يوم أمس الجمعة فتحت روسيا الحدود الشرقية للمسافرين الروس والأجانب القادمين إلى فنلندا، ما أدى إلى حصول طابور طويلة من المركبات الروسية القادمة إلى فنلندا عبر تلك الحدود.

ووفقاً لبعض المسافرين القادمين من الشرق الروسي إلى الأراضي الفنلندية فإن الحافلة التي كانت تقلهم توقفت عند البوابة الروسية للمعبر لبضع ساعات قبل أن تدخل الأراضي الفنلندية.

يخطط معظم الروس الذين يدخلون فنلندا إلى قضاء ليلة واحدة في مدينة لابينرانتا الحدودية، قبل السفر إلى مناطق أوروبية أخرى هربا من الأوضاع في روسيا.. فالسفر إلى خارج روسيا صعب حاليًا بسبب العقوبات.

ورغم فتح الحدود بين البلدين فإن الوضع ما زال هشا خصوصا بعد إعلان نية فنلندا الحيادية الانضمام إلى حلف الناتو.

Vaalimaa هو أحد المعابر الحدودية بين روسيا وفنلندا يبعدُ ما يقاربُ الساعتين قيادةً عن العاصمةِ الفنلندية هلسنكي. وهو معبرٌ حدوديٌ للسياراتِ والمركباتِ والمشاةِ ومنه يصلُ المسافرون الروس القادمون من سانتِ بطرسبورغ وموسكو للدخول إلى فنلندا وبالتالي إلى دول أوروبا الشمالية.

تلاحظ حركةَ العبور من روسيا إلى الأراضي الفنلنديةِ أكثرَ بكثيرٍ من الجهةِ العكسيةِ أي من فنلندا الى روسيا.. كما ترصد أن الكثيرَ من المسافرين الذين يرغبون بالخروج من الأراضي الروسية خصوصا حملةَ جوازِ السفرِ الروسي بأنهم ينتظرون أحيانا لساعاتٍ طويلةٍ قبلَ أن تُفتحَ البوابةُ الحدوديةُ أمامهَم والسببُ في ذلك يكمنُ بمدى التجاوبِ والتنسيق بين حرس الحدود الفنلندي والروسي إذ يحاول الأخيرُ أحيانا وضعَ عراقيلَ لوجستيةٍ أمامَ من يرغبُ المغادرةَ لردع الروس الذين اعتادوا على دخول أوروبا بتركِ بلادِهم خلالَ الأزمةِ التي تعيشها روسيا.

يحملُ الكثيرُ من الفنلنديين سكان المناطق الحدوديةِ الروسية تأشيراتِ عبور روسية ما يمنحهم فرصةَ دخول الأراضي الروسية للتزودِ بالوقود الذي يبلغ سعرُه ثلثَ سعرهِ في فنلندا. وهنا في الأراضي الفنلندية يعيشُ الكثيرُ من السكانِ من أصول روسيةٍ منذُ سنواتٍ ويرتبطُ الكثيرون منهم بصلةِ قرابةٍ من كلا طرفي الحدود.

توجد في هذه المنطقة الفنلندية 3 نقاطٍ حدوديةٍ مع روسيا

هناك ثلاث معابر رئيسية بين روسيا وفنلندا Vaalimma جنوبا وImatra الذي يقع شمالا ويبعدُ ثلاثَ ساعاتٍ عن هلسنكي. وهو مخصصٌ فقط للشاحناتِ ويعدُ أصغرَ من بقيةِ المعابر وأخيرا معبرُ Kolmikanta الذي يبعد أربعَ ساعاتٍ عن هلسنكي وهو عبارة عن نقطة حدوديةٍ روسيةٍ فنلندية تستقبلُ جميعَ أنواع المركبات ويقصدها الكثيرُ من الفنلنديين الذين يعيشون المناطقَ الفنلندية الوسطى والكثيرُ منهم متزوجٌ من روسيا، ويحملون تأشيرة سفر روسيةٍ دائمة ويتنقلون بشكل مستمر بين البلدين.

مع توقفِ سيرِ القطاراتِ بين البلدين بسبب الأزمةِ الحالية العديدُ من الروس يرغبون الهروبَ بطرق غير شرعيةٍ من روسيا إلى فنلندا من معبرِ Kolmikanta ومناطقَ أخرى.

روسيا تتقاسمُ حدودَها مع فنلندا على طول ألفٍ وثلاثِمائةِ كيلومترٍ شمالا وجنوبا وفي بعض ِالمناطق يكونُ من الصعب عبورُ الحدودِ إلا من نقطةِ العبور فهذه البقعةُ من شمال الكرةِ الأرضية تحوي تضاريسُها الكثيرَ من البحيراتِ والأنهار والمستنقعاتِ ما يصعب التنقلَ فيها كما تملكُ فنلندا ثمانين ألفَ جزيرةِ وهي أكبرُ أرخبيل في أوروبا.