ما يقرب من 1000 مقاتل أوكراني، كانوا مختبئين في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول لأسابيع، تركوا مراكزهم وسلموا أنفسهم للقوات الروسية وللانفصاليين المواليين لروسيا، بحسب ما ذكرته وزارة الدفاع الروسية.
ويمهد هذا الإجلاء لانتهاء محتمل لمعركة مدينة ماريوبول الساحلية جنوبي أوكرانيا، وهي المدينة التي ترزح تحت دمار كبير بعد أسابيع من قصف روسي متواصل.
ما سيحدث تاليا لمقاتلي آزوفستال الذين تم إجلاؤهم غير واضح، فأوكرانيا تدعو إلى تبادل للأسرى، ولكن بعض الأصوات في روسيا تدعو إلى محاكمتهم.
وقال الرئيس فلودومير زيلينسكي، في حديث ليلي عقب بدء الإجلاء من مصنع الصلب: "تحتاج أوكرانيا إلى أن يبقى أبطال أوكرانيا أحياء، وسيتواصل العمل من أجل إعادة هؤلاء الفتية إلى الوطن".
ولكن متى وما إذا كان هذا سيحدث هو أمر غير مؤكد، وتفاصيل الاتفاق الذي تم بين الطرفين، وكذلك الأمم المتحدة والصليب الأحمر، غير معروفة.
وتقول أوكرانيا إن المفاوضات جارية لمبادلة المقاتلين بأسرى حرب روس، لكن روسيا لم تؤكد أن المبادلة ستتم.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الجنود سيُعاملون "بما يتماشى مع القوانين الدولية ذات الصلة"، لكن هناك مخاوف بشأن ما سيحدث لهم إذا ظلوا رهن الاحتجاز الروسي.
وقالت النائبة الأوكرانية ليسيا فاسيلينكو لبي بي سي إنه إذا لم تتم إعادتهم إلى أوكرانيا فإن "مصير هؤلاء الرجال الشجعان للغاية سيكون مجهولا على الإطلاق وسيكون في أيدي الروس، وهو أمر بعيد عن أن يكون الوضع المثالي".
والإشارات الواردة من روسيا مقلقة بالنسبة لأوكرانيا.
وقال رئيس مجلس النواب الروسي فياتشيسلاف فولودين يوم الثلاثاء "لا ينبغي تبادل المجرمين النازيين، يجب أن نبذل قصارى جهدنا لضمان تقديمهم للمحاكمة".
وذهب السياسي البارز الآخر، ليونيد سلوتسكي، إلى أبعد من ذلك، ووصف المقاتلين الذين تم إجلاؤهم بأنهم "حيوانات في شكل بشري" وقال إنه ينبغي إعدامهم.
واقترح الزعيم الانفصالي في دونيتسك، دينيس بوشلين، أنه يجب أن يواجه الأوكرانيون الذين يتبين أنهم "مجرمو حرب من النازيين الجدد" محكمة دولية.
لكن نائبة وزير الدفاع الأوكراني حنا ماليار قالت لبي بي سي إن مثل هذه التصريحات "من المرجح أن تكون للدعاية المحلية في روسيا".
وتدعي روسيا، دون أي دليل، أن أوكرانيا هي بؤرة نازية، وأن أحد الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا هو "اقتلاع النازية" من البلاد.
وتعد كتبية آزوف، التي كان أعضاؤها من بين الذين تم إجلاؤهم من آزوفستال، الهدف الأكثر شيوعًا لروسيا التي تدعي بأنها تقاتل النازيين في أوكرانيا.
وكانت الكتيبة، التي تم تشكيلها كميليشيا من متطوعين في عام 2014 ولكنها الآن وحدة من الحرس الوطني، على صلة باليمين المتطرف.
وفي النهاية، من المرجح أن يكون فلاديمير بوتين هو من يتخذ القرار النهائي بشأن ما سيحدث لمقاتلي آزوفستال.