هل من السهل أن تغفر لنفسك؟

اختيار المحرر
قبل سنتين I الأخبار I اختيار المحرر

من الصعب أن نغفر، لا بد من وقت وصبر وشجاعة حتى تعترف بوجود مشكلة وتجد حلا لها، وعندما تحتاج إلى العفو عن نفسك على ما فعلته فقد تكون العملية أكثر صعوبة.

الطريق إلى العفو ليس سهلاً، فإذا وعيتَ ذاتك وفهمت أن عليك أن تأخذ وقتك في الحياة ستستطيع أيضًا أن تتعلم كيف تغفر لنفسك أخطاءها.

لماذا تحتاج إلى العفو عن نفسك؟

 

وفقًا للدراسة التي نشرها موقعwikihow االمتخصص في الصحة والتنمية الشخصية فأنت تحتاج إلى العفو عن نفسك للأسباب التالية:

إذا اعترفت بخطئك فسوف تشعر بالذنب وستحتاج إلى العفو عن نفسك، عندما تفكر في ذكرياتك فقد يولد هذا مشاعر تجعلك تشعر بعدم الارتياح، لتحديد سبب شعورك بهذه المشاعر المزعجة اسأل نفسك الأسئلة التالية:

• هل ينتابني هذا الشعور بسبب النتيجة السلبية لِما فعلته؟ • هل ينتابني هذا الشعور لأن هذه النتيجة السلبية كانت بسبب خطأ مني؟

الإخفاقات لا تجعلك شخصًا سيئًا

كل شخص يفشل في وقت أو آخر في حياته. لا تنظر إلى إخفاقاتك على أنها أشياء تجعلك شخصًا سيئًا، سواء على المستوى المهني أو في علاقاتك. كما قال بيل جيتس ”لا بأس أن تحتفل بنجاحاتك، لكن الشيء الأكثر أهمية هو أن تتعلم من إخفاقاتك“. باستخلاص الدروس من إخفاقاتك فأنت تخطو الخطوة الأولى حتى تغفر لنفسك.

لا تخف من البدء من جديد

لكي تسامح نفسك حقًا لا تَخَفْ من أن تبدأ من الصفر. لن تتعلم كيف تغفر لنفسك بالاكتفاء بالتعايش مع ماضيك، بل يجب أن تستخلص الدروس من هذه التجربة. خذ ما تعلمته وقم بتطبيقه في حياتك لبناء نسخة أفضل من نفسك.

بناء حالة ذهنية جديدة

عليك أن تتبنى حالة ذهنية جديدة للتعلم من أخطائك الماضية. إحدى طرق المضي قدمًا هي التكيف مع ما تعلمته.

• ضع أهدافًا للمستقبل تساعدك على بناء عقلية أقوى. ستساعدك هذه النظرة إلى مستقبلك على مسامحة نفسك في الوقت الحاضر من خلال التركيز على التغييرات الإيجابية التي يمكنك إجراؤها.

• عندما تشعر بالذنب اتبع نصيحة المحاضر التحفيزي، والكاتب الأمريكي لسْ براون: ”اغفر لنفسك أخطاءك وامض قدمًا“. سوف يساعدك هذا كلما ارتكبت خطأ.

عدم التشبث بالماضي

يجب أن تدرك أنه لا يوجد أحد كامل الأوصاف، قد ترغب في مسامحة نفسك لِما فعلته في حق الآخرين.

أوّلاً يجب أن تدرك أنك لست مسؤولاً عما يفعله الآخرون، الجميع يرتكب أخطاء والجميع يمر بأوقات لا تكون فيها أفعالهم ناجحة أو أكثر من رائعة، بإدراكك لهذه الحقيقة تكون قد اتخذت الخطوة الأولى نحو شفائك.

لا تجتر بلا انقطاع أخطاءك الماضية، عليك أن تتعلم من أخطائك الماضية، لكنك لن تكون قادرًا على مسامحة نفسك من خلال التركيز عليها في هوسٍ باستمرار.

قد يفصلك هذا الهوس عن لحظة الحاضر، فتبدأ حياتك في الركود حيث تَقع فِي حَيْرَةٍ وَاضْطِرَابٍ بسبب ما قمت به أو لم تفعله، بدلاً من ذلك ركز على الحاضر وما يمكنك فِعله في المستقبل لتحسين حياتك. فلا تدع الماضي يخنقك!

رتب لنفسك مستقبلًا مريحًا وممتعًا ولا تدع نفسك تختنق بسبب ماضيك المؤلم، ضع في اعتبارك إصلاح ما يمكن إصلاحه أو المضي قدمًا. إذا مررت بتجربة مشابهة في الماضي سبّبت لك نفس العذاب الانفعالي ركز على الأشياء التي يمكنك التحكم فيها. أي حاول إصلاح المشاكل التي يمكنك إصلاحها واترك المشاكل الأخرى.

الوعي بالأشياء

تعلم أن تكون على دراية بالأشياء، بإمكانك أن تساعد نفسك في التعافي مع مرور الوقت من خلال وعيك بأفعالك الحالية، إذا كنت تزرع إحساسًا قويًا عنك وتقبل الإجراءات التي تريد اتخاذها فسوف تساعد نفسك في بناء مستقبل أفضل لنفسك وفي أن تغفر لنفسك أفعالك أو ردود أفعالك السابقة.

