رأت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية أن الولايات المتحدة وشركاءها الغربيين فشلوا في تحقيق هدفهم بعزل روسيا بعد غزوها لأوكرانيا أواخر شباط/فبراير الماضي.
وأشارت المجلة في تقرير يوم السبت إلى أنه ”على الرغم من شدة العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا فإن جزءا كبيرا من العالم لا يزال يتبع الحياد، ولم ينضم لتلك العقوبات، فيما تحظى موسكو بدعم دول كبيرة مثل الصين“.
ولفتت المجلة إلى الاتفاق الذي تم أخيرًا بين روسيا وأوكرانيا برعاية تركيا والأمم المتحدة لتصدير الحبوب للعالم، معتبرة أن الاتفاق حظي بموافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي التقى نظيرة التركي رجب طيب أردوغان، في طهران الأسبوع الجاري.
اتفاق جوهري
واعتبرت المجلة أن الصفقة تمثل ”أول اتفاق جوهري، حتى لو كان بالوكالة، بين موسكو وكييف“.
ولفتت إلى أن بوتين زار إيران يوم الثلاثاء للقاء المرشد الأعلى علي خامنئي، وأن طهران قدمت بيانًا تضمن الدعم الكامل للجهود الحربية الروسية في أوكرانيا، مشيرة إلى القمة التي جمعت الرئيس الروسي مع أردوغان والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
واعتبرت المجلة في تقريرها أن ”اتفاق الحبوب“ توج أسبوعا من الدبلوماسية الروسية التي يقول الخبراء إنها كانت تهدف إلى إظهار أن الحملة الغربية لعزل موسكو اقتصاديا وسياسيا قد باءت بالفشل.
حالة حياد
ونقلت عن جون درينان من معهد السلام الأمريكي: ”أعتقد أن الروس سوف يقدمون قمة طهران كدليل على عدم انعزالهم، وأنهم لا يزالون لاعبًا رئيسيًا في منطقة الشرق الأوسط“.
وأضاف: ”لكنني أعتقد، بالنسبة لوجهة نظر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيريي، أنها تظهر بعض اليأس من أن الروس يضطرون للذهاب إلى الإيرانيين للحصول على الدعم العسكري“.
وقالت المجلة: ”على الرغم من أن روسيا معزولة بشكل متزايد عن الغرب وبعض المؤسسات التي يقودها الغرب، فإن اجتماعات بوتين في طهران تشير لظاهرة مختلفة ومقلقة تمامًا وهي حالة الحياد من قبل جزء كبير من دول العالم، على الرغم من المحاولات المستمرة من قبل صانعي السياسة الأوروبيين والأمريكيين لحشد جبهة عالمية موحدة ضد الكرملين“.