لأكثر من شهر، فرضت السلطات الصحية في بكين إجراءات صارمة بشكل متزايد على الشركات في المدينة والتحركات الشخصية للسكان في محاولة للقضاء على أسوأ تفشي لكوفيد-19 في العاصمة الصينية منذ الأيام الأولى للجائحة.
والآن تتخذ العاصمة الصينية خطوات مبدئية نحو إعادة فتح أبوابها، الاثنين مع رفع جزء كبير من القيود المفروضة على تناول الطعام في المطاعم وعودة العديد من العمال إلى مكاتبهم. لكن التفشيات الجديدة لكوفيد-19 في جميع أنحاء البلاد وعمليات الإغلاق الجديدة في أجزاء من شنغهاي لا تزال تشكل مخاطر كبيرة على الاقتصاد الصيني، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
ويقول مسؤولو المدينة إن الإصابات اليومية الجديدة انخفضت إلى حوالي عشر حالات أو أقل في الأيام الأخيرة، بعد أسابيع من الاختبارات الجماعية لكثير من سكان المدينة البالغ عددهم أكثر من 20 مليون نسمة.
وتقول الصحيفة إنه من خلال السماح للمطاعم والصالات الرياضية وغيرها من الشركات بإعادة فتح أبوابها، تشير سلطات بكين إلى أنها تعتقد أنها تمكنت من السيطرة على أحدث تفش للمرض دون الحاجة إلى اللجوء إلى أنواع تدابير الإغلاق القاسية التي شهدتها شانغهاي وأماكن أخرى مؤخرا.
ونقلت الصحيفة عن عدد من أصحاب المطاعم قولهم إن الشهر الماضي كان أصعب فترة واجهوها خلال أعوام. وأجبر بعض موظفي المطاعم على قبول تخفيض رواتبهم بنسبة 30٪ خلال تلك الفترة. واستهلكت محاولات القضاء على كوفيد من خلال منع تفشيه موارد هائلة للدولة الصينية، لكن الصحيفة تقول إن هذا يكتسب أهمية خاصة لدى القيادة الصينية لتأمين ولاية ثالثة للزعيم الصيني، شي جين بينغ. ويقول قادة الصين إنه خلال معظم عامي 2020 و2021، خدمت استراتيجية "صفر كوفيد" البلاد بشكل جيد. حيث منعت الصين انتشار المرض والوفيات التي شهدتها الولايات المتحدة وأماكن أخرى. ومع ذلك، تحدى متغير Omicron شديد العدوى من فيروس كورونا هذا النهج. وفي شنغهاي حبس جميع السكان البالغ عددهم 25 مليون نسمة تقريبا في الداخل بسبب الاجراءات الحكومية التي أدت إلى توقف المدينة الأكثر أهمية اقتصاديا في الصين.
وبدأت شنغهاي في إعادة فتح المزيد من الأماكن في الأيام الأخيرة، على الرغم من أن العديد من السكان ما زالوا يخشون من أن المدينة ستحبسهم في منازلهم مرة أخرى قريبا. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أغلقت منطقة جينغان 56 منطقة سكنية بعد اكتشاف خمس مجموعات جديدة من الحالات. وفي الوقت نفسه، شهدت مدينة داندونغ الشمالية الشرقية، الواقعة على حدود الصين مع كوريا الشمالية، ظهور عشرات الحالات خلال الأسابيع القليلة الماضية، مما دفع السلطات إلى إغلاق مناطق في جميع أنحاء المدينة. وتكافح كوريا الشمالية أول تفش كبير لكوفيد-19 وطلبت المساعدة من الصين، أقرب صديق لها.