الحرب في الشرق الأوسط أقرب مما تعتقد

عربي ودولي
قبل سنة 1 I الأخبار I عربي ودولي

يبدو أن الولايات المتحدة أقرب إلى المشاركة في حرب أخرى في منطقة الشرق الأوسط. إن التقليل من هذا الخطر يتطلب تغييراً سريعاً في السياسة من قبل إدارة لا تزال تكافح لفهم أخطر أزمة دولية منذ أواخر الثلاثينيات.

 

 

 

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، "تولت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سدة الرئاسة وقدمت استراتيجية جيوسياسية ممتازة ومتماسكة. وعدت الإدارة أنها ستعالج تحدي الصين من خلال التسبب في خلاف بين بكين وحلفائها.

 

 

وقالت إنها ستكبح جماح روسيا من خلال استيعاب رئيسها فلاديمير بوتين كما وستساهم في إرساء الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط من خلال إحياء الصفقة النووية مع إيران حتى في الوقت الذي كانت تتبع فيه سياسات التجارة والأمن للحد من صعود الصين".

 

 

 

وتابعت الصحيفة، "منذ البداية، عرفت الإدارة أن نظام العالم الذي تقوده الولايات المتحدة كان في ورطة، لكنها قللت من شدة التهديد وسوء فهم أسبابه. كان فريق بايدن على اطلاع منذ اليوم الأول على التحدي الذي تشكله الصين، لكنه فشل في فهم مدى ضعف أسس القوة الأميركية، أو إلى أي مدى كانت الدول التعديلية، كالصين وروسيا وإيران وفنزويلا وسوريا، على استعداد للتعاون بهدف إضعاف الهيمنة الأميركية.

 

 

بعد مرور عامين، ها هي إدارة بايدن تكافح لمواجهة فشل تصميمها الأصلي. لقد أدى خطاب الإدارة العدواني وسياستها تجاه الصين إلى زيادة حدة عداء بكين. ولكن عوضاً عن مواجهة الصين المعزولة، تواجه إدارة بايدن تحديات متزامنة في كل من أوروبا والشرق الأقصى".

 

 

وأضافت الصحيفة، "والاسوأ من ذلك، أن مسيرة إيران الحثيثة نحو الأسلحة النووية، بالتزامن مع شراكتها العميقة مع روسيا، تدفع الشرق الأوسط بشكل مطرد نحو حربٍ من المرجح أن تُشرك الولايات المتحدة فيها، حربٌ تسعى إدارة بايدن إلى تجنبها بشدة. بالنسبة لبوتين، فإن المواجهة العسكرية ستكون بمثابة نعمة مطلقة. سوف ترتفع أسعار النفط، وسيساهم ذلك بملء خزانات موسكو ويزيد الضغوط على أوروبا.

 

 

حينها، سيتعين على البنتاغون تقسيم الأسلحة المتاحة بين أوكرانيا وحلفاء الشرق الأوسط. إن التوازن في مضيق تايوان سيصبح بشكل كبير لصالح الصين. كما وسيؤدي ارتفاع أسعار الطاقة إلى زيادة التضخم في الولايات المتحدة وذلك في الوقت الذي يحاول فيه بايدن إقناع الديمقراطيين المناهضين للحرب بدعم مشروع عسكري أميركي آخر في الشرق الأوسط".

 

 

وبحسب الصحيفة، "وفي حين أن روسيا قد تعارض حصول إيران على سلاح نووي، إلا ان بوتين قد يقرر، في ظل الظروف الحالية، مساعدة إيران على تجاوز العتبة النووية. إلا أن الدكتاتور الروسي ليس بحاجة للذهاب إلى هذا الحد. ببساطة، ومن خلال زيادة القدرات العسكرية الإيرانية التي تحد من قدرة إسرائيل على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، يمكن أن يجبر بوتين إسرائيل على توجيه ضربة استباقية من شأنها أن تفجر حرباً إقليمية.

 

 

لا يمكن للولايات المتحدة إجبار إيران وروسيا على تجنب الإجراءات التي تؤدي إلى اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، لكن السياسة القوية من جانب الولايات المتحدة قد تردعهما".

 

وأضافت الصحيفة، "لسوء الحظ بالنسبة لإدارة بايدن، فإن هذا ينطوي على وجه التحديد على نوع الموقف المتشدد الذي يبغضه العديد من الديمقراطيين، بمن فيهم كبار مسؤولي بايدن، بشدة. إن هجمات المسيرات وغيرها من الاستفزازات التي تقوم بها إيران وحلفاؤها تجاه السعوديين والإماراتيين وجيرانهم يجب أن تُقابل بنوعٍ من الرد العسكري الأميركي الذي لا يدع مجالاً للشك في عزم الولايات المتحدة على الانتصار.

 

إن أفضل طريقة لتجنب الحرب، وتقليل المشاركة الأميركية المباشرة في حالة اندلاع الحرب، هي التأكد من أن حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لديهم القدرة على الدفاع عن أنفسهم".

وختمت الصحيفة، " يبدو أن الإدارة تتحرك، ببطء، في الاتجاه الصحيح في الشرق الأوسط، ولكن الوقت ليس إلى جانبها".