هكذا غيرت حرب أوكرانيا العالم

عربي ودولي
قبل سنة 1 I الأخبار I عربي ودولي

فرضت الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا في شباط (فبراير) تغيرات وتحديات طاولت العالم بأسره. فاستعرضت مجلة "التايمز" البريطانية 20 عاملاً برز نتيجة هذا النزاع. 

 

1. إضعاف بوتين وروسيا

عشية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط (فبراير)، بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذروة قوته. لكن بعد عشرة أشهر، بات محاصراً في حرب اتخذت مساراً خاطئاً، من دون وضع استراتيجية واضحة للخروج منها. ويشير إلغاء مؤتمره الصحافي السنوي، الأسبوع الماضي، إلى قلقه بشأن التنديد المتزايد بالنزاع، كما انتشرت شائعات حول اصابته بمرض عضال وخططه للفرار. فلا شك في أن الأمور لا تسير على النحو الذي خطط له زعيم الكرملين. وبعدما نبذه الغرب، وجد وضعاً جديداً غير متوقع في العالم النامي.

 

2. تأجيج مخاوف من حرب نووية

للمرة الأولى منذ ذروة الحرب الباردة في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، شاع حديث مقلق عن احتمال نشوب حرب نووية. وهذه المرة، لا تتعلق التكهنات بتبادل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات بين واشنطن وموسكو، بل بالظروف التي قد تدفع بوتين إلى شن ضربة بسلاح نووي "تكتيكي"، إن حاولت أوكرانيا استعادة شبه جزيرة القرم، التي ضمتها دولته إلى أراضيها عام 2014. ويرى الباحث أندرو موناغان أن الخوف من تصعيد مماثل دفع "منظمة حلف شمال الأطلسي" (الناتو) إلى استبعاد محاولة فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، وهو ما كان يمكن أن يؤدي إلى اشتباكات بين الطائرات الغربية والروسية.

 

3. إلقاء الضوء على تايوان

ألقت الحرب في أوكرانيا الضوء على المخاوف، لا سيما في الولايات المتحدة، بشأن مخططات الصين بشأن تايوان. ولا شك أن المقاومة الأوكرانية الشرسة دفعت الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى إعادة النظر في شن أي غزو محتمل لتايوان. مع ذلك، استفاد الزعيم الصيني من ابتعاد روسيا من الغرب واعتمادها على الصين، ما يثبت تغير ميزان القوى على مدى عقود. 

 

4. زيادة التضخم والاضطرابات الصناعية في المملكة المتحدة

دفعت هذه الحرب التضخم في بريطانيا إلى أعلى مستوى له منذ أربعة عقود، ما أدى إلى ارتفاع تكلفة السلع وسعر الفائدة المفروضة على القروض العقارية. وأوضح المحرر الاقتصادي ديفيد سميث أن تكاليف الطاقة المنزلية ارتفعت بنسبة 88 في المئة خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. ويعزى نصف معدل التضخم الحالي في المملكة المتحدة البالغ حوالي 11 في المئة إلى ارتفاع تكاليف الطاقة والزيادات ذات الصلة في أسعار المواد الغذائية وغيرها.

 

5. فرار 14 مليون لاجئ أوكراني 

استقبلت بريطانيا أكثر من 100 ألف لاجئ أوكراني، لكن هذا العدد ليس سوى نسبة صغيرة من إجمالي الذين فروا من الحرب. وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الشهر الماضي، إن حوالي 14 مليون أوكراني تركوا منازلهم في "أسرع وأكبر نزوح منذ عقود". وفر أكثر من 7.8 مليون أوكراني إلى الدول الأوروبية. وحذرت منظمة الصحة العالمية من احتمال نزوح ما بين مليونين وثلاثة ملايين آخرين في الشهر المقبل، إذ تخطط روسيا لمهاجمة البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في الشتاء. 

