التسرع بالحكم على الآخرين عادة شائعة بين المحبطين

اختيار المحرر
قبل سنتين I الأخبار I اختيار المحرر

يَتُوق الناسُ، بغض النظر عن دينهم أو وضعهم الاجتماعي أو أصلهم، إلى تطبيق العدالة في المجتمع، والحديث عن العدالة ينطوي على التعامل مع قضايا لا حصر لها.

 

وهذا التقرير يركز على مستوى لا علاقة له بالأصول، بل له علاقة بالشعور السيكولوجي المرتبط بالحكم على الآخرين وحكمهم علينا في الحياة اليومية، ويمكن القول إن بعض الناس لا يحكمون على المواقف بطريقة دقيقة ومعزولة، لكنهم يضطلعون بدور الحاكم الذي يحكم على الأحداث الصغيرة في حياة الآخرين دون أن يُطلب منهم ذلك.

 

وحسب التقرير الصادر عن موقع ”nospensees“ السيكولوجي ونشر الخميس، فإنه من الواضح أن هذا خطأ فادح، لأنه حتى القاضي يجب ألا يكون خارج المحكمة المخصصة لممارسة وظيفته، متسائلا لماذا المجتمع مليء بالقضاة الزائفين، لماذا يفترضون أن أحكامهم صالحة لأنفسهم وللآخرين، كيف وصلوا إلى هذا الحد.

 

سيكون من المثير للاهتمام رؤية بعض الخصائص التي يتقاسمها هؤلاء القضاة دون سلطة مخوِّلة، ولا شَعر مستعار أبيض طويل، لكنهم في بعض الأحيان يتصرفون كمُنفّذين لعقوبات أكثر ضررًا وسُمِّيّة إزاء كل مَن هم حولهم.

 

عادة ما يكره الأشخاص الذين يُصدِرون أحكامًا على الآخرين جزءًا كبيرًا من حياتهم، لهذا فهم يحاولون قدر الإمكان تسميم حياة الآخرين. إنهم ليسوا سعداء بما يفعلونه وهم بصراحة يستاؤون من أن يروا شخصًا سعيدًا.

 

وهم أيضًا أشخاص ليس من السهل اكتشافهم لأنهم ليسوا بارِدي الطبع، وعمومًا ليس لديهم مشاعر سيئة. لكنهم محبَطون للغاية، والإحباط قد يؤدي إلى العدوانية التي تتجلى بطرق مختلفة.

 

وهؤلاء أشخاص تعذبهم عمومًا القرارات التي يتخذونها، التي ربما تُفرَض من الخارج دون أن يكونوا راغبين في هذا الخيار. إنهم يغذون علاقة صراع نفسي مع هذا النوع من الأحداث في حياتهم.

وحسب خبراء النفس فإن الذين يُصدرون الأحكام غالبًا ما يشتركون في نماذج معيّنة. فهذه النماذج متعددة وأكثرها تكرارًا تلك التي لخصها هذا التقرير وفقًا لآراء أخصائيي السلوك السيكولوجي.

 

يريدون تبرير مسار حياتهم من خلال تشويه سمعة الآخرين. في بعض الأحيان يلمحون إلى العبارة الشهيرة ”أنا لست سيئًا على أي حال، انظر إلى فلان أو علان“.

لا شك أنهم عند إصدار أحكامهم يتحدثون عن أناسٍ وليس عن أفكار، ويفكرون في الآخرين ليس من منظور شمولي يمكن أن يشير إلى إخفاقات ونجاحات الأشخاص الذين يصدرون أحكامًا  في حقهم. إنهم يحكمون على أساس افتراضات نفسية تُرسّخهم في الاختزالية والبساطة والذاتية.

 

يملكون بشكل عام قيمًا لا يستخدمونها لتهدئة أنفسهم وتهدئة محيطهم، ولكن للحكم على الآخرين باستمرار، ويفتقرون إلى الهِوايات والأنشطة التي يمكن أن تهمّهم وتفيدهم.

نادرًا ما ينتقدون ما يفعلونه نقدًا ذاتيًّا. يزعجهم الشعور بأن الغير يصدر حكمًا في حقهم في مهمة تتضمن إثبات مهاراتهم، وهم عرضة للغضب بسهولة، يعزون نجاحات الآخرين إلى أسباب خارجية وغير مستقرة وعابرة ومحددة، ونجاحاتهم هم لأسباب داخلية ومستقرة وثابتة، وغير محددة. أي أن لنجاحهم ما يبرره، وأن نجاح الآخرين عادة ما يكون نتيجة الصدفة.

لا يعبّرون عمومًا عن آرائهم في حضور عدد كبير من الناس. فالأمر بالنسبة لهم ليس مهمًّا كممارسة، لأنه يمكن أن يكشف أمرهم ويحرجهم.، تعكس انتقاداتهم في معظم الحالات الرغبة في أن يجرّبوا ما حرمتهم منه الحياة أو ما لم يتمكنوا من تحقيقه.

 

 

لا يهتمون بتحسين وتطوير ذواتهم. يعتبرون أن أفضل طريقة للتميّز هي إطفاء بريق الآخرين، يمكن أن تكون أحكامهم خفيفة وخاصة. أو عامة وخطيرة.

يجب أن تتجاهل هؤلاء الأشخاص وألا تمنحهم مطلقًا القدرة على الإضرار بسمعتك الشخصية أو المهنية أمام عدد كبير من الأصدقاء أو أفراد الأسرة أو أي جمهور آخر، وأمام هؤلاء لا يوجد سوى أسلوب التجاهل كسلاح، حتى لو كان يجب أن نظل يقظين ومستعدين حتى لا يتجاوزوا حدود حياتنا الخاصة إلى مستوى أكثر من مستهجن.

لذا ينصح الأخصائيون كل شخص أدرك أنه كان يصدر أحكامًا دون أن يعي ذلك على حلّ هذا الإحباط الذي يدفعه إلى التصرف بهذه الطريقة. بالتأكيد سوف يُحسّن هذا حياتَه في النهاية.