ولا يوجد تعريف محدد للوباء، ولكن يُعتقد أن الفيروس يصبح جائحة عندما ينتشر في جميع أنحاء العالم، وتم تصنيف فيروس كورونا الجديد على أنه وباء، بعد أن انتشر من الصين إلى معظم دول العالم.
ولكن كيف يقارن تفشي فيروس كورونا مع واحد من أسوأ الأوبئة في تاريخ البشرية، وهو الموت الأسود؟
ما هو الموت الأسود؟
أطلق هذا المصطلح على وباء الطاعون الذي اجتاح أوروبا في القرن الرابع عشر، وتشير التقارير إلى أنه نشأ للمرة الأولى في الصين، قبل أن ينتشر عبر الشرق الأوسط إلى أوروبا من خلال طرق التجارة.
وأدى الطاعون إلى انخفاض كبير في عدد السكان الأوروبيين، حيث تشير الإحصائياتت إلى أنه قضى على ما يصل إلى 60% من السكان.
وينتشر الطاعون عن طريق بعض القوارض مثل الجرذان والفئران، وتسبب بكتيريا يرسينيا بيستيس عدداً من الأوبئة، وعادة ما تنتشر عن طريق البراغيث الموجودة على الحيوانات مثل الفئران التي يمكن أن تنقلها إلى البشر.
ولا يزال الطاعون موجوداً حتى اليوم، ولكن الأطباء باتوا أكثر قدرة على فهم المرض وعلاجه. وشهد جزء كبير من العالم وباء الطاعون في وقت ما، ولكن معظم الحالات في العصر الحديث تحدث في أفريقيا.
هل فيروس كورونا الجديد أسوأ من الموت الأسود؟
في هذا الوقت، لا يزال معدل وفيات فيروس كورونا أقل بكثير من الموت الأسود، حيث توفي حتى الآن حوالي 500 ألف شخص أصيبوا بالمرض. ووفقاً لمنظة الصحة العالمية، فقد قتل الموت الأسود في القرن الرابع عشر حوالي 50 مليون شخص.
ويتميز الطاعون الدبلي، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للطاعون، بتضخم العقد اللمفاوية، واحتمال الوفيات لدى المرضى المصابين بهذا الطاعون يصل إلى 50%.
ويعتقد أن متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) التي تفشت في 2003 كان لديها معدل وفيات وصل إلى نحو 11%، في حين كان معدل وفيات متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ميرس في 2012 نحو 34%.
وبالمقارنة مع الموت الأسود، لا يزال فيروس كورونا والفيروسات التاجية الأخرى أقل خطراً من حيث عدد الوفيات، كما أن عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا لا تزال اقل بكثير من حالات الموت الأسود، بحسب صحيفة إكسبريس البريطانية.