملية مهمة جدا في جميع الأحوال وفي جميع المجالات. عندما نركز على تنظيم الوقت في شهر واحد من السنة فهذا يعني أنه لا يوجد تنظيم بقية العام، لذلك أرى أن تكون هذه الأيام بداية جيدة لتنظيم الوقت.

 

 

 

 

وتضيف "بعد غياب الطلبة عن مقاعد الدراسة حوالي عامين تقريبا، كان للتعليم عن بعد لفترة طويلة الأثر الكبير في الفوضى التي تواجه الطلبة وأولياء أمورهم". وتتابع "علينا جميعا أن نساهم في توجيه الطلبة إلى أهمية استغلال الوقت وعدم هدره في متابعة المسلسلات أو في استهلاك قدرتهم الاستيعابية على الأجهزة الإلكترونية والموبايل قدر الإمكان". إن عودة الطلبة إلى المدارس بعد غياب طويل يتطلب خطة ذكية جاذبة في جميع المراحل الدراسية سواء من الطلبة أو المعلمين ومديري المدارس، إضافة إلى أولياء الأمور، كما تقول عربيات.

 

 

رمضان فرصة للتغيير الإيجابي في السلوك تقول عربيات "أعتبر شهر رمضان المبارك فرصة للتغيير الإيجابي في السلوك وتنظيم الوقت" وترى أن هناك دورا كبيرا يقع على عاتق المعلمين ومديري المدارس، وذلك في عدم إرهاق الطلبة بالواجبات والامتحانات في وقت واحد. وتضيف أنه على أولياء الأمور متابعة أبنائهم وعدم قضاء الوقت في السهر، فهذا يهلك الجسم والعقل معا، ويعمل على فقدان التركيز، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج عكسية لا أحد يتمناها. وتستطرد: أود التركيز على الرسائل الإيجابية للطلبة في جميع المراحل الدراسية داخل المدرسة، لأن الإيمان بقدرة الطلبة على تحقيق الأهداف المرجوة يعمل على استخراج الطاقة الكامنة فيهم، وهذا يحتاج إلى معلمين يفهمون معنى ذلك، يحبون مهنة التعليم، الأمر الذي ينعكس إيجابيا على أبنائنا الطلبة لأنهم أمانة في أعناقنا جميعا، ولنتذكر دائما هذه المقولة "فاز من كانت حياته إنجاز". وتنصح عربيات الطلبة بعدم السهر لساعات متأخرة من الليل، واستغلال الوقت بعد السحور وصلاة الفجر في الدراسة قبل الذهاب إلى المدرسة، وحتى أيام الجمعة والسبت، لأن هذا الوقت يكون فيه التركيز عاليا، إلى جانب تخصيص أوقات بعد الظهر للقيام الواجبات المدرسية. تعزيز الرغبة في التعلم من جهته يقول اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين محادين: بعد عامين من التعلم عن بعد خفتت دافعية الطلاب للدراسة والامتحانات معا، دون أن ننسى أن علاقتهم مع تنظيم الوقت وإدارته إدارة رشيدة قد ضعفت بالنتيجة، وما الحال أفضل معهم في رمضان بكل ما يعنيه من تراخ جراء كثرة الولائم والعلاقات الاجتماعية التي تسببت في عدم انتظام مواعيد النوم للطلبة وذويهم معا. ويضيف: نحن عمليا أمام تراجع تقدير قيمة الوقت وسبل تنظيمه مجتمعيا. نحن الطلبة والأهالي نعيش تحدي توجيه استيعاب أهمية الدراسة" مشددا على أهمية دور الأسرة في التربية والتوجيه وتعزيز الرغبة في التعلم.