بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على الزلزال المدمّر، توجّه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الى شمال غرب سوريا وسط انتقادات حادّة للأمم المتحدة ومنظماتها لتأخر استجابتها للكارثة في المنطقة الأكثر تضرّراً في سوريا.
وصل غيبرييسوس الى محافظة إدلب آتياً من تركيا. وزار وفق وكالة "فرانس برس" ثلاثة مستشفيات في بلدات باب الهوى وعقربات وسرمدا، كما تفقّد مركز إيواء للمتضرّرين من الزلزال في بلدة كفرلوسين.
وقال غيبرييسوس إن التمويل الحالي وفتح معابر حدودية إضافية ليسا إجراءين كافيين لمساعدة المنكوبين، مضيفا أنه "شعر بالانزعاج والحزن عندما زار المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة".
وأضاف في مؤتمر صحافي: "لا أظنّ المعابر الثلاثة القائمة كافية. أي إمكانية متاحة للوصول يجب أن تستغل".
ودعا غيبرييسوس المجتمع الدولي والحكومات، إلى بذل أقصى الجهود من أجل مساعدة أولئك الذين يعانون من خسارة لا يمكن تصوّرها ومن الفقر والحرمان.
وقال: "يحتاج السكان في شمال غرب سورية، إلى مساعدة المجتمع الدولي للتعافي وإعادة البناء". وتعدّ الزيارة الأولى لمسؤول أممي رفيع للمنطقة، حيث سبق وأقر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث بخذلان المنظمة لآلاف السوريين المنكوبين في شمال غرب سوريا. وتسبب الزلزال بمقتل قرابة ستة آلاف شخص، منهم 4.537 في مناطق شمال غرب سوريا.
وجاءت زيارة غيبرييسوس الى الجانب السوري من الحدود مع تركيا، بعد زيارة سابقة لدمشق بعد اربعة ايام فقط على وقوع الزلزال، ومنها توجه إلى مدينة حلب في طائرة حملت حوالى 37 طنا من الإمدادات الطبية الطارئة استجابة للزلزال. ويقطن في إدلب وشمال حلب أكثر من أربعة ملايين شخص، نحو نصفهم من النازحين، ويعتمد 90% منهم على المساعدات الإنسانية. ودعت الحكومة المؤقتة إلى عدم حصر ملف المساعدات في السلل الغذائية رغم أهميتها، والتركيز على مشاريع التنمية وتحسين المستوى المعيشي للمدنيين، إضافة إلى دعم القطاع الصحي والتعليمي.