لأول مرة في التاريخ استحدثت الأمم المتحدة منصبا جديدا "مخصصا" لروسيا، في إطار مراقبتها لأوضاع حقوق الإنسان في البلاد.
المنصب جاء عبر مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة، وحمل مسمى "مقرر خاص لمراقبة قمع المعارضين"، وبذلك تكون روسيا أول دولة يعين لها شخص في هذا المنصب.
واعتمد قرار استحداث المنصب بناء على اقتراح عدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي أيدته 17 دولة، فيما امتنعت 24 دولة عن التصويت، بينما صوتت ضد القرار 6 دول بينها الصين، بالمجلس الذي يضم في عضويته 47 دولة.
وردا على القرار، اتهم جينادي جاتيلوف السفير الروسي لدى الأمم المتحدة بجنيف، الدول الغربية بـ"استخدام مجلس حقوق الإنسان لأغراض سياسية".
ورغم انسحابها من المجلس عقب تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على طردها بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا، إلا أن موسكو تتمتع بوضع مراقب، ولهذا يمكنها التحدث في المجلس.
ومن المفترض أن يتم تعيين خبير في منصب "مقرر خاص لمراقبة قمع المعارضين" بروسيا خلال أسابيع، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت موسكو ستسمح له بالدخول إلى أراضيها.
أناتولي جلاز المتحدث باسم الخارجية البيلاروسيةأناتولي جلاز المتحدث باسم الخارجية البيلاروسية
يبدو أن جائزة نوبل للسلام لم ترض أيا من الدول التي حصل مواطنوها عليها، فانتقدتها أوكرانيا، وسخرت منها بيلاروسيا.
لكنّ الحائزين على الجوائز حصلوا في المقابل على دعم غربي لدورهم وإشادات بشجاعتهم في "دعم حقوق الإنسان والديمقراطية".
لم يقاوما الحرب.. أوكرانيا تسخر من منح نوبل للسلام لروسي وبيلاروسي
خصوم بوتين يحصلون على نوبل للسلام 2022
رفض أوكراني
فأوكرانيا التي حصلت إحدى منظماتها لأول مرة في تاريخ البلاد على الجائزة مناصفة مع بيلاروسي ومنظمة روسيا، لم يعجبها منح الجائزة لمواطنين من بلدان تهاجم بلادها ضمن العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا، رغم معارضة الفائزين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال ميخايلو بودولياك، المستشار الرئاسي الأوكراني، إن "فهم لجنة نوبل لكلمة السلام مثير للاهتمام، في حصول ممثلين عن روسيا وبيلاروسيا اللتين تهاجمان بلادنا على الجائزة".
وتهكم بودولياك قائلا: "نوبل هذا العام رائعة، والفائزون لم ينظموا أي نوع من المقاومة ضد الحرب بأوكرانيا".
واعتبرت الرئاسة الأوكرانية في رسالة أخرى نشرها رئيس مكتبها أندري ييرماك على تليجرام، أن "الشعب الأوكراني الصانع الرئيسي لسلام يجب من خلاله أن نعيش من دون اعتداء".
سخرية بيلاروسية
وفي سياق متصل، سخرت بيلاروسيا من القرار، معتبرة أن قرار لجنة نوبل "مسيسا".
وقال أناتولي جلاز، المتحدث باسم الخارجية البيلاروسية، إن "قرارات لجنة نوبل مسيسة للغاية لدرجة أن ألفريد نوبل (مؤسس الجوائز) يتقلب في قبره بالتأكيد".
دعم غربي
في المقابل دعمت عواصم غربية الحائزين على جائزة نوبل للسلام، مشيدة بمنح الجائزة لممثلين عن المجتمع المدني في 3 دول.
ورحب بمنح الجائزة لثلاثة فائزين كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ووزير الخارجية جيمس كليفرلي، والمتحدث باسم حكومة ألمانيا فولفجانج بوشنر، معبرين عن دعمهم الشديد للفائزين.
وكانت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل أعلنت، الجمعة، فوز الناشط البيلاروسي أليس بيالياتسكي، ومنظمة "ميموريال" الروسية، و"مركز الحريات المدنية" المنظمة الأوكرانية غير الحكومية، بجائزة نوبل للسلام لعام 2022، لـ"توثيقهم انتهاكات حقوق الإنسان ودعمهم القيم الديمقراطية".