مع صعود نجمها مرة أخرى، عادت تقارير إعلامية للحديث عن إمكانية أن تخلف، كيم يو جونغ، شقيقها زعيم كوريا الشمالية، والذي برغم صغر سنه نسبيا يعاني من بعض الاعتلالات الصحية.
وبحسب صحيفة "التايمز"، فإن المعلومات المتوفرة عن تلك المرأة الحديدية شحيحة للغاية، فما يعرف عنها أنها أصغر أبناء زعيم كوريا الشمالية الراحل، كيم جونغ إيل، وأنها قد تكون في منتصف الثلاثينات من العمر.
ويقال إنها وعلى غرار شقيقها، التحقت بمدرسة داخلية في سويسرا، وذلك قبل أن تعود إلى كوريا الشمالية للحصول على شهادة جامعية في علوم الكمبيوتر. وكان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، قد عين شقيقته على رأس وزارة الدعاية في العام 2014، وذلك قبل أن تتواتر أنباء عن عزلها بعد سخط أخيها على أدائها، إلى أن عادت للظهور بقوة مرة أخرى في العام 2017، ولتصبح "الرجل الثاني" في البلاد، وفقا لخبراء في الشأن الكوري الشمالي.
ومع الأيام توطدت علاقة الأخت الصغيرة بشقيقها البالغ من العمر 39 عاما، إذ باتت تظهر معه على الملأ في الكثير من المناسبات، كما أنها مثلت بلادها دبلوماسيا في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في كوريا الجنوبية في العام 2018، حيث جلست في حفل الافتتاح بجانب رئيس الجارة الجنوبية آنذاك، مون جاي إن.
وأثبتت القمة التي جمعت زعيما شطري شبه الجزيرة الكورية، وعقدت في بيونغ يانغ خلال شهر أيلول من العام 2018، الدور المؤثر لكيم يو جونغ في تحسين العلاقات بين البلدين اللدودين، والتي عادت إلى التوتر الشديد مؤخرا. ولكن بعض المحللين يرون أن فرصة تلك "السيدة الأنيقة" في تولي مقاليد الحكم غير مرجحة، إذ يقول ليونيد بيتروف، الخبير في شؤون كوريا الشمالية في الكلية الدولية للإدارة في سيدني: "من غير المحتمل أن يتم تنصيب أي من أعضاء عشيرة كيم لحكم كوريا الشمالية" بعد رحيل الزعيم الحالي.
ومن الأسباب التي قد تمنع الأخت من وراثة شقيقها في الحكم، وجود ابنه صغيرة للزعيم الديكتاتوري تدعى كيم جو أي، والتي ظهرت على الملأ أخيرا بصحبة والدها في موقع اختبار الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، مما أثار التكهنات بأنها قد تكون خليفته في نهاية المطاف.
وتذكر بعض التقارير غير المؤكدة أن كيم جونغ أون لديه طفلان آخران، صبي وفتاة صغيرة. وقال بيتروف: "إذا لم يكن لكيم جونغ أون خليفة ذكر، فإن من شأن ذلك أن يترك الباب مفتوحًا أمام كيم يو جونغ لترث الدور الأعلى في القيادة الكورية الشمالية".
وتابع: "ومع ذلك، وكما قلت سابقا أعتقد أنه من المرجح أن تخلف الزعيم الحالي قيادة جماعية مع انضمام بعض قريبات كيم يو جونغ إلى دائرة صانعي القرار من أجل منح تلك القيادة الجديدة شرعية إضافية". ومما يزيد من تعقيد قضية الخلافة في الحكم أن، كيم بيونغ إيل، أصغر أبناء مؤسس كوريا الشمالية وعم الزعيم الحالي لا يزال على قيد الحياة. وكان كيم بيونغ إيل قد عمل سفيراً في العديد من الدول الأوروبية، قبل أن يعود للاستقرار بشكل نهائي في كوريا الشمالية في العام 2019، بيد أن تقدمه في العمر وانعزاله عن الأسرة الحاكمة يؤشران إلى أنه لن يكون منافسا جادا على مقاليد السلطة في حال رحل ابن شقيقه عن الحياة قبله. تجدر الإشارة إلى أن كيم يو جونغ كانت قد لفتت الأنظار بقوة خلال الأسبوع الماضي عندما أطلقت تصريحات نارية وصفت فيها قادة كوريا الجنوبية بـ"الأغبياء". كما أنها حذرت الولايات المتحدة من أنها ستواجه "أزمة أمنية أكثر فتكاً"، وذلك بعد ساعات من إعلان مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد، في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي أن بلادها ستوزّع بياناً رئاسياً مقترحاً يدين اختبارات إطلاق محظورة لصواريخ من جانب كوريا الشمالية ونشاطات أخرى مزعزعة للاستقرار.