متغيرات ميدانية في ظل صمت روسي.. الجيش الأوكراني يتقدم للمرة الأولى

عربي ودولي
قبل سنتين I الأخبار I عربي ودولي

عاد زمام المبادرة في أوكرانيا إلى الجيش الأوكراني في انتكاسة هي الأكبر للجيش الروسي، حيث استعادت كييف في أسبوع واحد ما احتلته موسكو في 6 أشهر من الحرب.

ويشكل هذا التطور نقطة تحول في المعارك وخاصة في خاركيف شرقًا مع تبعثر التشكيلات العسكرية الروسية بحجة إعادة الانتشار كما تقول وزارة الدفاع الروسية.

بدورها، عزت الخارجية الأوكرانية هذا التحول إلى عنصر المباغتة والهجوم الخاطف الذي شنه الجيش الأوكراني شمال شرقي البلاد بعدما كان قد قدم إيحاءات بأن التركيز سيكون على جبهات القتال في الجنوب.

وتقر التقديرات العسكرية بنجاح التكتيكات الأوكرانية، إلا أن الدعم العسكري والأسلحة الحديثة المقدمة من الولايات المتحدة والغرب كان العامل الحاسم في ترجيح الكفة لصالح الأوكرانيين، ولا سيما قاذفات الصواريخ التي مهدت الطريق أمام تقدم القوات الأوكرانية وقطع طرق الإمدادات الروسية.

سيناريوهات مرعبة

إلى ذلك، لعبت عملية الاستبدال التي قامت بها روسيا لقواتها بعد أشهر على جبهات القتال، دورًا كبيرًا أيضًا في تراجع الروس، فالقوات الجديدة لم تكن بالتنظيم والكفاءة المطلوبين لإحداث فرق في العملية العسكرية. وقابل ذلك إرادة قتالية ومعنويات مرتفعة في صفوف الجنود الأوكرانيين.

وتجلى الرد الروسي من خلال القصف الدقيق على القوات الأوكرانية في خاركيف للتعويض عن الهزائم المتلاحقة التي مني بها الجيش في إشارة حاسمة إلى عدم السماح بتقدم القوات الأوكرانية أكثر باتجاه مناطق جديدة شرقي البلاد.

لكن التقدم الأوكراني إن استمر قد يضع القيادة الروسية أمام خيارات غير تقليدية بما في ذلك استخدام الأسلحة النووية التكتيكية لتُفتح الاحتمالات على سيناريوهات مرعبة يسعى الجميع إلى تجنبها.

"هجوم فاجأ الروس"

وفي هذا الإطار، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي دومينيك ترانكان أن التطورات العسكرية في أوكرانيا تشكل تغيرًا عميقًا نظرًا إلى أنها المرة الأولى التي تنفذ فيها القوات الأوكرانية هجمات بعد 6 أشهر من الدفاع ومحاولة منع الروس من التقدم.

ويوضح في حديث إلى "العربي" من باريس أن القوات الأوكرانية كانت دقيقة في هجماتها المضادة الأخيرة واستعملت أسلحة جديدة متنوعة ودقيقة حصلت عليها من الغرب، معتبرًا أن هذا الأمر منع الروس من الدفع بتعزيزات أخرى شرقًا.

ويتحدث ترانكان عن هجوم فاجأ الروس بين خاركيف وإزيوم حيث نجح الأوكرانيون في استعادة الأراضي التي سيطرت عليها موسكو خلال 6 أشهر.