شدد الدبلوماسي السوري السابق، بسام بربندي -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- على أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية حتى يتمكن اللاجئون من العودة إلى قراهم وبيوتهم، مؤكدا أن المساعدات الإنسانية التي تقدم لهم هي الحد الأدنى لبقائهم على قيد الحياة.
واعتمد مجلس الأمن الدولي، بالإجماع قرارا يمدد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا لمدة 6 أشهر عبر الحدود من معبر باب الهوى الحدودي إلى شمال غربي سوريا دون إذن من النظام السوري.
وصوّتت لصالح القرار الذي قدمته البرازيل وسويسرا جميع الدول الأعضاء في المجلس. ويمدد القرار ولاية الآلية حتى 10 تموز المقبل وبموجبه يتعين إصدار قرار جديد لأي تمديد آخر. ووصف بربندي قرار مجلس الأمن بأنه استمرار لإعطاء الحد الأدنى لبقاء 4 ملايين لاجئ سوري في شمال غربي سوريا على قيد الحياة، وهو ليس قرارا لتحسين ظروفهم خاصة في ظل موجة البرد والثلوج والأمطار.
وقال إن حل مشكلة اللاجئين السوريين يرتبط بحل سياسي، وعلى النظام والمعارضة أن يقدما تنازلات من أجل ذلك، مشيرا إلى أن اللاجئ السوري في الأردن أو لبنان أو العراق يمكنه العودة إلى سوريا، لكن الذي يمنعه هو خشيته من النظام وتصرفاته مثل الملاحقات الأمنية وغيرها. ولم يستبعد الدبلوماسي السوري السابق أن يكون التحرك الروسي والتركي والأميركي داخلا في إطار البحث عن آلية للحل السياسي في سوريا، وقال إن ذلك سينعكس على موضوع المساعدات الإنسانية، حيث سيتم تجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية في المرة المقبلة دون عراقيل. وعن المرونة التي أبدتها روسيا في المفاوضات التي قادت إلى صياغة قرار مجلس الأمن بشأن تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية، أوضح ضيف برنامج "ما وراء الخبر" أن الدول الغربية المانحة أوجدت آلية جديدة لإدخال المساعدات إلى شمال غربي سوريا خارج إطار الأمم المتحدة وخارج إطار ما سمّاه الابتزاز الروسي، وذلك في حال قامت موسكو بعرقلة القرار الأخير. وربط الموقف الروسي بالأزمة الأوكرانية وتداعياتها على روسيا نفسها.
عائلات عاجزة عن تأمين احتياجاتها الأساسية وأرجع الأستاذ في معهد العلاقات الدولية الروسي، نيكولاي سيرغوف مرونة روسيا إلى عدم رغبتها في تخريب علاقاتها أكثر مع واشنطن والغرب، وحرصها على إبقاء علاقاتها المهمة مع تركيا، بالإضافة إلى أنها منهكة من الحرب في أوكرانيا ولا تريد مشاكل مع الأميركيين في سوريا وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
ونوّه سيرغوف إلى أن موسكو لم تعرقل قرار مجلس الأمن، لكنها تخشى من أن يؤدي إدخال المساعدات الإنسانية إلى السوريين عبر معبر باب الهوى إلى وصولها ما وصفتها بالمجموعات المسلحة في إدلب، وأنها ترى أيضا أن الأمم المتحدة لا توفر المساعدات الإنسانية للسوريين الموجودين في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري والذي قال إنهم يعيشون أوضاعا صعبة.
وطالب بمساعدات للسوريين في مناطق سيطرة النظام من كل أعضاء المجموعة الدولية، قائلا إن روسيا وإيران الموجودتين على الأرض في تلك المناطق ليس لديهما الأموال الكافية لإصلاح الدمار الحاصل في البنى التحتية.
يذكر أن منظمة "منسقو استجابة سوريا" كشفت أن أعداد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في سوريا تجاوزت 15 مليون نسمة، وهي الأعلى منذ عام 2011. وبحسب تقرير فريق المنظمة فإن أكثر من 50% من المحتاجين صنفوا على درجة شديدة من الاحتياج. وكانت تقارير أممية قد ذكرت أن 85% من العائلات عاجزة عن تأمين احتياجاتها الأساسية، وأكثر من 12 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي.