تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح الأحد، تقارير كشفت عن "تلميح" بريطاني بشأن وقف المساعدات لكييف، ما أثار مخاوف أوكرانيا وحلفائها مع دخول الحرب مرحلة أكثر خطورة.
وعلى الجانب الميداني للحرب في أوكرانيا، أوردت الصحف تقارير أخرى أفادت بأن روسيا "أجبرت" على وقف إطلاق الطائرات دون طيار من شبه جزيرة القرم وسط مخاوف من الكرملين بتعرض المنطقة لهجوم أوكراني محتمل.
"تلميح" بريطاني يثير مخاوف أوكرانيا
ذكرت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية أن رئيس الوزراء، ريشي سوناك، قد أثار مخاوف من أن لندن ستسحب مساعداتها العسكرية لكييف، وذلك في الوقت الذي تدخل فيه الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة حرجة.
ووفقاً لتقرير الصحيفة، علم نيكولاس وات، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية، "بي. بي. سي"، أن سوناك طلب تقييمًا و"برنامج محاكاة" لتطورات الحرب في أوكرانيا. وشبّه مصدر في الحكومة البريطانية المحاكاة بلوحة توضيحية لكيفية استخدام الإمدادات العسكرية البريطانية.
وقالت "ديلي إكسبريس" في تقريرها إن طلب سوناك "المفاجئ" قد تسبب في إثارة الذعر في الوسط السياسي البريطاني، حيث تدخل الحرب الأوكرانية فصل الشتاء وربما مرحلة حاسمة، مشيرة إلى أن التقييم المستند إلى البيانات يهدف إلى دراسة تطورات الحرب وأهمية المساهمات العسكرية البريطانية هناك.
في المقابل، نفى مسؤول في الحكومة البريطانية التلميحات السابقة، وأكد أن سوناك يدعم أوكرانيا بقوة. يأتي ذلك في وقت وجهت فيه كييف نداءً ملحّا للحصول على مزيد من الأسلحة، حيث يسعى الجيش الأوكراني إلى توجيه ضربة حاسمة للقوات الروسية.
تحول إستراتيجي روسي.. واجتماع نادر لبوتين
سلطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الضوء على ما اعتبرته تحولا جذريا في إستراتيجية روسيا فيما يتعلق بالطائرات دون طيار التي تستهدف البنية التحتية لأوكرانيا، مشيرة إلى أن موسكو "أُجبرت" على تغيير موقع إطلاق المسيرات من شبه جزيرة القرم بسبب مخاوف تعرض المنطقة لخطر هجوم أوكراني محتمل.
الضربات الروسية تهدف إلى إثارة استياء مجتمعي في أوكرانيا، لكنها من غير المرجح أن تكسر الإرادة الشعبية.
معهد دراسات الحرب
ونقلت المجلة عن تقرير أصدرته وزارة الدفاع البريطانية أمس السبت، قوله إن موسكو "أوقفت" إطلاق الطائرات دون طيار من شبه جزيرة القرم، موضحا أنه تم نقل مواقع إطلاقها إلى منطقة كراسنودار بجنوب روسيا.
وأشارت وزارة الدفاع البريطانية في تقريرها الأخير إلى كيفية قيام روسيا بتصعيد حملتها من الضربات بعيدة المدى على البنية التحتية الأوكرانية، والتي تألفت في الغالب من صواريخ تطلق من الجو والبحر، بالإضافة إلى المسيرات الانتحارية التي حصلت عليها من إيران، والمعروفة باسم "كاميكازي".
ووفقاً لـ"نيوزويك"، قال التقرير البريطاني إنه بالإضافة إلى إبعاد الخطر عن شبه جزيرة القرم، تعد خطوة الكرملين "مناسبة لإعادة الإمداد من نقطة وصول الأسلحة المحتملة من روسيا عبر منطقة أستراخان". ويأتي التقرير في الوقت الذي نفذت فيه موسكو حملة صاروخية واسعة النطاق، يوم الجمعة، ضد البنية التحتية للطاقة الأوكرانية.
وقال "معهد دراسات الحرب"، ومقره واشنطن، إن الضربات تهدف إلى إثارة "استياء مجتمعي في أوكرانيا، لكنها من غير المرجح أن تكسر الإرادة الشعبية." وأضاف أنه في حين أن الضربات تشكل تهديدًا للمدنيين الأوكرانيين، إلا أنها "لا تعمل على تحسين قدرة القوات الروسية على القيام بعمليات هجومية في أوكرانيا."
بالإضافة إلى إبعاد الخطر عن شبه جزيرة القرم، تعد خطوة الكرملين بوقف إطلاق المسيرات، مناسبة لإعادة الإمداد من نقطة وصول الأسلحة المحتملة من روسيا عبر منطقة أستراخان.
تقرير لوزارة الدفاع البريطانية
في سياق متصل، قام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بزيارة نادرة ومفاجئة لمقر مركز العمليات الخاص بالحرب الأوكرانية واجتمع مع كبار ضباط الجيش، في خطوة اعتبرتها صحيفة "نيويورك تايمز" إشارة إلى تحول من موقفه العام الذي يتسم بعدم التدخل إلى حد كبير، إلى دور أكثر نشاطًا في التخطيط للحرب.
وكان الكرملين صرح أمس في بيان بأن بوتين زار، الجمعة، المقر العسكري في مكان لم يكشف عنه، كما أنه ترأس اجتماعا عامّا مع كبار الضباط الروس وعقد اجتماعات منفصلة مع قادة مختلفين.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه نظرًا لأن الحملة العسكرية الروسية عانت من سلسلة من "نكسات مؤلمة ومحرجة"، فقد نأى بوتين بنفسه عن الأخطاء الفادحة لجنرالاته لأنه لا يرغب في ربط نفسه بالهزيمة، مشيرة إلى أن الزعيم الروسي طالما حافظ على هدوئه.
وأضافت الصحيفة "على سبيل المثال، لم يعلق بوتين علنًا على انسحاب جيشه من مدينة خيرسون الإستراتيجية بجنوب أوكرانيا. كما إنه لم يقم بزيارات عامة إلى الخطوط الأمامية أو حتى المناطق التي استولت عليها روسيا."
ونقلت الصحيفة عن المحلل العسكري الروسي، يوري فيودوروف، قوله إن اجتماع الجمعة أظهر تحولًا في نهج بوتين. وأضاف أن الاجتماع يبعث برسالة مفاداها أن الزعيم الروسي "هو المسؤول كما إنه مهتم بتطورات الحرب".
اجتماع الجمعة أظهر تحولًا في نهج بوتين. إذ يبعث برسالة مفاداها أن الزعيم الروسي هو المسؤول كما إنه مهتم بتطورات الحرب.
المحلل العسكري الروسي، يوري فيودوروف
وفي مقابلة هاتفية مع "نيويورك تايمز"، صرح فيودوروف "لقد أظهر بوتين أنه مسؤول عن الوضع في الجبهة. هذا ليس من قبيل الصدفة في ضوء التقارير التي تفيد بأن روسيا قد تكون مستعدة لشن هجوم جديد في أوكرانيا."
وقال محللون آخرون للصحيفة إنه إلى جانب العرض المسرحي المصمم لإظهار أنه في موقع السيطرة، خدم الاجتماع عددًا من الأهداف الأخرى لبوتين، إذ شكل اللقاء فرصة نادرة له للظهور مع كبار قادته، بما في ذلك وزير الدفاع، سيرجي شويغو، ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، وذلك بعد إشاعات تشير إلى وجود خلافات فيما بينهم.