تفقد مدينة النور بريقها بعد تراكم القمامة على أرصفة باريس، بسبب استمرار إضراب عمال الصرف الصحي وجامعي القمامة ومنظفي الشوارع، الذي يدخل يومه التاسع، الثلاثاء، احتجاجا على قانون المعاشات التقاعدية الذي يسعى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تطبيقه في فرنسا.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" للأنباء، في تقريرها، الثلاثاء، أن القذارة الزاحفة في معظم شوارع باريس الرئيسية ورائحة الطعام المتعفن التي تتسرب من بعض أكياس القمامة وصناديق القمامة الممتلئة عن آخرها بالقمامة هي العلامة الأكثر وضوحا على الغضب واسع النطاق بشأن مشروع قانون رفع سن التقاعد الفرنسي لمدة عامين. ومظاهر الإضراب تلك لم ينج منها، كما أوضحت الوكالة، سوى القصر الذي يضم مجلس الشيوخ ويقع على بعد خطوات من قصر الإليزيه، حيث المقر الرئاسي، واللذين تم تنظيف شوارعهما من القمامة.
أطنان القمامة تغرق شوارع باريس.
ووفقا للوكالة، تراكم أكثر من ٧ آلاف طن من القمامة، الثلاثاء، وشوهد جزء من تلك الأطنان يتم إلقاؤها في شاحنات بيضاء تابعة لشركة لخاصة على طول طريق الاحتجاج قبل مسيرة مخطط لها، غدا الأربعاء، وهي الثالثة خلال تسعة أيام. وقالت الشرطة إن التنظيف كان لأسباب أمنية. وتعاني مدن فرنسية أخرى أيضًا من مشاكل القمامة، لكن الفوضى في باريس، التي تعد واجهة فرنسا، سرعان ما أصبحت رمزًا لاستياء المضربين، بحسب "أسوشيتد برس". وأشارت إلى أن المضربين أنفسهم، ومن بينهم جامعو القمامة ومنظفو الشوارع وعمال الصرف الصحي تحت الأرض، قلقون بشأن ما ستصبح عليه باريس في غيابهم. تفقد مدينة النور بريقها بعد تراكم القمامة على أرصفة باريس. وكان موقع "تي أف 1" الفرنسي، تحدث عن "الثلاثاء الأسود" في البلاد، الذي تعتزم خلاله النقابات "تعطيل" فرنسا احتجاجا على إصلاح نظام التقاعد، ومن بنوده الأساسية رفع سن التقاعد من 62 عاما حاليا إلى 64 عاما.
وأشار موقع "بي أف أم تي في" الفرنسي، إلى أن مئات الآلاف سيتظاهرون في الشوارع في مواجهة إصلاح نظام التقاعد بدعوة من النقابات العمالية. ووفقا للموقع، ستكون هناك في كل أنحاء البلاد أكثر من 260 مظاهرة ضد مشروع الحكومة. ومن المتوقع أن يتراوح عدد المتظاهرين بين 1.1 و1.4 مليون في جميع أنحاء فرنسا. تراكم أكثر من ٧ آلاف طن من القمامة في شوارع باريس. ومشروع رفع سن التقاعد حجر الزاوية في حملة ماكرون، الانتخابية الماضية، إذ يبذل جهودا تهدف لجعل الاقتصاد الفرنسي قادرا على المنافسة عالميا، وفق "أسوشيتد برس". ويضغط ماكرون من أجل تنفيذ هذا التعديل، قائلا إن ذلك مهم جدا لتجنب انهيار نظام التقاعد الحكومي، حسب "رويترز". وحدّت الإضرابات بالفعل من توليد الكهرباء في بعض المحطات النووية التابعة لشركة الكهرباء الفرنسية. كما تسببت الإضرابات في إعاقة قطاعات أخرى بشكل متقطع، بما في ذلك النقل والطاقة والموانئ، بحسب "أسوشيتد برس"، التي أوضحت أن ماكرون لا يزال متمسكا بقراره رفي الوقت الذي تمضي فيه حكومته قدمًا في محاولة تمرير مشروع قانون إصلاح المعاشات التقاعدية الذي لا يحظى بشعبية في البرلمان.