 

6. الفرار من روسيا

خلال الأشهر العشرة الماضية، يعتقد البعض أن عدد الذين غادروا روسيا يفوق العدد الذي سجل في أعقاب الثورة البلشفية عام 1917. وفر معظم المواطنين إلى جورجيا وكازاخستان وأرمينيا وتركيا. وغادر عشرات الآلاف بعد وقت قصير من اندلاع الحرب، عندما منع بوتين أي تشكيك في حكمة ما أصر على تسميته "عملية عسكرية خاصة". ويُعتقد أن 700 ألف رجل في سن الخدمة العسكرية فروا لتجنب التجنيد الإجباري بعدما أعلن بوتين عن تعبئة "جزئية" في 21 أيلول (سبتمبر).  

 

7. تصاعد خطر المجاعة في أفريقيا

لطالما كانت أوكرانيا مصدراً رئيسياً للحبوب. والعام الماضي، أشارت التقديرات إلى أنها وفرت غذاء لنحو 400 مليون شخص حول العالم. وخلال الأشهر الخمسة الأولى من الحرب، لم تتمكن من تصدير الحبوب عبر طرق الشحن الأساسية من البحر الأسود، ما أدى إلى تفاقم المجاعة التي بدأت في اجتياح إثيوبيا وكينيا والصومال، وهي دول كانت تحصل على 90 في المئة من القمح من أوكرانيا وروسيا. وسمحت صفقة أبرمت في تموز (يوليو) لأوكرانيا باستئناف الصادرات، لكن شرق إفريقيا، إلى جانب الكثير من دول العالم النامي، تضرر بشدة من الزيادات الحادة في أسعار المواد الغذائية والأسمدة والوقود.

  8. عزل الاقتصاد الروسي

ساعد ارتفاع أسعار الطاقة منذ الغزو في تمويل آلة الحرب في موسكو، رغم أن الإيرادات ستنخفض بسبب الحد الأقصى لسعر البرميل البالغ 60 دولاراً، الذي فرضه الاتحاد الأوروبي هذا الشهر على صادراته النفطية. وعامة، تشير العقوبات إلى أن الاقتصاد الروسي قد ينكمش بنسبة تصل إلى 4.5 في المئة هذا العام. وأغلقت معظم الشركات الأميركية والأوروبية في روسيا أبوابها. ويهدف حظر الاستيراد إلى قطع إمدادات التكنولوجيا الغربية التي يمكن استخدامها في أنظمة الأسلحة، بينما تقوم شركات الطيران الروسية بتجريد الطائرات من قطع الغيار التي لم تعد قادرة على شرائها من الخارج. ومع ذلك، لا تزال إمدادات أشباه الموصلات تتدفق، وذلك بفضل شبكات التهريب أو المستوردين في تركيا أو هونغ كونغ، ومراكز تجارية لم تفرض عقوبات على الدولة.

 

9. الغموض يكتنف أكبر دولة في العالم

روسيا، التي وصفها ونستون تشرشل بأنها "لغز، ملفوف بلغز، داخل لغز"، باتت أكثر غموضاً بعدما غادر الكثير من المراسلين الغربيين إلى البلدان المجاورة. وتم تكميم أفواه وسائل الإعلام الروسية المستقلة، بينما اكتظت أوكرانيا بالصحافيين من مختلف أنحاء العالم.

 

10. اعتماد الطاقة الخضراء

توفر أسعار الطاقة المرتفعة حافزاً أكبر لتركيب ألواح شمسية ومضخات حرارية. وسارعت الحكومات البريطانية والأوروبية إلى إيجاد حلول بديلة عن الطاقة، وشراء المزيد من الغاز المسال من قطر والولايات المتحدة. 

 

11. إحياء دور "الناتو"

أعادت الحرب إحياء دور "الناتو" الذي شكك به البعض بعد نهاية الحرب الباردة. وعزز الحلف نشر قواته في بولندا ودول البلطيق ودول أخرى على خط الجبهة الشرقي. وطلبت فنلندا والسويد الانضمام إلى الحلف، رغم أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عرقل طلباتهما، وحاول استخدام القضية لإقناع ستوكهولم باتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الجماعات الكردية التي تتخذ من السويد مقراً لها وتعارض نظامه.

