تضاربت روايات بكين وواشنطن، الخميس، بشأن المدمرة الأميركية "ميليوس" التي كانت تبحر في بحر الصين الجنوبي، في أحدث حلقة من مسلسل التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، في هذا الممر المائي الذي تعبر من خلاله تريليونات الدولارات في التجارة كل عام.
ماذا قالت الصين؟
قال الجيش الصيني في بيان إنه راقب المدمرة "ميليوس" لدى دخولها إلى بحر الصين الجنوبي، وتحديدا إلى المياه الإقليمية الصينية، وأجبرها على المغادرة.
ولفت إلى أنّ المدمرة "دخلت بشكل غير قانوني" المياه المحيطة بجزر باراسيل، التي تتنازع الصين ودول بالمنطقة بشأن السيادة عليها، لكنها تسيطر عليها فعلياً.
مع هذا، فقد اعتبر الجيش الصيني التصرف الأميركي تقويضا للسلام والاستقرار في هذا الممر التجاري المزدحم.
وفي السياق، قال المتحدث باسم الجيش الصيني: "ستبقى قوات مسرح العمليات على حالة تأهب قصوى في جميع الأوقات وتتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية السيادة الوطنية والأمن والسلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي بحزم".
ووفقاً للمفهوم الصيني، فإن وجود مدمرة أميركية في هذه المنطقة يعتبر انتهاكا للمياه الإقليمية الصينية. كيف ردت الولايات المتحدة؟ رفضت الولايات المتحدة ما قالت إنها مزاعم صينية بشأن المدمرة "ميليوس"، وخصوصا طردها من المنطقة المحيطة بالجزر.
وأصدر الأسطول السابع في البحرية الأميركية، المسؤول عن المنطقة، بيانا قال فيه إن المدمرة كانت تنفذ نشاطا اعتياديا في بحر الصين الجنوبي ولم تتعرض للطرد.
وأضاف البيان: "الولايات المتحدة ستستمر في الإبحار والتحليق والعمل حيثما يسمح القانون الدولي".
وكانت مواجهات شبيهة حدثت في وقت سابق، ومنها ما وقع في تموز من العام الماضي، عندما قال الجيش الصيني إنه طرد مدمرة أميركية من المنطقة، لكن الولايات المتحدة نفت ذلك. من الناحية العسكرية، تسعى الصين لإنشاء منطقة "حماية بحرية" في بحر الصين الجنوبي، وذلك تحسبا لأي هجوم قد تتعرض له البلاد. في المقابل، تسعى الولايات المتحدة إلى احتواء الصين في المنطقة عبر: - تشكيل أحلاف من دول المنطقة تواجه الصين "عسكريا".
- السبيل الدبلوماسي وإقامة "سلام آسيوي" مع بكين.
ما أهمية بحر الصين الجنوبي؟ بحر الصين الجنوبي يتحكم في واحد من أهم الممرات المائية في العالم، ويقع في منافذ بحرية بين المحيطين الهادي والهندي، وتوجد به ثروات هائلة من النفط والغاز والمعادن والأسماك. كذلك، فإن بحر الصين هو أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاماً بالمنطقة، ويمر من خلاله أكثر من 90 بالمئة من التجارة الصينية والكورية واليابانية نحو آسيا والشرق الأوسط والهند.