خبير أمريكي: الهدنة بين السعودية وإيران لن تنهي الحرب اليمنية

محليات
قبل سنة 1 I الأخبار I محليات
�جرت إذاعة “أن بي أر” الأمريكية حوارا مع الخبير في السياسة الدولية جوست هيلترمان، عضو مجموعة الأزمات الدولية، عن الهدنة التي أبرمت مؤخرا بين كل من السعودية وإيران، بواسطة صينية.  بعد سنوات من العداء بين إيران والسعودية، تم الاتفاق على إعادة العلاقات، وهذا السلام المذبذب جاء بوساطة صينية، بعد أن أعلنت أن مسؤولين من الدول الثلاثة تقابلوا في بكين لعدة أيام قبل أن يناقشوا الاتفاقية، وهذا الإعلان الذي صدر عن الدول الثلاثة يشير إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات الدبلوماسية بين القوتين العظميين وفتح سفارات للبلدين في كل من الرياض وطهران. هذا التدخل الصيني أزعج أمريكا التي توترت علاقتها في السنوات الأخيرة مع كل من السعودية والصين. وفي هذا الصدد، قال هيلترمان إن التأثير الرئيس لهذه الاتفاقية سيكون على الصراع، فاستعادة العلاقات يعني الرغبة في تقليل حدة الصراعات في المنطقة التي اشتعلت في السنوات السبع الأخيرة.  التأثير المتوقع على أمريكا هو الدور الصيني، فالولايات المتحدة لا يمكن أن تضطلع بمثل هذا الدور، لعدم قدرتها على التفاوض المباشر مع إيران، لذا هناك حاجة إلى وسيط آخر، وهو ما قامت به الصين.  وتساءل هيلترمان عما إذا كان أمريكا سعيدة بأن الصين تقدم نفسها في الشرق الأوسط باعتبارها وسيط محتمل، ذا مصالح اقتصادية واستثمارات ضخمة ومتنامية في المنطقة، والآن بدأ في المشاركة السياسية؟، قائلا “أنا متأكد من أن هناك بعض المخاوف بشأن القوة الصاعدة للصين التي بدأت تتجلى في الشرق الأوسط، وكذلك على المستوى السياسي”. وأضاف أن السعودية تريد تطبيع علاقتها مع إيران، ولكن كيف يمكنها أن تتوصل إلى هذا الأمر، بالطبع عبر الصين، لرغبتها في الوقت نفسه في تقوية علاقاتها التجارية مع الصين، ولأنها تريد دعما في طريقها نحو استعادة العلاقات الدبلوماسية، وهي تلتمس هذا الدعم عبر شريك آخر غير الولايات المتحدة.  السعودية قلقة من الوضع في المنطقة، خاصة العلاقات بين إيران وإسرائيل، ولا تثق في استمرار الدعم الأمريكي في كل الحالات، وفق الخبير في السياسية الخارجية. ونفى هيلترمان أن تكون استعادة العلاقات عقبة في طريق التطبيع مع الكيان الصهيوني، إذ أنه خطوة سعودية نحو ذلك. ومن ناحية إيران، فهي لا تريد وجودا عسكريا صهيونيا في الخليج، ولكن ليس لديهم اعتراض على مد علاقات بين السعودية أو الإمارات أو الدول العربية الأخرى ودولة الاحتلال.  وأضاف أن استعادة العلاقات بين السعودية وإيران لا يعني بالضرورة إنهاء الحرب اليمنية، لأن أطراف عديدة متورطة في الحرب، وصراع السعودية مع الحوثيين ليس أكثر من واحد من الصراعات الدائرة هناك، والحوثيون مدعومون من إيران، لذا فإن التطبيع بين الطرفين، قد يكون له دور في الوصول لاتفاقية بين السعودية والحوثيين، ولكنه لن ينهي الحرب، لأن الحكومة اليمنية الشرعية ضعيفة ومنقسمة، وتدب الخلافات حول عما إذا يجب أن تكون اليمن دولة واحدة أم دولتين.  اليمن بحاجة إلى عملية سياسية تجمع بين الحوثيين مع الأطراف الأخرى، وهذه العملية لن تقودها السعودية إذا انسحبت من الصراع، وهذا يصير قلق كل الأطراف في اليمن.