من قلب سيبيريا، يعمل فريق من العلماء الروس على إعادة إيقاظ الفيروسات القديمة، مما أثار مخاوف من وقوع حادث مؤسف قد يؤدي إلى جائحة جديدة.
يقوم العلماء في مركز أبحاث "Vector" في منطقة نوفوسيبيرسك الروسية بتحليل بقايا الماموث ووحيد القرن الصوفي وحيوانات أخرى من العصر الجليدي لتحديد وإحياء فيروسات ما قبل التاريخ، والمعروفة أيضًا باسم فيروسات الحفريات.
تم الحفاظ على الحيوانات بشكل مثالي تقريبًا في الأرض المتجمدة في ياقوتيا، وهي منطقة شاسعة في شمال شرقي سيبيريا حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى 55 درجة مئوية تحت الصفر. ويهدف البحث، الذي بدأ العام الماضي، إلى تحديد كيفية تطور الفيروسات. وبحسب تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية يعتبر مركز أبحاث فيكتور المختص في علوم الفيروسات مختبر أسلحة بيولوجية سوفيتية سابقا، وهو هو واحد من 59 مختبرا بيولوجيا تتمتع بأقصى درجات الأمان في العالم، كما أنه واحد من مختبرين (الآخر في أميركا) مسموح لهما بالاحتفاظ بعينات من فيروس الجدري القاتل.
ورغم ذلك، فقد تضررت سمعة المختبر الروسي، الشديد الحراسة، بعد وقوع عدد من الحوادث، ففي عام 2019، اندلع حريق في أحد منشآته، مما أدى إلى إصابة عامل وتحطيم بعض النوافذ، ونفى المعهد وقتها حدوث أي تسرب في الفيروسات إلى الخارج. ويضيف التقرير أنه في العام 2004، توفيت باحثة بعد وخز نفسها عن طريق الخطأ بإبرة تحتوي على فيروس الإيبولا، وفي هذا الصدد يقول البروفيسور الفرنسي كلافيري: "لن أكون واثقًا تمامًا من أن كل شيء قد جرى تحديثه في معهد فيكتور". ومثل جميع المختبرات عالية الأمان التي تحتوي على فيروسات قاتلة، يجري فحص المختبر الروسي بشكل دوري من قبل منظمة الصحة العالمية، ولم يجد أحدث تقرير لها في العام 2019 أي مخاوف كبيرة. ومع ذلك، لم يتمكن فريق منظمة الصحة العالمية من مراقبة الباحثين في المختبر بشكل عملي حيث تم إغلاق المنشأة بسبب "الصيانة المجدولة".
وجرى تجميد التعاون بين العلماء الغربيين وموسكو إلى حد كبير منذ أن بدأت الحرب الروسية على أوكرانيا.