خلال الحرب العالمية الأولى، أقدم العديد من الأطراف المتحاربة على تطوير نموذجها الخاص من الدبابات التي استخدمت لأول مرة في ساحات المعارك، من قبل البريطانيين، منصف شهر أيلول1916 بمعركة السوم (Somme).
وبينما اتجه البريطانيون للاعتماد على دبابات مارك (Mark)، أنتج الفرنسيون دبابة رينو إف تي 17 (Renault FT) التي صنفت كأول نموذج للدبابات المعاصرة.
وفي المقابل، أنتج الألمان دبابة إيه 7 في (A7V)، غريبة الشكل، التي فشلت في إثبات نجاعتها على ساحات المعارك.
وعلى الجبهة الشرقية، أنتج الروس دبابة القيصر التي صنفت كأسوأ دبابة بالتاريخ، بسبب شكلها الذي كان أشبه بالدراجة الهوائية الكبيرة.
هجوم ألماني أخير خلال ربيع العام 1918، كانت الوضعية العسكرية للجيش الألماني على الجبهة الغربية صعبة. فعقب خسارته ملايين الجنود طيلة سنوات الحرب، عانى الجيش الألماني من نقص فادح بالموارد البشرية. ومع تزايد مخاوفهم من توافد مزيد من القوات الأميركية على الجبهة، حاول الألمان شن هجوم كبير ضد الفرنسيين والبريطانيين أملا في كسب مزيد من الأراضي وإجبار كل من باريس ولندن على قبول شروط برلين لإنهاء الحرب.
أواخر شهر نيسان 1918، شن الألمان هجوما للسيطرة على مدينة أميان (Amiens) الفرنسية أملا في خلق ثغرة تفصل بين القوات البريطانية والفرنسية على الجبهة الغربية. وبطريقهم نحو أميان، اتجه الألمان للتدخل بمدينة فيليه بروتونوه (Villers-Bretonneux) التي اعتبرتها القيادة العسكرية الألمانية نقطة عبور رئيسية نحو النصر. ولإنجاح هذا الهجوم، لجأ الألمان لجمع أكبر عدد ممكن من دباباتهم استعدادا لمقارعة البريطانيين الذين امتلكوا بدورهم بعض الدبابات بالمنطقة. أول معركة دبابات إلى ذلك، امتلك البريطانيون بالمنطقة حوالي 12 دبابة من نوع مارك 4 التي دخلت الخدمة عام 1917. وحسب التصاميم، بلغ وزن هذه الدبابة حوالي 28.4 طنا وزودت بمحرك بلغت قوته 105 أحصنة مما خول لها بلوغ سرعة قصوى تقدر بنحو 6.4 كلم بالساعة. وفي الأثناء، أنتج البريطانيون نسختين من هذه الدبابة، التي تكون طاقمها من 8 أفراد، زودت الأولى بثلاثة مدافع وثلاثة رشاشات بينما امتلكت الثانية خمسة رشاشات.
وفي المقابل، جمع الألمان 12 دبابة من نوع إيه 7 في التي بلغ وزنها 29.9 طنا تزامنا مع امتلاكها لطاقم قدر بنحو 18 جنديا. وللعمليات القتالية، زود الألمان هذه الدبابة بمدفعين عيار 57 ملم إضافة لستة رشاشات. على ساحة المعركة قرب فيليه بروتونوه يوم 24 أبريل 1918، شهد العالم أول معركة دبابات بالتاريخ. وأثناء هذه المعركة، خسر البريطانيون ستة دبابات تعرضت لأضرار جسيمة أثناء العمليات القتالية. وفي المقابل، تعطبت دبابتان ألمانيتان على أرض المعركة عقب تعرضهما لعطل ميكانيكي. فضلا عن ذلك، أصيبت دبابة ألمانية ثالثة بقذائف بريطانية عديدة واضطر طاقمها لإخلائها والهرب خوفا من انفجار مخزن الذخيرة بداخلها. إلى ذلك، جرت معركة الدبابات هذه بمحض الصدفة حيث لم يتوقع كلا الطرفين استخدام الطرف الآخر للدبابات. من ناحية أخرى، لم يتمكن أي من الطرفين من تحقيق نصر بهذه المعركة بسبب تصاميم دبابات تلك الفترة التي كانت مخصصة فقط لعبور الخنادق.