ما الذي ستحمله زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية؟

عربي ودولي
قبل سنتين I الأخبار I عربي ودولي

ما الذي ستحمله زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية التي بدأت اليوم؟.. سؤال كبير يحمل في طياته توقعات تلتقي عند فصل جديد في العلاقة مع المنطقة.

 

فمن الطاقة للأمن الإقليمي، مرورا بتعزيز التعاون الثنائي في مجالات مختلفة، وصولا إلى اليمن والملف النووي الإيراني، تعددت توقعات المراقبين بشأن ما ستنجم عنه زيارة بايدن التي بدأت للسعودية، اليوم الجمعة، في ثالث محطة له ضمن جولته شرق الأوسطية التي شملت إسرائيل وفلسطين.

 

وليس ببعيد عما سبق، سيكون قرار السعودية فتح أجوائها أمام كافة الطائرات المدنية بما فيها الإسرائيلية، موضع ترحيب بايدن، على اعتبارها "خطوة تاريخية" نحو شرق أوسط متكامل ومستقر.

 

فعلى صعيد التعاون الثنائي الحاضر والمستقبلي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، تشير التقديرات الأولية إلى توقيع مذكرة تعاون جديدة بين الإدارة الوطنية الأمريكية للاتصالات والمعلومات ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السعودية.

التعاون في مجال أمن الطاقة، سيتصدر أيضا محادثات المسؤولين من كلا الجانبين. إلى جانب الطاقة النظيفة ومكافحة آثار تغير المناخ. 

 

وفي الملف اليمني، ستطرح الهدنة الأممية نفسها على أجندة الزيارة، حيث التزمت المملكة العربية السعودية بتمديد وتعزيز هذه الهدنة التي أسفرت حتى الآن عن 15 أسبوعا من التهدئة رغم الخروقات التي سجلتها من طرف مليشيات الحوثي الإرهابية.

 

وفي هذا الصدد، أكدت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيؤكد التزام الولايات المتحدة بمساعدة السعودية في حماية أراضيها وشعبها والدفاع عنها من جميع الهجمات الخارجية ، لا سيما تلك التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران.

 

وكان الرئيس الأمريكي توجه فور وصوله إلى جدة إلى قصر السلام للقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

 

ووفق بيان سابق للديوان الملكي السعودي فإن زيارة بايدن تأتي "تلبية لدعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتعزيزا للعلاقات الثنائية التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة بين المملكة والولايات المتحدة".

 

وأضاف البيان أن بايدن سيلتقي خلال الزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وسيبحث في اللقاءين أوجه التعاون بين السعودية والولايات المتحدة، وسبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم.

 

وحول أهمية الزيارة، قال الباحث السياسي السعودي فيصل محمد الصانع إن اختيار الرئيس الأمريكي للسعودية في أول زيارة له للمنطقة اعتراف بأن الرياض هي عاصمة القرار في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

 

وأضاف الصانع لــ"العين الإخبارية" أن الرئيس الأمريكي "استوعب تلقائيا أن خيوط الملفات الشائكة حلها دائما ما يكون في الرياض"، لافتا إلى أن القمة تبشّر بسياسات جديدة وتأكيد جديد على قناعة إدارة بايدن بثقل المملكة السياسي والاقتصادي.

 

وحول أبرز الملفات، أكد أنه يبقى الملف النووي الإيراني من الأولويات التي سيناقشها القادة خاصة مع ضبابية الاتفاق النووي بين الغرب وطهران.

 

وأشار إلى أن تعهدات إيران ليست إلا مزاعم وخطة لمد مدة المفاوضات كي تكتسب وقتًا كافيًا تمضي خلاله في مخططها النووي غير السلمي، مؤكدا أن الملف اليمني سوف يكون حاضرا بقوة كونه يشكل تهديدا كبيرا على أمن المنطقة بصفة عامة والخليج العربي خاصة.

 

ولفت إلى أن تداعيات حرب أوكرانيا ستكون على طاولة المفاوضات، دون أن يكون هناك موقف خليجي أو عربي تجاه طرف بعينه حيث إن الرياض وأغلب دول المنطقة تنأى بنفسها عن الدخول في هذا النزاع.

 

من جانبه، قال الباحث والمحلل السياسي السعودي مبارك العاتب إن أهم ملف في القمة سيكون معالجة العلاقات السعودية الأمريكية بعد التدهور الذي شهدته خلال الفترة الماضية.

وأضاف العاتي، في تصريحات لــ"العين الإخبارية"، أن القمة والتي تشهد أول زيارة للرئيس الأمريكي منذ وصوله للحكم ستعمل على حل القضايا العالقة والتي أدت إلى فتور العلاقات بين الرياض وواشنطن وعودتها لمسارها الطبيعي.

 

وأوضح أن المملكة تتبع سياسة النفس الطويل في القضايا العربية الأمريكية، مؤكدا أن ثاني أهم الملفات في مقدمتها استقرار المنطقة والتهديدات القائمة واستمرار أوضاع السلام العربي الإسرائيلي كما هي عليه الآن، مع التأكيد على جزئية انتهاكها للقرارات الدولية.

 

وأكد العاتي أن الملف اليمني سيكون حاضرا بقوة نظرا لأهميته للمملكة والأشقاء في اليمن، وخطورته على المنطقة العربية، في ظل تصاعد تهديدات المليشيات الحوثية لأمن الطاقة.