فكر في اختياراتك السابقة، لا ينبغي أن تجتر أخطاءك بلا انقطاع، ولكن يجب أن تتعلم منها حتى تمضي قدمًا بطريقة صحية.

إحدى طرق مسامحة نفسك هي تحديد العنصر المحفز أو المسبب لانفعالاتك، إذا تمكنت من تحديد سر ما قمت به يمكنك عندئذ تغيير وجهة نظرك في المستقبل. اسأل: ”ماذا فعلت في المرة الأولى وماذا أفعل لتجنب نفس النتيجة؟“.

دع الآخرين يدخلون حياتك

كما قال الفيلسوف دريدا: ”غالبًا ما يتم الخلط بين الغفران والمواضيع ذات الصلة، وأحيانًا بطريقة محسوبة: الاعتذار، والندم، والعفو، إلخ“. • العفو طريق ذو اتجاهين، قد لا تكون قادرًا على مسامحة نفسك إلا إذا تعلمت مسامحة الآخرين. قد تحتاج إلى دخول الآخرين في حياتك لمنحك الدعم الذي تحتاجه حتى تعفو عن نفسك. • تحدث إلى أحبائك لدعمك وأنت تعمل على مسامحة نفسك.

• أكد عفوك أو اطلب العفو باستخدام لغة مباشرة، ”من دون لف ودوران“، قل ”أنا آسف“ أو اسأل ”هل يمكنك أن تسامحني؟ مباشرة، من دون غموض ومن دون نفاق.

تقبل الذنب الذي تشعر به، قبول مسؤوليتك شيء لكن فهم مشاعرك شيء آخر، الشعور بالذنب أمر طبيعي وصحي تمامًا، يشجعك الشعور بالذنب على التصرف لنفسك وللآخرين.

• قد تشعر بالذنب تجاه أفكارك، قد تتمنى الألم أو سوء الحظ للآخرين، قد تشعر أيضًا بمشاعر أخرى مثل الشهوة والجشع.

• إذا شعرت بالإرهاق من مشاعر الذنب هذه فاعلم أنها شائعة جدًا، يمكن أن يكون شعورك بالذنب متجذرًا في هذه الانفعالات القوية، من الأفضل مواجهتها والتعرف على سبب هذه المشاعر، فقط من خلال القيام بذلك ستتمكن من العفو عن نفسك.

• قد تحكم على نفسك (أو على الآخرين) بقسوة مفرطة بسبب شعورك بالذنب، قد تُظهِر ما تشعر به تجاه نفسك أو تجاه الآخرين مما يجعلك تشعر بالذنب بسبب أفعالك. قد تلوم الآخرين على شعورك بعدم الأمان فيتفاقم شعورك بالذنب.

• إذا وجدت نفسك تلوم الآخرين فتراجع خطوة إلى الوراء وادرك سبب قولك أشياء في حقهم، قد يساعدك هذا على طريق العفو عن نفسك.

• يجب أن تحدد السبب الذي يجعلك تشعر بهذه المشاعر حتى تعرف إن كان عليك أن تسامح نفسك أم إذا كان عليك أن تسامح الآخر.

نصائح

• بدلاً من التفكير في الماضي ركز على الحاضر واستعد للمستقبل، تذكر أن ماضيك ليس هو ما يميزك، أنت شخص غير عادي وأنت رائع! تعلم من أخطائك، واغفر لنفسك، وامض قدمًا!

• فكّر في الكيفية التي سامحت بها الآخرين في الماضي، تعلم من هذه التجارب وطبقها على حالتك الخاصة الراهنة، سيكون من المطمئن أن ترى أن لديك القدرة على مسامحة نفسك، عليك فقط أن توجه قدرتك على العفو في الاتجاه الصحيح.

• ساهمت أخطاؤك الماضية في تكوين الشخص الذي أنت عليه اليوم. لا داعي لأن تراها اليوم على أنها أخطاء، بل انظر إليها كأدلاء تستنير بها مستقبلا.

• أخطاؤك في النهاية لا تحدد هُويتك، تأكد من أن تكون شخصًا جيدًا. فكر في الأخطاء الفظيعة التي ارتكبها الأشخاص الطبيعيون أو الطيبون وتعلّم منها. أخطاؤك ليست رهيبة على أي حال!

• أن تغفر لنفسك أو للآخرين لا يعني أنك تنسى الماضي، المغفرة تعني أيضًا بقاء ذكرى الحدث، إنها بالضبط نفس دورة الحزن.

 

• الحياة تستمر، لذلك عليك أن تغفر لنفسك وللآخرين وتنسى.

• اغفر للأشخاص الذين أساؤوا إليك ولا تفقد الأمل في أن يدركوا بمرور الوقت الأذى الذي لحق بك بسببهم، وفي أن يسعوا إلى المصالحة معك أو مع أنفسهم.

• سوف تغفر لنفسك أيضًا من خلال مساعدة الآخرين، سيُظهر الآخرون التعاطف تجاهك وسوف تدمر شفقتُك ورأفتك ذنوبك، تذكر ألا تركز على الأشياء السيئة التي قمت بها، لأن الحياة أقصر من أن تملأك بالغصة والمرارة.