تصدّر أب يمني ترند العيد على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح حديث اليمنيين الذين تفاعلوا مع مقطع فيديو تحت عنوان "مفعول خلطة العسل الدوعني مع الحبة السوداء"، وظهر فيه أحد تجار العسل اليمني وهو يعايد أبناءه الـ 12 من زوجاته الخمس، ما يشير إلى أن إحداهن ليست على ذمته الزوجية، إما بسبب الطلاق أو الوفاة، حسب ما تنبأ به ناشطون.
بين الخصوصية والفحولة.. معارك جدل ونقاش محتدم
ونشبت معارك جدل ونقاش احتدم بين جمهور المؤثرين ورواد التواصل، تفسر وتحلل نية الرجل من نشره للفيديو على مواقع التواصل. فقد بدا واضحاً في إشهار خصوصياته الزوجية بشكل أثار انتقادات واسعة على فكرة تعدد الزيجات في مجتمع فقير، وبأسلوبه مع أبنائه الذين يخاطبهم بأرقام زيجاته، فضلاً عن طريقة استعراض الزوج وتلميحه إلى علامات فحولته بشكل ما، وتلقين أبنائه رقم أمهاتهن.
Replay
التفاخر بالذخر.. وترتيب الزوجة الخامسة بالشرع
بينما علق البعض بكثير من الإيجابية والطرافة، وأثنوا على روحه المرحة وحكمته في إضفاء أجواء التوافق والتناغم التي تسودها مشاعر المودة والألفة بين أبنائه الـ 12. وعلى الرغم من تفاوت أعمارهم فإن الابتسامة لم تفارق وجوههم بينما يعايدون والدهم الذي يبدو متفاخراً بذخره الذي أصرّ عليهم الإفصاح عن ترتيب زيجاته، فيبدأ بالولد خالد من الزوجة الأولى، والولد سيف من الزوجة الثانية، ثم يلقي تحية على الولد عبدالكريم من الزوجة الخامسة، ما يشير إلى أن الرجل متزوج بأربع نساء، من مبدأ أن الدين الإسلامي يبيح له الزواج بأربع، وقد يكون فقد إحداهن إما بالطلاق أو الوفاة، فتزوج بديلة لها ليكمل العدد الشرعي بالدين، وفق ما ذكره نشطاء مقربون من الأب.
تاجر عسل يتباهى بفحولته أمام اليمنيين
إلى ذلك، على الرغم من مرارة العيش الطاحن في البلد الفقير الذي أنهكته الحروب والصراعات، إلا أن للعيد في اليمن نكهته وأجواءه الخاصة، فلم تخل تعليقات النشطاء من التندر على هذا الأب الذي قيل إنه "تاجر عسل" ووصفوه بأنه "وكيل العسل والحبة السوداء بالشرق الأوسط"، وانهالت النكات والتهنئات مع أمنيات باستقرار أسرته التي بدت "سعيدة" من خلال ما تعكسه انطباعات وملامح الأبناء ومدى انسجامهم وتآخيهم مع بعضهم، فيما اعتبر آخرون أن هذا التباهي أثار غضب الملايين من الشباب العاطلين عن العمل والمغلوبين على أمرهم الذين طحنتهم قسوة الظروف وشغلتهم لقمة العيش عن فكرة الزواج نفسها.
سلوك مستفز.. الزواج في زمن الحرب
وقال د. عامر عبده الشميري، أخصائي علم الاجتماع، متحدثاً لـ"العربية.نت" تعليقاً على الفيديو، إن ظهور هذا الأب اليمني في مقطع فيديو كان سيبدو لطيفاً لو أنه لم يخاطب أبناءه بعدد زيجاته، واكتفى فقط بأسمائهم.
إلا أنه بحسبه اقترف "سلوكاً استفزازياً" بغير محله، بالنظر لما يعانيه ثلثا أرباع الشعب من أزمة قوت معيشة، إلى جانب سوء تغذية وأوبئة ومؤشرات نشوب أزمات كارثية وسط تحذيرات من خطر مجاعة غير معلنة ربما تكون أشد فتكاً مما سببته سنوات الصراع الدائر في البلاد منذ ثماني أعوام. ناهيك عن فداحة غلاء بالمهور، وعزوف ملايين الشباب عن الزواج ما دفعهم للاغتراب والهجرة والنزوح والذهاب لجبهات القتال مقابل راتب زهيد لأسرهم، كما أن فكرة الزواج في زمن الحرب باتت ترفاً اجتماعياً لا يملكه الكثيرون.