قبل انطلاق مباراة المنتخب السعودي مع نظيره الأرجنتيني، كانت مواقع التواصل الاجتماعي تغص بتعليقات وفيديوات سخرية من النتيجة المتوقّع أن يفوز بها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه على ممثل العرب.
لكن، بعد إطلاق الحكم صفّارة نهاية اللقاء، أسكت "الأخضر" كل من راهن على خسارته بنتيجة ثقيلة، بفوزه التاريخي على راقصي "التانغو"، بهدفين رائعين سجلهما صالح الشهري وسالم الدوسري، بعدما تقدّم ممثل أميركا اللاتينية بهدف ميسي من ركلة جزاء. انتصار بطعم مختلف قد يكون الانتصار في كرة القدم أمراً عادياً لأي منتخب، لكن أن تفوز على أحد أبرز المنتخبات المرشّحة لإحراز اللقب العالمي، فهو بحد ذاته يدخل في خانة التاريخ الاستثنائي. دخل منتخب الأرجنتين المباراة أمام السعودية، وهو يدرك التفوّق الكبير الذي يصب لمصلحته، على مختلف الأصعدة، أبرزها الفني والبدني، وحتى بالأسماء الموجودة. حصل ما هو متوقّع، حين تقدّم ميسي للأرجنتين، قبل أن يسجّل المنتخب ثلاثة أهداف أخرى، ألغاها الحكم بداعي التسلل، لينتهي الشوط الأول بهدف يتيم. فجأة، اشتعلت مدرجات استاد لوسيل، الذي يستضيف نهائي كأس العالم يوم 18 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، بعد هدف التعادل للسعودية، وسط دعم جماهيري كبير. لم يستطع المنتخب الأرجنتيني تدارك الأمور سريعاً، فعاقبه "الأخضر" بهدف آخر عبر تسديدة "صاروخية" للدوسري، ليهيمن الصمت على مدرجات الخاسر، فيما خيّمت الفرحة على مدرجات الفائز.
فرصة كبيرة للتأهل
بات المنتخب السعودي أمام مسؤولية كبيرة، لكنها مثيرة بالنسبة إليه، حيث ضرب أكثر من عصفورين بحجر واحد، من خلال تحقيق ثلاث نقاط لم تكن بالحسبان، إضافة إلى وضع الأرجنتين تحت خطر الخروج من الدور الأول، في ظل وجود بولندا والمكسيك في المجموعة نفسها. ولم تعد الأمور سهلة على الأرجنتين، إذ أن المنتخب يحتاج إلى الفوز في المباراتين المقبلتين، تفادياً للإحراج المبكر، فيما يأمل ممثل العرب بمواصلة بدايته الرائعة في الجولة الثانية. طلب ولي العهد أزال الضغط؟ يبدو أن طلب ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، حين اجتمع بالمنتخب السعودي قبل سفره إلى الدوحة، أزال الضغط على اللاعبين، فظهروا بارتياح كبير. وطالب بن سلمان في حديثه للاعبين بأن يستمتعوا بهذه المباريات الثلاث (الدور الأول) من دون ضغوط نفسية يمكن أن تؤثر على أدائهم الطبيعي، مشيراً إلى صعوبة المجموعة في كأس العالم، وأنه ليس متوقعاً من المنتخب أي نتائج كبيرة.
بالعودة إلى ما سمعناه قبل المباراة أيضاً، فقد اعتبر المدرب الفرنسي لمنتخب السعودية هيرفيه رونار بأن "الأخضر" يخوض غمار نهائيات كأس العالم لمخالفة التوقعات، وتحقيق المفاجأة، في مشاركته السادسة في المونديال. والمنتخب السعودي هو ثاني الأدنى تصنيفاً من بين المنتخبات المشاركة في المونديال الحالي، لكن رونار اعتبر بأن هذا الأمر لا يعني شيئاً. وقال: "يناسبنا أن نلعب بثوب المنتخب غير المرشح، لأن ذلك يخفف من الضغوطات على كاهلنا، لكننا نشارك من أجل مخالفة التوقعات. في كل نسخة من كأس العالم تحدث مفاجآت كثيرة ونأمل أن نحقق واحدة". أضاف: "لا نشارك من أجل التنزه في الدوحة، بل من أجل تقديم أفضل مستوى لنا ونجعل السعوديين فخورين بنا في الملعب وفي السعودية، لقد أتوا بأعداد هائلة إلى هنا، ولا خيار أمامنا سوى إرضائهم". وعلق على مواجهة الأرجنتين في استاد لوسيل: "بطبيعة الحال سنعاني أمام منتخب متمرس، لكن يجب ان نتعلم المعاناة. التركيز هو المفتاح ليس فقط ضد الأرجنتين بل في مبارياتنا الثلاث في دور المجموعات، لأنك قد تلعب مباراة رائعة لكن اذا فقدت التركيز لثوان قليلة تدفع الثمن في بطولة مثل كأس العالم".
"نلعب ضد الأرجنتين وليس ميسي"
بدوره، أثار مدافع السعودية علي البليهي الجدل في تصريحه قبل المباراة، حين أكد أن منتخب بلاده سيلعب ضد نظيره الأرجنتيني، وليس ضدّ لاعب واحد. وقال البليهي إن المنتخب "جاهز للمباريات الثلاث وليس لمباراة الأرجنتين فقط"، مؤكداً أن كرة القدم تُلعب "11 لاعباً ضد 11". أضاف: "نحن نلعب ضد منتخب بأكمله وليس ضد لاعب واحد. موعدنا يوم الثلثاء بإذن الله".