ولم يقر ترامب بخسارته أمام المرشح الديموقراطي جو بايدن، وبات يشير إلى أنه سيسعى لبلوغ البيت الأبيض مجدداً في انتخابات 2024 الرئاسية.
ومع اقتراب انتخابات منتصف الولاية الثلاثاء المقبل، عاود التركيز على نظريات المؤامرة التي يستخدمها منذ انتخابات 2016 وزاد اقتناعه بها إثر هزيمته.
وفي الشهرين الماضيين، شارك ترامب على موقع تروث سوشال حوالي 100 منشور يشكك في نزاهة الانتخابات، وفق تحليل لأكثر من 1200 تفاعل للرئيس السابق في تلك الفترة.
وكتب ترامب في 1 نوفمبر(تشرين الثاني) "ها قد عدنا مجدداً"، مرفقاً تصريحه بمنشور مضلل عن الانتخابات في ولاية بنسلفانيا التي تشهد دائماً تنافسياً حامياً، وقد تحدد الأسبوع المقبل إذا كان الجمهوريون سيستعيدون الغالبية في مجلس الشيوخ، وأضاف "انتخابات مزورة".
يذكر ذلك بأساليبه خلال انتخابات 2020 عندما غرد مراراً بأن بطاقات الاقتراع عبر البريد تعرضت للتزوير، وأثبتت لاحقاً عشرات قرارات المحاكم زيف ذلك الاتهام.
إصرار
ولكن الخبراء يقولون إن مثل هذه المعلومات المضللة قد تقوض الثقة مع تصويت الأمريكيين في أول انتخابات وطنية منذ اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير(كانون الثاني) 2021.
ويؤكد راسل مويرهيد أستاذ السياسة والديموقراطية في كلية دارتموث أنه "إذا قال القادة لأتباعهم إن الانتخابات غير موثوقة، فإن أتباعهم يصدقونهم"، ويضيف أن "إصرار ترامب على أن الانتخابات فاسدة، يحقق إلا أمراً واحداً، يفسد الديموقراطية الأمريكية".
ويتحدث ترامب بشكل مكثف عبر تروث سوشال، عشرات المرات أحياناً، وفي الشهرين الماضيين، هاجم بايدن والديموقراطيين، وانتقد التحقيقات ضده، ومجد تجمعاته والإنجازات التي حققها.
نتائج
كما أثنى ترامب على الجمهوريين الذين يدعمون مزاعمه عن الانتخابات، مثل كاري ليك التي أشارت إلى أنها قد ترفض النتائج إذا خسرت في الانتخابات لمنصب حاكم أريزونا، وزاد الرئيس السابق أيضاً تفاعله أكثر من أي وقت مضى مع المحتوى المتطرف، بما في ذلك عشرات المنشورات لمروجي نظرية المؤامرة "كيو أنون".
ورغم أن جمهور ترامب في تروث سوشال صغير نسبياً، 4.46 ملايين مقارنة مع 88.8 مليون متابع سابقاً على تويتر، يرى الخبراء أن المعلومات المضللة التي ينشرها يتردد صداها عبر الإنترنت.
والمشكلة هي أنه "عندما يضع ترامب السم في الماء، فإنه يتلف بحيرة بأكملها"، وفق مويرهيد الذي انتخب لعضوية مجلس نواب نيو هامبشاير عن الحزب الديموقراطي في 2020، بعد تأليفه كتاباً عن نظريات المؤامرة بعنوان "الكثير من الناس يقولون"، وهي عبارة يستعملها الرئيس السابق باستمرار.
ولم يستجب مكتب ترامب ولا لجنته الرئيسية للعمل السياسي "سيف أمريكا" لطلبات التعليق، ونشر الرئيس السابق مئات المقالات، واستطلاعات الرأي، والصور الساخرة المؤيدة له، بينها منشورات تشير إلى "كيو أنون".
تأثير كبير
وتقول ريبيكا ترومبل مديرة معهد البيانات والديموقراطية والسياسة بجامعة جورج واشنطن: "لا يزال لترامب تأثير كبير على الحزب الجمهوري، والساحة الإعلامية اليمينية، وكل ادعاء يصدر عنه يتردد".
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، شارك ترامب عدة منشورات كتبتها ميلودي جينينغز مؤسسة مجموعة تنظم دوريات مراقبة لصناديق الاقتراع المنتشرة في فضاءات عامة بولاية أريزونا لرصد المزورين المشتبهين.
وتضمنت المنشورات ادعاء بوجود مزورين أصوات في صندوق اقتراع قرب فينيكس، وشملت صورة لأحد الناخبين، وكان الناخب يودع أوراق اقتراعه وزوجته التي انتظرته في السيارة، وفق شاهد قدمها في دعوى قضائية ضد مجموعة جينينغز "كلين إلكشنز يو إس إيه"، وقدّم الناخب شكوى في الولاية على خليفة تعرضه للترهيب.
يذكر الحادث بادعاءات ترامب في 2020 القبض على موظفي انتخابات في جورجيا وهم يعدون "حقائب" من أوراق الاقتراع المزورة ليلاً، وخلص مسؤولو الولاية إلى أن الفيديو الذي أعاد ترامب نشره يظهر تعاملاً طبيعياً مع أصوات قانونية، لكن الضرر وقع.
وتلقت موظفة الانتخابات روبي فريمان وابنتها شايي موس تهديدات بالقتل، وغادرت فريمان منزلها شهرين بناء على طلب مكتب التحقيقات الفدرالي إف بي آي.
تويتر وفيس بوك
وعلى صعيد متصل، أشار المالك الجديد لتويتر إيلون ماسك إلى أنه يعتزم رفع الحظر على ترامب، لكن ليس قبل الانتخابات النصفية.
وإذا أعلن ترامب ترشحه للانتخابات المقبلة، فقد يشعر تويتر، وفيس بوك بالضغط لإعادة حسابي الرئيس السابق الذي كان نشطاً بكثافة على المنصتين.
ويؤكد بن بيرويك المحامي في منظمة "بروتك ديموكراسي" الداعمة للدعوى المرفوعة ضد "كلين إلكشنز يو إس إيه"، أن الأمر "ليس لعبة"، إذ إن "نظريات المؤامرة التي فضحت مثل تلك التي تدور حول ما يسمى مهربي بطاقات الاقتراع، تسبب ضرراً حقيقياً للأمريكيين".