لا تزال الأحداث في أوكرانيا تتصاعد وتتشابك سياسيا وميدانيا مع مرور 100 يوم على العملية العسكرية الروسية عليها، حيث أعلن مندوب روسيا في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن روسيا مستعدة لمناقشة فرص تصدير الحبوب الأوكرانية وأن الأمر مشروط بإزالة أوكرانيا للألغام من المياه الساحلية والموانئ التي تغلقها.
واتهم مندوب روسيا في الأمم المتحدة المحكمة الجنائية الدولية بعدم النظر في "الجرائم التي ارتكبها نظام كييف" معتبرا أن الغرب يسعى لتحويل المحكمة الجنائية الدولية إلى أداة سياسية تخدم مصالحه.
من جانبه قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إن تداعيات حرب الحبوب ستطال الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. وأشار بوريل إلى عمل الاتحاد الأوروبي على تعزيز البنية التحتية للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا.
وتحدث عن استعداد الاتحاد الأوروبي للمشاركة في أي اتفاق بين الأمم المتحدة وروسيا لتصدير الحبوب.
إلى ذلك نبّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، الخميس، إثر لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن، إلى أن على الدول الغربية أن تستعد "لحرب استنزاف طويلة المدى" في أوكرانيا. وصرح ستولتنبرغ للصحافيين في البيت الأبيض: "علينا أن نستعد على المدى البعيد. لأن ما نراه أن هذه الحرب باتت حرب استنزاف". كما قال إنه بحث مع بايدن "استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا"، مضيفاً: " علينا مواصلة دعم القوات الأوكرانية للدفاع عن أنفسهم". وتابع: "هدفنا دعم القيادة الأوكرانية لاتخاذ القرار عنها، ونثق بحكمتهم. هدفنا من مساعدة كييف هو تقوية موقفها بالمفاوضات".
وأضاف ستولتنبرغ: "علينا أن نكون مستعدين لأي حرب ستفرض علينا.. روسيا تتعرض لخسائر كبيرة في أوكرانيا، وعلينا أن نكون مستعدين لحرب استنزاف طويلة في أوكرانيا".
وستولتنبرغ موجود في العاصمة الأميركية للتحضير لقمة حلف شمال الأطلسي المقررة بين 28 و30 حزيران في مدريد.
وكان الأمين العام للناتو قد قال، الأربعاء، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، إن الحرب في أوكرانيا "يمكن أن تنتهي غداً إذا وضعت روسيا حداً لعدوانها"، لكنه تدارك قائلاً: "إننا لا نرى أي مؤشر في هذا الاتجاه حتى الآن".
من جهته، اعتبر بلينكن أن حرب روسيا على أوكرانيا ستستمر "أشهرا عدة" إضافية. ومنذ بدء العملية العسكرية الروسي، سيطرت القوات الروسية على مناطق في جنوب أوكرانيا أبرزها خيرسون وقسم من زابوريجيا، وتقدمت بوتيرة بطيئة في دونباس مع سيطرتها خصوصا على مدينة ماريوبول (جنوب شرق). وتتخذ الترجيحات أبعاداً أكثر غموضاً مع انسداد أفق إعادة إطلاق المفاوضات، واحتمال وضع سيناريو يمكن الطرفين الروسي والأوكراني من التوصل إلى حل وسط. وحتى محاولات الوساطات المتعددة التي برزت في الأسابيع الماضية، لم تنجح في وضع تصور لتهدئة الموقف أو الشروع في بلورة آليات للتسوية.