 

12. لمحة عن مستقبل الحرب

يدرس استراتيجيون عسكريون هذه الحرب من كثب، من خلال ألفي قمر اصطناعي من "ستارلينك". ويجادل الأستاذ في دراسات الحرب مايكل كلارك، أن هذه الحرب تكشف نوع النزاع الذي لا بد من الاستعداد لخوضه في المستقبل. 

 

13. أهمية الكاريزما لدى القيادي 

أصبح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إحدى الشخصيات الرائدة في العالم. وغالباً ما كان يرتدي قميصاً كاكياً خلال بثه مقاطع ليلية لرفع الروح المعنوية للأمة. وظهر عبر الفيديو في كل مكان، بدءاً من مجلس العموم ووصولاً إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار.

   14. اعتماد ألمانيا على روسيا كشفت الحرب عن المدى المحرج الذي غذى فيه النفط والغاز الروسي الرخيص نمو ألمانيا في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى اعتماد البلاد الخطير على موسكو. وفي غضون أيام من الغزو، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز عن إصلاحات رئيسية لسياسة الدفاع والطاقة. 

 

15. طفرة في صناعة الأسلحة

ليست ألمانيا الدولة الوحيدة التي تعيد تسليح نفسها، بل تعمل دول بعيدة عن الصراع مثل اليابان وكوريا الجنوبية أيضاً على زيادة الإنفاق الدفاعي. ويعطي ذلك دفعة لصانعي الأسلحة الأميركيين والأوروبيين، الذين توفر لهم الحرب في أوكرانيا مسرحاً لسلعهم.

  16. تعزيز الهوية الأوكرانية بعدما كان البعض لا يميز بين أوكرانيا وروسيا قبل الحرب، لم يعد الخلط بين الدولتين مقبولاً. وألقى النزاع الضوء على تاريخهما الطويل والمتشابك، الذي يشمل المجاعة الكبرى بين عامي 1932 و1933 التي أدت إلى مقتل ملايين الأوكرانيين.

  17. العلاقات المقطوعة في الرياضة والعلوم والفنون استضافت روسيا مونديال 2018 لكنها استبعدت من تصفيات قطر. وحظرت مسابقات أخرى مشاركة رياضيين روس، باستثناء التنس وركوب الدراجات، حيث سمح لهم بالتنافس كمشاركين "محايدين". وواجهت الفنون معضلة، إذ صنف قائد الأوركسترا المفضل لدى بوتين فاليري غيرغيف شخصاً غير مرغوب فيه في الكثير من قاعات الحفلات الموسيقية الأوروبية، لكن لا يزال موسيقيون روس آخرون يعزفون.

 

18. حرب باردة في القطب الشمالي

تلقت العلاقات بين روسيا وجيرانها في القطب الشمالي ضربة قوية، ما أنهى ثلاثة عقود من التعاون الذي بدأ عام 1996، مع إنشاء المجلس الشمالي المؤلف من ثمانية أعضاء. وعُلقت أنشطة المجلس في اذار (مارس)، بعد رفض أعضائه الغربيين السبعة العمل مع روسيا التي تولت رئاسته بالانابة. وقد يعيق العمل على حماية البيئة والتنمية المستدامة في منطقة شديدة الحساسية.

 

19. رحلات جوية أطول

اضطرت شركات الطيران البريطانية والأوروبية التي تنظم رحلات من آسيا وإليها إلى اتخاذ مسارات أطول وأكثر تكلفة، في ظل منعها من التحليق فوق المجال الجوي الروسي. 

 

20. مالك جديد لنادي تشيلسي

بعد 19 سنة من ملكية رومان أبراموفيتش، اشترى كونسورتيوم برئاسة تود بوهلي، رجل الأعمال والمستثمر الأميركي الملياردير نادي تشيلسي لكرة القدم في أيار (مايو)، مقابل 4.25 مليار جنيه إسترليني.