أثار المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، الشكوك مجدداً حول صحّة الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعد أن تحدث عن تأجيل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارته المقررة إلى تركيا بسبب مرض والده، وشهدت المملكة تحركات سياسية مكثفة تشي بخفايا تحدث وراء الكواليس تبدو وكأنها استعدادات لنقل السُلطة للأمير الشاب بأي لحظة.
تأجيل زيارة بن سلمان لتركيا
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن قالن قوله: “نتوقع أن تتم هذه الزيارة في الأيام المقبلة خلال يونيو/حزيران، وزملاؤنا المعنيون يعملون بشأن تحديد الموعد”، وتمّ الإرجاء بسبب مرض الملك سلمان، ما يعيد للأذهان الحالة النادرة ونشر المملكة أخباراً تتعلق بصحة الملك السعودي ودخوله المستشفى أكثر من مرة.
وجاء الحديث بعد إعلانٍ رسمي من وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، عن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تركيا في إطار مساعي تحسين العلاقات بين البلدين التي بدأت مؤخراً، وشهدت زيارات متبادلة لمسؤولين، آخرها زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية.
وقال أوغلو: “زيارة بن سلمان كانت ستجري بالفعل هذا الشهر، لكننا اتفقنا على أن تكون خلال الفترة المقبلة”.
وكان من المتوقع أن يجري بن سلمان، جولة خارجية تشمل تركيا مطلع الشهر الجاري، واليونان وقبرص ومصر، في خطوة جديدة تجاه تحسين العلاقات بين السعودية وتركيا.
حراك مكثّف في الرياض
وتشهد الرياض حراكاً دبلوماسياً وسياسياً مكثفاً منذ نحو شهر، بدأت بزيارات عربية وغربية، وتجهيز للقاءات مع وفود دولية بينها أمريكية وروسية وصينية.
ووصل أمس الثلاثاء، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للرياض حاملاً ملفات مهمة، من المتوقع طرحها على وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي اليوم في السعودية.
والأسبوع الفائت زار وفد من الكونغرس الأمريكي المملكة والتقى الأمير محمد بن سلمان، وجاء ذلك عقب زيارة الأمير خالد بن سلمان إلى واشنطن، وبحث التقارب بين البلدين عموماً، وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن والأمير محمد بن سلمان خصوصاً، بعد سلسلة من التوترات والفتور السياسي بينهم.
وأكدت مصادر بالبيت الأبيض أن بن سلمان سيلتقي بايدن خلال الشهر الجاري، لبحث قضايا وملفات مشتركة، أبرزها أسعار الطاقة بالعالم، إلا أنّ محللين ربطوا توقيت الزيارة مع ما يجري في القصر الملكي ومرض الملك سلمان، في إشارة إلى أن اللقاء استعداداً لطي الخلاف بين الرئيس بايدن و”الملك” الجديد للسعودية، لا سيما أن البلدين حلفاء تقليديين منذ زمن طويل.
مرض الملك سلمان
والشهر الفائت أعلن الديوان الملكي السعودي، أن الملك سلمان بن عبد العزيز دخل المستشفى الطبي في جدة لإجراء فحوصات، تلاها الحديث عن إجراء تنظير قولون.
وذكرت وسائل إعلام غربية أن المملكة نادراً ما تعلن عن مرض الملوك لديها، في إشارة إلى أن الإعلان الأخير بمثابة تهيئة الأجواء لأي طارئ في البلاد.
وخضع الملك البالغ من العمر 86 عاماً لعملية جراحية في المرارة عام 2020 وتم تغيير بطارية جهاز تنظيم ضربات القلب الخاص به في آذار.
اقرأ أيضاً : تركيا تصدر إعلاناً يخص زيارةً لمحمد بن سلمان إلى أنقرة
ولي العهد.. الملك المنتظر
استلم الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد عام 2017 بعد عامين من استلام والده الملك سلمان للحكم في البلاد، وجاء ذلك بعد عزل الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد، ثم إقرار قانون لتولي العهد والتسلسل بالحكم شهد جدلاً حينها في المملكة.
وما لبث أن بدأ الأمير محمد توطيد حكمه المنتظر، وأعلن عن مشروع جديد للمملكة سمّي برؤية “2030” وخلالها تعهد بتنويع مصادر الدخل السعودي وعدم الاعتماد الكامل على النفط، وطرح مبادرات وقوانين غيرت مسار الحياة كليّاً في السعودية.
وقاد الأمير محمد حملة كبيرة على من وصف حينها “بالفاسدين” شملت اعتقال أمراء من الأسرة الحاكمة ومحاسبتهم على ثرواتهم، وخلالها استرجعت الدولة السعودية الملايين من جيوب الأمراء والمسؤولين السابقين بالبلاد.
والأمير محمد، يترأس مناصب عديدة منها بعد ولاية العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء إضافة لكونه وزير الدفاع. كما يرأس مجلس الشؤون السياسية والأمنية وكذلك مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وشهدت المملكة خلال قيادته بالسنوات الأخيرة تطوراً وانفتاحاً منقطع النظير، كان علامة فارقة بالدور السعودي القيادي على المستوى الإقليمي والدولي.